في مائدة مستديرة.. شركات الطاقة المتجددة متفائلة بمستقبل القطاع رغم تباطؤ الطلب وكورونا
شهدت المائدة المستديرة تحت عنوان «الاستثمار في طاقة الرياح.. من هنا تبدأ الاستدامة»، برعاية الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، ونظمته شركة «ميديا أفنيو»، تفاعلاً كبيراً من صناع القرار في الحكومة ومسئولي القطاع الخاص والمستثمرين بمجال الطاقة المتجددة والخدمات اللوجيستية المرتبطة بها.
وقال المشاركون في المناقشة إن الدولة قطعت شوطاً كبيراً نحو تنويع مصادر إنتاج الطاقة واستدامتها وفتحت المجال أمام الشركات والقطاع الخاص لضخ المزيد من الاستثمارات وتوفير فرص عمل وتوطين الصناعة، لكنهم طالبوا بتسريع وتيرة الإجراءات والقوانين التي مازالت في إطار التجهيز مثل “المنتج المستقل” الذي يتضمن تنفيذ المستثمر لمحطة كهرباء تعمل بالطاقة المتجددة ويبيع الإنتاج لأي عميل آخر، وكذلك تفعيل بعض الضوابط المنظمة للاستثمار في قانون “صافي القياس”.
وأوصى المتحدثون في المائدة المستديرة بضرورة الاهتمام بخطط التنمية ووضع الفرص والمشروعات المقرر تنفيذها أمام المستثمرين للمشاركة في تنفيذها، وكذلك الاستفادة من القدرات الهائلة المنتجة في تبادل الطاقة مع الدول العربية وتغذية المشروعات القومية.
واقترح المتحدثون أن يتم استغلال الطاقة المتجددة في تحلية مياه البحر إلى جانب السيارات الكهربائية، خاصة وأنه رغم تباطؤ الطلب إلا أن السوق كبير ومفتوح، وطالبت شركات النقل بالسماح بدفع رسوم “كارتة الطريق” إلكترونياً .
وقد شارك في المائدة المستديرة، المهندس إيهاب اسماعيل، نائب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والمهندس ايمن السعد، المدير التنفيذي لشركة سيمنس جاميسا في مصر، والمهندس محمد نديم، مدير عام الشركة الوطنية لأعمال النقل «نوسكو» والمهندس منصور بريك، رئيس مجلس إدارة شركة الهندسية للحاويات، وأحمد غنيم ممثلاً عن شركة EWA Group، المهندس أحمد الديب، رئيس مجلس إدارة شركة المصرية للمعدات، ويدير الحوار المهندس صلاح إبراهيم، وكيل شركة فيستاس في مصر.
وعلق المهندس إيهاب اسماعيل، نائب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، بأن إســتراتيجية الطاقة المتكاملة التي أطلقتها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تعكس طمــوح مصــر بــأن تصبــح نقطــة مركزيــة علــى خارطــة الطاقــة، ومن شأنها أن تصــل بيــن أوروبــا وآســيا وأفريقيــا عبــر تعزيــز ترابـط شـبكة الكهربـاء فـي المنطقـة العربيـة وخارجهـا، حيث أن مصر تمتلـك العديـد مـن مـوارد الطاقـة غيـر المسـتغلة؛ مثـل طاقـة الريـاح والطاقـة الشمسـية.
ومن جهته، قال المهندس ايمن السعد، المدير التنفيذي لشركة سيمنس جاميسا في مصر: "هناك عوامل كثيرة مؤثرة يمكن أن تتحكم في أسعار الطاقة، قمنا بإنشاء مركز تدريب على أعلى مستوى في العين السخنة من أجل تنمية العاملين في هذا القطاع بأسم " سيمينس أكاديمي"، حيث أننا لاحظنا أن العمالة المؤهلة قليلة في مصر.
