”ومن الحب ما قتل” اقتحمت غرفته ووضعت له السم في الطعام.. حكاية الفتاة التي حاولت قتل علي الكسار بسبب الغيرة
يعتبر الفنان علي الكسار من أبرز نجوم الكوميديا في العالم العربي بأكمله، له العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية التي مازالت حافرة في قلوب الجمهور، رحل الكسار وترك خلفه العديد من الأعمال الفنية التى ظلت خالدة في أذهان جمهوره.
في عام ١٩٥٧ تعرض الفنان علي الكسار لمحاولة اغتيال علي يد ممثلة فى مقتبل العمر من أعضاء فرقته وقعت فى غرامه وصارحته بحبها، ولكنه ثار فى وجهها وهددها بالفصل، وعندما عاتبته زادت ثورته وطردها من مكتبه، فانقلبت مشاعر الحب لديها إلى رغبة فى الإنتقام منه.
حيث تسللت الفتاة إلى غرفة الكسار وكان يضع فيها طعامه ودست له السم فيه، ثم أسرعت إلى خارج الغرفة، مشيرة إلى أن الفتاة كانت تعتقد أن الكسار يقع فى غرام امرأة أخرى ففضلت أن يموت على أن تتركه لغيرها.
ولكن الفتاة استيقظ ضميرها وتتابعت فى خيالها الأحداث، وفكرت فى موت الكسار وتأثيره على حياتها وحياة أعضاء فرقته ومنهم من سيتشرد بسبب موته، كما فكرت فى ملاحقة البوليس لها إذا أكتشفت جريمتها، وفى هذا الوقت مر الكسار فى طريقه إلى غرفته، فأسرعت الفتاة لتلقى من أمامه الطعام المسموم وأعترفت له بما فعلته، واكتفى الكسار بطردها من الفرقة.
ولد الفنان علي الكسار في ١٣ يوليو عام ١٨٨٧ في حي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة، واسمه الحقيقي "على خليل سالم إبراهيم"، وقد أخذ اسمه الفني الكسار من عائلة والدته التي تدعي "زينب على الكسار"، حيث قامت والدته ببيع الفرن الذي كانت تمتلكه كي تدفع له البدلية كي لا يلتحق بالجيش من فرط حب والدته له.
عمل على الكسار في البداية بمهنة السروجي وهي ذات المهنة التي امتهنها والده لكنه لم يستطع إتقانها فاتجه للعمل بالطهي مع خاله، وفي تلك الفترة اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم وكلامهم، وأول ظهور له كان في عام ١٩٢٠ في الفيلم الروائي القصير "الخالة الأمريكانية" من إخراج بونفيلي، ولعب في الفيلم دور امرأة، أما أول أفلامه السينمائية فكان "بواب العمارة" والذى انتج عام ١٩٣٥.
كانت فرقة الكسار هى أول فرقة مسرحية في تاريخ شارع عماد الدين، وقد تعاون مع الفنان سيد درويش بين عامي ١٩١٩ و١٩٢٣، وأطلق اسمه على أحد الشوارع المجاورة لمسرح الأزبكية، ولقب نفسه في كازينو "دي باري" باسم البربري المصري، وانطلقت منها شخصيته الشهيرة "عثمان عبد الباسط".
نال شهرة واسعة عندما دخل منافسة شديدة مع الفنان الكبير نجيب الريحاني وأبدع في شخصية "عثمان عبد الباسط" النوبي لمنافسة شخصية "كشكش بيه" التي كان يقدمها الريحاني، ونجحت الشخصية نجاحًا عظيمًا ومازلت خالدة في ذاكرة الفن العربي.
حكى الكسار في لقاء إذاعي، أنه دخل مستشفى المجانين بسبب خروف اشتراه وحبسه بحمام منزله، موضحًا أن هذا الخروف أثار خوف حفيدته التي تفاجأت به في حمام منزل جدها، وهرب الخروف الذي نظر إلى مرآة بالمنزل فظن أن خروفًا آخر أمامه فثار ذعرًا قبل أن يشرب جازًا بالمطبخ، ركض إليه الكسار محاولاً إنقاذه، وحينما باءت محاولات إنقاذ الخروف بالفشل اتصل بالإسعاف التي ظن رجالها في الكسار جنونًا واصطحبوه إلى مستشفى المجانين ، ليكشف الكسار بعد سرده حكايته أن تفاصيلها من وحي خياله وأنه كان يحلم.
توفي الفنان الكبير علي الكسار في مستشفى القصر العينى يوم ١٥ يناير عام ١٩٥٧ عن عمر ناهز ٦٩ عام بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان البروستاتا وتوفي في غرفة مشتركة من الدرجة الثالثة وسط أبنائه وزوجته.