رفضت ظهور عبد الحليم حافظ في فيلمها لأنه لا يصلح للتمثيل.. خطفت حبيب خالتها ..وحفيدها مخرج مشهور .. أسرار في حياة ماري كويني

ماري كويني
ماري كويني

شاركت ماري كويني في العديد من الأعمال الفنية، و تمتلك الجمال الذي يرشحها لتكون نجمة، لكنها فضلت العمل وراء الكاميرا كمونتير وشاركت في أنتاج العديد من الأعمال الفنية الخالدة.. وقدمت البطولة في أعمال فنية أيضا.. تزوجت من حبيب خالتها المنتجة المشهورة.. وعلمت طفلها القرآن علي الرغم من كونها مسيحية..استمر عملها في المجال السينمائي في شتى أشكاله طيلة 58 عاما، منذ أواخر العشرينيات إلى أوائل الثمانينيات.

ولدت ماري بطرس يونس في 16 نوفمبر 1916، بضاحية تنورين بلبنان، وكان والدها بطرس يونس يعمل مزارعا وعندما توفي انتقلت مع والدتها وأختها هند للإقامة في مصر مع خالتها الممثلة والمنتجة آسيا داغر وعمها الصحفي أسعد داغر الذي كان يعمل بجريدة الأهرام اليومي في ذلك الوقت.

بدأت العمل في السينما عام 1929 في فيلم "غادة الصحراء" عندما رشحها المخرج وداد عرفي للتمثيل في الفيلم لاول مرة أمام خالتها آسيا وكانت لا تزال في الثانية عشرة من عمرها، ويرجع سبب تسميتها ماري “كويني”، أن أحد أقارب أمها زارتها وهي مولودة ومن جمالها أطلق عليها “كويني” وهي تصغير لكلمة “كوين” التي تعني ملكة.

شكلت هي و آسيا والمخرج أحمد جلال ثلاثيا في التمثيل والإنتاج والإخراج في عدد كبير من الأفلام، اعتزلت التمثيل سنة 1953 وكان آخر فيلم شاركت فيه “نساء بلا رجال” ثم تفرغت بعد ذلك للإنتاج، وعملت كومنتيرة للأفلام وكانت رائدة في هذه المهنة لذلك تتلمذ على يديها عدد من الذين عملوا في المونتاج بعد ذلك.

مثلت في 19 فيلما ومنها: "غادة الصحراء، وخز الضمير، عندما تحب المرأة، عيون ساحرة ، شجرة الدر ، البنكنوت، بنت الباشا المدير ، فتس عن المرأة، زليخة تحب عاشور، فتاة متمردة ، رباب ، ماجدة، أم السعد، السجينة رقم 17، الزوجة السابعة، إلهام ، ضحيت غرامي، نساء بلا رجال.
عملت على مونتاج 6 أفلام هي:" وخز الضمير ، زوجة بالنيابة، بنت الباشا المدير، فتس عن المرأة، فتاة متمردة".
أما في مشوارها في الإنتاج فهو كالتالي: "السجينة رقم 17، إلهام ، ماليش حد، لسانك حصانك، نساء بلا رجال، مكتوب على الجبين، قلوب الناس، ربيع الحب ، إسماعيل يس في جنينة الحيوانات، حب من نار، المليونير الفقير، دنيا البنات، فجر يوم جديد ، إجازة صيف، عندما نحب، مذكرات الآنسة منال، رجال لا يخافون الموت، بدور، وعادت الحياة، عندما يسقط الجسد، أقوى من الأيام، أرزاق يا دنيا.

تزوجت ماري من المخرج أحمد جلال سنة 1940، وهي والدة المخرج الراحل نادر جلال وجدة ابنه المخرج الشاب أحمد جلال، وكان أول لقاء جمع بين ماري كويني وأحمد جلال كان عام 1931 عندما قاما ببطولة فيلم "وخز الضمير"، ومنذ ذلك التاريخ كون الثلاثي الأشهر ماري وآسيا وأحمد جلال فريق عمل للإنتاج والإخراج والتمثيل وكتابة القصص والسيناريو والحوار ثم توالت الأعمال السينمائية التي جمعت كل من أحمد جلال وماري كويني لتبدأ بينهما قصة حب تنتهي بالزواج، وكان ذلك الزواج مفاجأة حيث كان الجميع يعتقدون أن هناك قصة حب بين أحمد جلال وآسيا، ولكن جاء زواج ماري كويني لينهي هذه الأقاويل وقدما بعد ذلك سويا أعمالا حتى توفي أحمد جلال عام 1947.

منذ بداية زواجها قررا ان يظل كل شخص علي دينه فهي مسيحية وزوجها مسلم، والكل يحترم دين الآخر.. وهذا ترك أثراً كبيراً جداً على نفس وابنها بكونه مسلماً تربا فى بيت مسيحى، وأول ما علمته وهو طفل "القرآن الكريم" (فاتحة الكتاب)، وكان يأتى شيخ إلى منزلهم يتلو القرآن كل جمعة فى حياة والده، وبعد وفاته كان هذا الشيخ يأتى إليهم، ولم يكن هناك غير "الطفل"، ووالدته ووالدت والدته المسيحيتين، وكانت دائماً تقول "كلام الله أياً كان نوعه يجب أن يقرأ فى البيت".

كانت ماري كويني أول من استقدم أول معمل ألوان في الشرق الأوسط عام 1957، ومن بين الأفلام التي أنتجتها الفيلم الأول لابنها المخرج نادر جلال الذي يحمل إسم "غدا يعود الحب" عام 1972، وكان آخر فيلم أنتجته كويني هو "أرزاق يا دنيا" عام 1982.

ودب خلاف كبير بينها وبين العندليب عبد الحليم حافظ عندما رفضت ظهوره في فيلمها بحجة انه وجهه لا يصلح ليكون نجم سينمائي، في فيلمها "فجر" ، الذي تقوم بإنتاجه ومن إخراج عاطف سالم، وكان هناك أغنية أراد المخرج أن يغنيها عبدالحليم ويظهر في العمل بوجهه، إلا أنها اعترضت وفسرت الأمر (إن وشه مش فوتوجونيك)، وبالفعل لم يظهر عبدالحليم في الفيلم بصورته، واكتفت المنتجة أن يشارك بصوته فقط.

ما جعل منتج اول أفلام العندليب وهو "أيامنا الحلوة" ، حلمي حلمي متخوفا من فشله، فكان هناك توجسا في البداية من وقوفه أمام الكاميرا ممثلا، لكن حينما وقف أمام الكاميرا أحبه الجمهور، فحضوره كان قويا، وقدراته التعبيرية كممثل كانت قوية،

وبعد نجوميته وحينما ذهبت إليه فى منزله، تعامل معها بقسوة ورفض أى تعاون معها لكى يثأر لكرامته ويرد على رفضها التعامل معه وهو فى بداية الطريق.

وتوفيت ماري في 25 نوفمبر 2003 عن عمر يناهز 90 عامًا.

تم نسخ الرابط