العندليب المغضوب عليه من الأزهر الشريف.. أبرزهم ”علي حسب وداد قلبي”.. قصة 4 أغاني أعترض عليهم المشايخ لإهانة الدين
يعتبر العندليب عبد الحليم حافظ من أكثر المطربين الذين قدموا أغاني عاشت لسنوات ويرددها الجميع في العالم العربي، دخل في العديد من الصراعات مع النجوم من حوله للإستمرار علي عرش النجومية، وواجه من ناحية آخري صراع قوي مع الأزهر الشريف، في أكثر من أغنية قدمها لإهانتها للدين...
في البداية حققت أغنية "علي حسب وداد" نجاح كبير عند طرحها من قبل عبد الحليم، وهي من ألحان بليغ حمدي، وكلمات الشاعر صلاح أبوسالم، وتعرض لهجوم من رجال الدين، بسبب جملة "لا هسلم بالمكتوب ولا هرضى أبات مغلوب"، معتبرين أنها تتعرض للقدر والمكتوب، وتتحدى المشيئة الإلهية.
وقدم عبد الحليم حافظ أغنية تحمل أسم "المسيح" عقب هزيمة يونيو 1967، وهي من كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وألحان بليغ حمدي، واعترض عليها الأزهر بدعوى أن كلماتها تتحدث عن حادثة صلب السيد المسيح، في حين ان القرآن يري أن المسيح لم يصلب، وبسبب معارضة الأزهر تم منع عبدالحليم من أداء الأغنية في مصر، ليغنيها خلال حفله في قاعة ألبرت هول في لندن، وبعد نجاح الأغنية والانتشار الواسع الذي حققته أعادت الرقابة النظر في قرار المنع وسمحت بأداء الأغنية وتوزيعها في مصر رغم معارضة الأزهر.
أعترض الأزهر الشريف أيضا علي أغنية "لست قلبي" والتي ادها العندليب في إحدي حفلاته بجامعة الأزهر، وهي قصيدة من كلمات الشاعر كامل الشناوي، ولحنها له الموسيقار محمد عبدالوهاب، بسبب جملة"قدر أحمق الخطى، سحقت هامتي خطاه"، واعتبر الشيوخ أن تلك العبارة تتحدى المشيئة الإلهية، وتعبث بالقدر الإلهي.
وأغنية أخري تحمل أسم "لست أدري" أثارت غضب رجال الدين ايضا عند ما قدمها محمد عبدالوهاب في فيلم "رصاصة في القلب"، وعندما غناها عبدالحليم حافظ في فيلم "الخطايا"، وكان ذلك بسبب البيت المقطع الذي يقول فيه "جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت"، وهاجمها الأزهريون بعنف.
وبسبب الأغنية التي كتبها الشاعر ايليا أبو ماضي وغناها عبدالحليم حافظ قبل ولحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، ثار المشايخ ورجال الدين، اعتراضًا على مطلعها الذي يقول: "جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عايزين إيه"، وكذلك جملة: "وزي ما جينا جينا مش بإيدينا جينا"، ورأى شيوخ الأزهر أن في الأغنية دعوة صريحة للكفر والشرك بالله، حيث أنه ضري عرض الحائط بالآية القرآنية التي تقول "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ".
ولد عبد الحليم علي إسماعيل شبانة في 21 يونيو 1929، في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، ولقب بالعندليب عبد الحليم حافظ، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعليا، توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة، كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمّر حياته، وتوفي يوم الأربعاء في 30 مارس 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاماً.