محمد وفيق أنتظرها ٢٠ عامًا وتبرع بمجوهراتها لمستشفى سرطان الأطفال وعائلتها تبرأت منها بسبب الفن ولن أعيش في جلباب أبي أهم أعمالها.. محطات كوثر العسال

كوثر العسال
كوثر العسال

فنانة من طراز خاص أستطاعت أن تخطف أنظار المشاهدين فور ظهورها علي الشاشة من خلال الأدوار المساعدة التي قدمتها خلال مسيرتها الفنية، فهي نجحت في تقديم شخصيات متنوعة إلا أن دورها في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" كان من أبرز أعمالها وظل في أذهان الجمهور حتي الآن، وقصة حبها مع زوجها الفنان محمد وفيق كانت محط أنظار الجميع لسنوات طويلة أنها الفنانة القديرة كوثر العسال.

ولدت الفنانة كوثر العسال في ٢٦ نوفمبر عام ١٩٣٩ فى حى المغربلين بمُحافظة القاهرة وسط أسرة متوسطة الحال، حصلت على شهادة الثقافة ثُم أبدت لأسرتها رغبتها بالعمل بالفن وبالطبع كان الرفض هو جواب الأسرة ولكنها أصرت على ذلك مما تطلب ذلك هروبها من المنزل و إختبائها لدى الفنانة العملاقة الراحلة سناء جميل التى فشلت هى الأخرى فى إقناع أسرتها بهذا الأمر و تطور الموضوع لتتبرأ عائلتها منها لمدة ١٠ أعوام مُتصلة، حتى بدأ أبناء حى المغربلين في التحدث عن أعمالها الجيدة والتى كانت تقوم فيها أيضًا بأدوار اجتماعية مميزة وليست أدوار إغراء أو خروج عن المألوف.

بدأت العسال مشوارها الفني وهى في مطلع العشرينات من العمر وبداية الستينيات من القرن الماضي، حيث بدأت العمل في الوسط الفني من خلال بعض السهرات الدرامية والأعمال المسرحية التي ظهرت فيها بادوار صغيرة.

وفي عام ١٩٦٢ أنتقلت للعمل بالسينما فشاركت في فيلم "امرأة في الدوامة" مع الفنانة شادية والفنان عماد حمدي، ثم شاركت في فيلم "لعبة الحب والجواز" مع وحش الشاشة فريد شوقي والسندريلا سعاد حسني لتتوالى أعمالها السينمائية لتقدم في العام التالي أحد روائع السينما المصرية وهو فيلم "الحرام" مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في عام ١٩٦٥ وهو نفس العام الذي قدمت فيه فيلم" العقل والمال" مع اسماعيل ياسين ومسرحية "حلمك يا شيخ علام".

وبعد النجاح الكبير الذي حققته العسال في هذه الأعمال قدمت فيلم "إجازة بالعافية" مع الراحلين فؤاد المهندس ومحمد عوض، فهو يعتبر من أهم خطواتها الفنية وذلك لأنها برعت في شخصية "شريفة النصابة" التي قامت بالنصب عليهم ضمن الأحداث، من ثم توالت أعمالها السينمائية وشاركت في أكثر من ٥٠ عمل منهم "شفاه غليظة، الإرهاب، حافية على جسر الذهب، من أجل الحياة، مين يقدر على عزيزة، امرأة للحب، السلم الخلفي، أنف وثلاث عيون،نحن لا نزرع الشوك، صباح الخير يا زوجتي العزيزة، ليلة واحدة، إجازة بالعافية، العقل والمال، الحرام، الوديعة، لعبة الحب والجواز، امرأة في دوامة".

وأستطاعت كوثر العسال أن تحقق نجاح كبير في الدراما التليفزيونية أيضًا من خلال مشاركتها في أهم الأفلام منهم: "الخير ينتصر أحيانًا، أهل الطريق، أوراق الورد،القاهرة والناس،بنات الثانوية" كما شاركت في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" الذي جسدت من خلاله شخصية "درية" زوجة الوزير، وهو العمل الأخير لها قبل أن تعتزل الفن في أواخر تسعينيات القرن الماضي.

وتزوجت كوثر العسال في بداية حياتها من الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم ثم تزوجت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي من ابن خالتها الفنان محمد وفيق الذي كان يصغرها في السن حيث كانت تربطهما علاقة صداقة وطيدة، إلا أنه بدأ يشعر تجاه العسال بمشاعر مختلفة ولكن انقلب الأمر إلى قصة حب وخجله كان حائلًا بينه وبين الإعتراف لها بمشاعره، لذلك تزوجت من آخر، وتسبب ذلك في ضياع حبيبته منه، إلا أنه ظل ٢٠ عامًا في انتظارها حتى توفي زوجها ليتزوجها.

وصرح من قبل محمد وفيق خلال لقاء تليفزيوني فى برنامج "عقد النجوم" عن مدى حبه وإخلاصه لزوجته، قائلًا: "أنا وكوثر مالناش غير بعض، يعني هي مالهاش غيري وأنا ماليش غيرها، إحنا ماليين حياتنا ببعض"، ورغم ذلك لم يرزقهما الله بأبناء.

كان لوفاتها بالغ الأثر على زوجها، حيث واجهت المرض عدة سنوات إلا أن وافتها المنية، مما سبب صدمة كبيرة لوفيق الذي وقف في عزائها ولم تفارق دموعه عينيه، وقرر أن يتبرع بمجوهراتها إلى مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧، ثم تبرع بمنزلهم بالمهندسين بكل ما فيه من أثاث إلى أحد الشباب المقبل على الزواج، وقرر أن يعيش على ذكراها حتى ألحق بها فى ٢٠١٥، وأوصى بأن يُدفن إلى جوارها.

تم نسخ الرابط