رحل في يوم ميلاده وترك العمل في إنجلترا من أجل الفن وألتحق بمعهد التمثيل بسبب حلم وبرع في تجسيد أدوار العميل الأمريكي والإرهابي المتنكر.. حكايات رؤوف مصطفى
ممثل مسرحي مبدع ومتميز، عشق التمثيل منذ طفولته وبدأ مشواره الفني مبكرًا وسعي دائمًا أن يطور موهبته حتي يقدم لجمهوره أفضل ما لديه، وأستطاع أن يترك بصمة خاصة مع المشاهدين بالرغم من عدم تقلده أدوار البطولة المطلقة خلال مشواره الفني أنه الفنان القدير رؤوف مصطفى.
ولد الفنان رؤوف مصطفى في ١ أكتوبر عام ١٩٤٠ بمحافظة القاهرة، عشق التمثيل منذ طفولته حيث كان يشارك في عروض المسرح المدرسي، وهذا ما دفعه للإلتحاق للدراسة بأول دفعة بقسم التمثيل في المعهد العالي للسينما عام ١٩٥٩، وهو القسم الذي أفتتح لعدة سنوات فقط ثم تم إغلاقه بعد ذلك، وذلك أثر رؤية شاهدها في منامه أثناء مرحلة دراسته بالثانوية العامة فقرر على الفور تحقيقها، وقد تخرج في المعهد عام ١٩٦٣ وكان ترتيبه الأول على دفعته بتقدير إمتياز.
فور تخرجه من الجامعة بدأ رؤوف أولي خطواته الفنية من خلال مشاركته في مسرحية "المصيدة" للكاتبة العالمية أجاثا كريستي، ومن إخراج محمود السباع، ثم ألتحق بفرقة المسرح العالمي وشارك في عدة مسرحيات للفرقة، وذلك قبل أن ينضم عام ١٩٦٦ إلى فرقة "المسرح الحديث"، وليقوم بعد ذلك بالإنضمام إلى فرقة "الإسكندرية المسرحية"، ومع بداية سبعينيات القرن الماضي عاد من جديد إلى القاهرة وأنضم إلى عضوية فرقة "مسرح الجيب" وذلك قبل سفره إلى المملكة المتحدة للعمل كمذيع بإذاعة "لندن العربية BBC".
تألق لسنوات طويلة كمذيع في إنجلترا لكنه قرر العودة إلى مصر ليستكمل مسيرته الفنية فأنضم بمجرد عودته إلى أسرة مسرح الطليعة وتعاون مع المخرج القدير سمير العصفوري في بطولة أكثر من مسرحية، وعلي الرغم من تحقيقه شهرة واسعة وهو في عمر متقدم إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرارية والإخلاص والتفاني بكل أعماله، ولذلك حصل علي العديد من الجوائز التقديرية منها: جائزة أفضل ممثل دور ثان من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، عن دوره في فيلم "ديل السمكة"، وكذلك جائزة المهرجان الكاثوليكي عن دوره في نفس الفيلم، كما تم تكريمه على مجمل أعماله المسرحية بالدورة الرابعة عشر لمهرجان المسرح العربي، عام ٢٠١٦.
بدأ رؤوف مصطفى أولي خطواته السينمائية من خلال فيلم "القاهرة ٣٠" عام ١٩٦٦، ثم أنغمس في الأعمال الفنية بقوة، وترك بصمته بها بالرغم من عدم تقلده أدوار البطولة المطلقة خلال مشوراه الفني، أبرزهم: "ليلة سقوط بغداد، أنا مش معاهم، وأيام السادات، ومحامي خلع، وبحب السيما، والقاهرة ٣٠، ومعالي الوزير، وديل السمكة، وحليم، والريس عمر حرب".
قدم مصطفى دور مثليًا في فيلم "ديل السمكة" عام ٢٠٠٣، ولاقى الدور إشادات نقدية واسعة بسبب إجادته، وهو من تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف، وشارك في بطولته حنان ترك وعمرو واكد، وكان له دور مميز في فيلم "ليلة سقوط بغداد" عام ٢٠٠٥، حيث قدم دور العميل الأمريكي في الفيلم الذي كتبه وأخرجه محمد أمين، كما برز في فيلم "أنا مش معاهم" من خلال دور الإرهابي المتنكر في عام ٢٠٠٧.
كما كان له بصمة خاصة في الدراما حيث شارك في عدد كبير من المسلسلات أبرزها: "العائلة، ولحظات حرجة، وعباس الأبيض، والمصراوية، وليالي الحلمية، وهارون الرشيد، وأم كلثوم، ومسألة مبدأ، وللعدالة وجوه كثيرة، وآسيا، وبدون ذكر أسماء".
وقد تعاون من خلال هذه الأعمال مع نخبة من المخرجين المتميزين من بينهم حمدي غيث، نبيل الألفي، نور الدمرداش، سعيد أبو بكر، محمود مرسي، محمود السباع، سمير العصفوري، كمال حسين، محمد مرجان، أحمد زكي، فاروق الدمرداش، فهمي الخولي، مجدي مجاهد، السيد طليب، هناء عبد الفتاح.
ويبقى المسرح هو المجال المحبب للفنان رؤوف مصطفى، فهو الذي منحه فرصة إظهار قدراته الآدائية في عدد من البطولات والأدوار الرئيسية ولعل من أهمها دور أمير الشعراء أحمد شوقي في مسرحية "حدث في وادي الجن"، وكذلك أدواره بمسرحيات مسافر الظهر، مرسحية، الأولاد الطيبون، وغيرهم.
رحل الفنان رؤوف مصطفى عن عالمنا يوم الأحد الموافق الأول من أكتوبر أثر أزمة قلبية وصراع طويل مع مرض القلب ومن مفارقات القدر أنه توفي في نفس يوم ميلاده عن عمر يناهز ٧٧ عامًا، تاركًا خلفه رصيد فني مميز.