وبالتحديث عن أوجه مساهمة الشركات اللوجستية في نقل توربينات ومعدات مشروعات الرياح، ودور الخدمات اللوجستية في التخطيط المسبق لمشروعات الطاقة المتجددة وإمكانية تطوير أداء الشركات العاملة بالقطاع.
وعلق المهندس أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لمجموعة EWA، على ما تناوله مدير الجلسة المهندس صلاح إبراهيم وكيل شركة فيستاس في مصر، عن أن الدولة عليها بمساعدة قطاع النقل الثقيل إعفاءه من الجمارك للتسهيل على المستثمرين قائلا: "مصر لا تعاني من أي مشكلات في نقل المعدات الثقيلة في مصر ولكن المستثمرين تقابلهم بعض التحديات فيما يخص الجمارك والضرائب، وهناك صعوبات في جداول ومواعيد التسليم، تصاريح المرور، أبعاد الأحمال وأطوالها، ومسار الطرق والكباري والتي تعد المتحكم الرئيسي في اختيار الميناء، هذا بالإضافة إلى أن التكلفة التي يتحملها المستثمر للمرور من بوابات الطرق تحملهم أعباء مالية كبيرة، وبالتالي يتجه المستثمر لتسعير كل مشروع على حدا وتتطلب كل معاملة فيهم قيمة مادية معينة، بالإضافة إلى أنه مع طول مدة التنفيذ قد تتغير هذه القيمة المادية وفي أغلب الأحيان ترتفع مما يؤثر سلبًا على المستثمر.
ولفت إلى أنه لابد من التنسيق مع الهيئات والجهات المختصة مثل وزارة المالية، والإدارة العامة للمرور وهيئة الطرق والكباري والشركة الوطنية للطرق، وضرورة وجود نافذة موحدة للتنسيق مع هذه الهيئات ليصبح لديهم قيمة إجمالية محددة للتعاملات، مما يقلل من نسبة الخطورة الخاصة بتغير التكاليف التي يضعها المستثمر قبل دخول أي مشروع، ويفيد في المشاريع التي ستطرحها الدولة في المستقبل القريب.
وأوضح أن الأهم في كل هذا الأن هو أن الهيئات والجهات الحكومية تحتاج للعمل مع الشركات بشكل متطور وسريع لكي تساعد الشركات على إنجاز المشروعات في وقت أقل تجنباً لزيادة التكلفة، والتحرك نحو تغيير أنظمة العمل الخاصة بها وآليات تحصيل الرسوم، وتحويلها إلى أنظمة مميكنة وإلكترونية بما يتماشى مع هذا التطور التكنولوجي الذي سيساهم كثيرا في توفير الأمان وتسهيل طرق الدفع.
ومن ناحيته، أوضح المهندس منصور بريك، رئيس مجلس إدارة شركة الهندسية للحاويات: "أن عملية نقل توربينات الرياح لها دور كبير في إحداث تغيير واضح في عمليات الشحن والتفريغ بل أنها كان لها تأثير على فكر شركات الشحن والتفريغ ومكنتهم من الالتفات إلى تطوير سبل وآليات نقل المعدات الثقيلة مثل معدات طواحين الهواء، كما أدت إلى تحرك الشركات تجاه تدريب موظفيها ليتمكنوا من التعامل مع هذا النوع من النقل، مشيراً إلى أن بعض المشاريع تتتيح الفرصة لتعليم وتدريب وتطوير وتنمية الموارد البشرية.
وأضاف، النقل الثقيل يحتاج إلى خطط مسبقة لاستقبال الطرود وإنجاز الشحنات، خطط لرفع وتفريغ الطرود يتم الموافقة عليها من قبل أصحاب الشحنات وأصحاب السفن والحاويات، مشيراً إلى أهمية ترابط الجهات المعنية ضمن نافذة واحدة، حتى لا يتفاجأ المستثمر أن المعدات سيتم توريدها في أماكن غير مهيأة على سبيل المثال، فوجود نافذة واحدة مختصة بكافة عمليات النقل والتخزين وتصريحات البناء وغيرها، يدعم عمليات التخطيط، ويسرع الوصول للنتائج المرغوبة.
كما سلط الضوء على ضرورة توفير وسيلة للمحاكاة توضح طرق تفريغ حاويات النقل الثقيل، وتبرز طرق إدارة المصادر على المركب وعلى موقع الميناء، فالعامل الرئيسي في إنجاح نقل طواحين الهواء هو تحقيق الأمان، لذلك النقل والتفريغ لحاويات النقل الثقيل تتطلب طرق مختلفة، ليس ذلك فحسب بل تتطلب أيضاً موانئ مؤهلة لمثل هذه الحاويات، والذي يحدد معايير اختيار هذه الموانئ هي الأمور اللوجستية والمسار.
وصرح المهندس محمد مازن نديم، مدير عام الشركة الوطنية لأعمال النقل (نوسكو): "لدينا خطة قصيرة الأجل وخطة طويلة الأجل نسير عليهما بالتوازي سواء في تنمية رأس المال البشري من خلال تدريبهم أو توفير الزيارات الميدانية اللازمة لهم بالخارج أو عن طريق تطوير المعدات".
وأضاف المهندس عمر ناجى، مدير عام إدارة طاقة الرياح بشركة إنفينيتي، لدينا مشاريع مختلفة تحت الإنشاء، فقد بدأت الكثير من الشركات الأن في التوجه إلى استخدام الطاقة النظيفة، من خلال إنشاء مزارع طاقة رياح أو مزارع طاقة شمسية من أجل خفض التكاليف، أصبحت الكثير من الشركات على دراية بأنها من خلال استخدام الطاقة النظيفة ستستطيع ضبط التكاليف الخاصة بالمشروع على فترات طويلة على عكس الطاقة الغير نظيفة مثل الغاز حيث أن أسعاره دائمة التغير
واستكمل النقاش عن التحديات المهندس أحمد الديب، رئيس مجلس إدارة شركة المصرية للمعدات، حيث قال: "ما نواجه من تحديات هو الصعوبة في توفير المعدات، والأيدي العاملة الماهرة، وهذان العنصران هما أساس ما تطلبه صناعة طواحين الهواء، نحن بحاجة شديدة إلى تدريب العاملة بمختلف التخصصات".
لافتاً أن العمالة المتاحة غير حاصلين على شهادة GWO اللازمة لإقامة تركيب وصناعة طواحين الهواء، فحصول أي شخص على شهادةGWO تأكد أنه يمتلك المعرفة والكفاءات المطلوبة، لذلك نحن نطمح أن نتمكن من إنشاء مركز تدريب طبقاً لقواعد شهادة GWO بمساعدة الدولة وهيئة الطاقة المتجددة، الأمر الذي سيساهم بشكل كبير في توفير خبرات في السوق المصري وتقليل تكلفة إنشاء محطات توليد طاقة الرياح، وخلق فرص عمل.
جديراً بالذكر أن انعقاد المائدة المستديرة "الاستثمار في طاقة الرياح.. من هنا تبدأ الاستدامة" يأتي بعد نجاح مصر خلال السنوات القليلة الماضية في بناء أسس قوية للتوجه نحو الطاقة المتجددة، وقدمت نموذجاً للشراكة مع القطاع الخاص أسهم في تدفق الاستثمارات بمشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتعد هذه المائدة المستديرة الثانية التي تنظمها شركة ميديا أفنيو، حيث نظمت الشركة في العام الماضي مائدة مستديرة خاصة بقطاع الطاقة برعاية وحضور رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وتم تكريم الشركات الأكثر تأثيراً في احتفالية كبيرة حضرها كبرى الشركات العاملة في قطاع الطاقة والخبراء والمسئولين الحكوميين.