”مرضها أنقذها من موت محقق”.. حكاية السهرة التي تخلفت شادية عن حضورها فتحولت لمشاجرة دموية

شادية
شادية

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

وتعتبر الفنانة شادية من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الغريبة التي ظلت تحكى عنها لسنوات طويلة، حيث كشفت شادية في إحدي حوارتها النادرة عن أحد المواقف الصعبة الذي كانت ستتسبب في وفاتها.

وجاءت بداية الحكاية عندما أتفقت شادية مع أسرة صديقة لها أن تقضى معهم سهرة فى ملهى بشارع الهرم، وفى صباح اليوم المحدد أستيقظت النجمة الجميلة وهى تشعر بالألم فى سائر جسها وارتفاع درجة حرارتها مع صداع شديد واحتباس فى الصوت، فاستدعت الطبيب الذى أمرها بالراحة التامة، فلم تذهب للسهرة واعتذرت للأسرة الصديقة عن الحضور.

وفى صباح اليوم التالى زارت شادية إحدى صديقاتها وأخبرتها بأن الأسرة التى تخلفت عن موعدها معها ذهبت للملهى لقضاء السهرة فى الموعد المحدد ولكن نشبت معركة فى الملهى روعت الجميع، فانسحبت الأسرة مسرعة، ومن شدة اضطراب الزوج أثناء القيادة اصطدمت السيارة بشجرة وأصيب كل أفراد الأسرة بإصابات مختلفة ولكنهم نجوا من موت محقق.

وعندما علمت شادية بما حدث للأسرة التى كانت تنتوى أن تكون معهم فى سهرتهم أصيبت بالرعب وأدركت أن القدر انقذها من هذه التجربة بالوعكة الصحية التى أصابتها، وأسرعت إلى الهاتف لتطمئن على الأسرة الصديقة.

ولدت الفنانة شادية في ٨ فبراير عام ١٩٣١ بمنطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، فكان والدها أحمد كمال يعمل مهندس زراعة ومشرفًا على أراضي الخاصة الملكية حيث كان عمله آنذاك أي في بدايات القرن العشرين يستدعي وجوده في قلب العاصمة المصرية القاهرة وعلى بعد خطوات من قصر عابدين.

فكان أول ظهور لها في دور صغير بفيلم "أزهار وأشواك" عام ١٩٤٧، حيث أعجب المنتج والمخرج حلمي رأفة، بالموهبة الكبيرة للفتاة ذات الـ ١٦ عامًا فتبناها فنيًا، ومن هنا حجزت أول بطولة لها في فيلم "العقل في إجازة" أمام محمد فوزي وليلى فوزي وفي نفس العام، وقدمت فيه أداءًا غنائيًا، بالإضافة لأدائها التمثيلي.

برزت شادية في أداء الأدوار الرومانسية والكوميدية بطريقة فريدة، كما قامت بدور الفتاة "الدلوعة" في عدد من الأفلام السينمائية، فكان من أبرز أعمالها الكوميدية في فترة الخمسينات "حماتي قنبلة ذرية" و"في الهوا سوا" عام ١٩٥١، و"بنات حوا" و"الستات ميعرفوش يكدبوا" عام ١٩٥٤، وشاركها في هذه الأفلام جميعها نجم الكوميديا إسماعيل يس.

ويرى بعض النقاد أن مسيرة شادية شهدت نضج فني بعد ثورة ١٩٥٢، حيث قدمت بجانب الرومانسية والكوميديا أفلامًا درامية وشخصيات تحمل العديد من التعقيدات النفسية والاجتماعية، فكان دورها في فيلم "المرأة المجهولة" عام ١٩٥٩ دليلًا على موهبتها المتفجرة، حيث قدمت دور الأم وهي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، وغنت في هذا الفيلم أغنيتها الشهيرة "سيد الحبايب".

وقفت دلوعة السينما المصرية أمام العديد من نجوم الفن، فشاركت العندليب بطولة فيلم "لحن الوفاء" عام ١٩٥٥، وكذلك معبودة الجماهير عام ١٩٦٧، كما شكلت ثنائيات ناجحة مع عماد حمدي وفريد الأطرش وكمال الشناوي الذي شاركها في ٢٧ فيلمًا تقريبًا، ومن أشهر أفلامهما "أرحم حبي".

كما أنها شكلت مع صلاح ذو الفقار ثنائيًا مميزًا، فقدما معًا عددًا من الأفلام منها "أغلى من حياتي" عام ١٩٦٥، والذي تحول إلى حقيقة حيث تزوجا أثناء تصوير الفيلم، ولكن لم تدم زيجتهما طويلًا، حيث أثرت مشاكل متعلقة بالحمل والولادة على علاقتهما الزوجية، فأنتهى زواجهما عام ١٩٦٩، فكان من أبرز اعمالهما معًا: "مرأتي مدير عام" عام ١٩٦٦، و"عفريت مراتي" عام ١٩٦٨.

عاشت شادية بعد إعتزالها لكي تتقرب إلى الله فقط كما كانت تقوم بالأعمال الخيرية وتمنح الكثير من عطائها للأيتام خاصة لأنها لم ترزق بالأطفال، وهكذا رحلت عن عالمنا النجمة شادية، في ٢٨ نوفمبر عام ٢٠١٧.

تم نسخ الرابط