«الجندي» يرد علي مزاعم عدم صيام النبي يوم عاشوراء

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

ورد للشيخ خالد الجندي من علماء الأزهر الشريف؛ سؤال جاء نصه كالتالي (سمعت من احد الاشخاص يتحدث عن جهل و تخلف من يصوم يوم عاشوراء و ان احد علماء اليهود ابلغه انهم يسخرون من المسلمين الذين يصومون هذا اليوم لأن هذا اليوم حسب تقويم اليهود يقع فى شهر ربيع الاول و يقول أنه من أهل البيت و أن الاستدلال بالأحاديث المذكورة فى الصحيحين عن صيام هذا اليوم استدلال خاطئ حيث أن هذه الأحاديث غير صحيحة و يستدل على صحة كلامه بأن القول بأن النبى عندما دخل المدينة و وجد اليهود يصومونه و قال انا أولى بموسى منهم و أنه لو عاش للعام المقبل ليصومن تاسوعاء و عاشوراء و لكن النبى لم يعش للعام التالى انه كلام خاطئ لان يوم دخول النبى المدينة المقصود فى الحديث هو يوم الهجرة النبوية و بالتالى فقد عاش النبى صلى الله عليه و سلم سنين عديدة بعد هذا العام و لم يثبت أنه صام كما قال صلوات الله سلامه عليه فما رأيكم فى هذا الكلام أعزكم و أعتذر عن الاطاله.
ومن جهته قلل الشيخ خالد الجندي أن الأحاديث التي وردت في يوم عاشوراء وفضيلة صومه، أحاديث صحيحةٌ متواترةٌ، رواها عددٌ كبيرٌ من الصحابة رضوان الله عليهم، وذكرتها كتب السنة النبوية، وقد رواها البخاري ومسلم عن عشرة من الصحابة رضي الله عنهم هم: عائشة وابن عمر وابن عباس ومعاوية وأبي موسى الأشعري وابن مسعود وسلمة بن الأكوع والرّبيّع بنت معوذ وأبو قتادة وجابر بن سمرة رضي اله عنهم أجمعين.
قال الإمام البخاري في صحيحه-وهو أصح كتب السنة النبوية-:[ باب صيام يوم عاشوراء ثم روى عدة أحاديث هي:(عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء إن شاء صام ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصيام يوم عاشوراء، فلما فرض رمضان كان من شاء صام، ومن شاء أفطر.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضانُ ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه.
وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: يوم عاشوراء عام حج على المنبر يا أهل المدينة، أين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال:(ما هذا؟ قالوا هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه).
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:(كان يوم عاشوراء تعدُّه اليهودُ عيداً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فصوموه أنتم).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره، إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر. يعني شهر رمضان.
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:(أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من أسلم أن أذن في الناس، أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء).
هذه الأحاديث التي ساقها البخاري في بابٍ واحدٍ، مع العلم أن منهج الإمام البخاري تفريق الأحاديث في عدة أبواب لمناسباتٍ يراها. فما بالك بكتب السنة الأخرى كالسنن والمعاجم والمسانيد وغيرها التي روت أحاديث عاشوراء!
- والزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهل أن ذلك اليوم كان عيداً عند اليهود، وأنه اليوم الذي نجَّى الله فيه موسى عليه السلام من كيد فرعون، وما درى هذا المسكين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء قبل قدومه المدينة، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:(كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه) فالنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى اليهود تصومه سألهم عن سبب صيامهم، ولم يسألهم عن الحكم، لأنه كان يعلمه قبلهم كما سبق في الحديث.
- والزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا صام عاشوراء يكون تابعاً لليهود وليس متبوعاً. وهذا كلام باطل، فقوله صلى الله عليه وسلم:(فنحن أحق وأولى بموسى منكم) فهو صلى الله عليه وسلم تَبِع موسى عليه السلام في صيامه، وقد قال تعالى في حثِّ النبي صلى الله عليه وسلم لمتابعة الأنبياء: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}سورة الأنعام الآية 90.
- والزعم أن أول الحديث يناقضُ آخرَه، وأنه يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بالمدينة عاماً واحداً!فهذا جهلٌ مركبٌ، لأن المتعالم جعل عبارة (لئن بقيتُ إلى قابلٍ لأُصَومنَّ التاسع) من ضمن حديث سؤال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود عن صيام يوم عاشوراء حين قدم المدينة، وليس الأمر كذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أول أمر الإسلام يحب موافقة أهل الكتاب ومخالفة مشركي العرب، لكون أهل الكتاب أقرب منهم له.

تم نسخ الرابط