كتبه سيناريست إيطالي.. قصة فيلم كان سيجمع عبدالحليم حافظ وسعاد حسني.. وهكذا تدخل الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في إفشال المشروع
حكايات وقصص كثيرة ترددت حول علاقة عبدالحليم حافظ وسعاد حسني، منها الفيلم الذي كان من المفترض أن يجمعهما سويا في بداية السبعينيات لكن لم يُكتب له أن يرى النور.. فما قصة هذا الفيلم؟.
في أوائل سنة 1972 كتب سيناريست إيطالي يعيش فى مصر، ومتزوج من سيدة مصرية اسمه لوسيان لمبير سيناريو فيلم لحليم بعنوان «وتمضى الأيام»، وبالفعل أعجب العندليب بالسيناريو ووجد فيه فرصة ليقدم فيلما شديد الرومانسية تلعب فيه سعاد حسنى دور البطولة معه ليشبع رغبة طالما راودته، وأيضا ليقدم للجماهير ثنائيا كانوا يتوقون لرؤياه.
كانت القصة تمصيرا وتحديثا لقصة «غادة الكاميليا» لـ«ألكسندر دوماس الابن»، والتي نشرت لأول مرة عام 1848.
عبقرية يوسف شاهين
ويروي الدكتور هشام عيسى في كتاب «حليم وأنا» فقد أخذ حليم يبحث عن مخرج للفيلم فاقترح عليه الدكتور حسام عيسى أن يعطيها لـ «يوسف شاهين»، وكان الدكتور حسام مكلفا وقتها بالإشراف على قطاع السينما من قبل شعراوى جمعة، وقدم إليه اقتراحا بأن يعين يوسف شاهين لمؤسسة السينما.
وبالفعل لم يتردد عبدالحليم فى إسناد الفيلم إلى يوسف شاهين، وحين حضر الاخير مساء ذلك اليوم إلى منزل حليم عقب مكالمة تليفونية كان حليم يرقد فى السرير إثر وعكة خفيفة.
وعن هذا اللقاء الذى وصفه عيسى بأنه كان جميلا، قال: هذه هى المرة الأولى التى استمع فيها إلى هذا العبقرى، وأعتقد أنها أيضا كانت المرة الأولى التى يلتقى فيها بـ«حليم» في لقاء عمل، وقد بهرنا شاهين الذى استمع إلى السيناريو وأخذ يعلق عليه ثم يتكلم فى شتى المواضيع المتعلقة بالسينما والسياسة. وكعادته أخذ يوسف السيناريو قائلا إنه يعترض على بعض الأشياء سوف يقوم بتغييرها، كان من الضرورى أن يضع بصمته على أى سيناريو قبل أن يقوم بإخراجه.
نجم وإمام
قبل حليم كل الشروط وانتظر الجميع ثمار هذا اللقاء الذي سيمزج عبقرية شاهين مع رومانسية حليم وشعبيته، طلب حليم من شاهين أن يذهب إلى العجمى فى الفيللا «الخاص بحليم» ليبدأ الكتابة، ولكن شاهين أجل الموضوع فقد كان مشغولا بإخراج فيلم «العصفور».
ومضت شهور قبل أن يرسل يوسف السيناريو المعدل إلى حليم ودفعنى الشوق والفضول إلى أن أبدأ قراءته قبل حليم، ولما انتهيت توقعت أن حلم الجمع بينهما قد انتهى إلى الأبد وأخذت ابتسم وأنا أتوقع رد فعله.
أضاف السيناريو إلى القصة شخصين، هما صديقا البطل ولهما عليه أكبر التأثير، أحدهما شاعر شعبى اسمه أحمد فؤاد نجم والآخر مغن كفيف اسمه الشيخ إمام.
لم يخب حليم ظنى، ما إن بدأ فى قراءة السيناريو حتى لمعت فى عينيه نيران الغضب وانطلق يمزق الصفحات قائلا: «المجنون جايب لى اثنين شيوعيين يعلمونى الوطنية».. انتهى الحلم ولم يخرج فيلم «وتمضى الأيام».