غنت ضد الملك..وتنبأت بثورة يوليو وقدوم عبدالناصر..حكاية المطربة أحلام صاحبة أقدم ”زعرودة” و”ملكة الأفراح” فى البيوت المصرية
ارتبطت الأفراح في الأغنية المصرية بالمطربة الكبيرة أحلام، فقد طافت على العطارين تسأل عن "أراضي الصبر" حتى وصلت إلى خلطة "الأفراح" لتزرعها في البيوت، وترسمها على الوجوه، فانطلق صوتها مدوياً بأحلى زغرودة عرفتها موسيقانا الشرقية، ولدت فاطمة النبوية محمود الملاح بمحافظة الدقهلية في عام 1926، وبين جنبات الريف المصري الذي أثر كثيراً على خامة صوتها العذب رددت أغاني الأفراح التي كان ينشدها أبناء الريف في أفراحهم، وهذا ما أضفى صفة الصدق على كل أغاني الأفراح التي شدت بها فيما بعد.
وما إن شبت الفتاة الصغيرة حتى أرادت أن تحول موهبتها الغنائية إلى دراسة موسيقية بمعهد الموسيقى العربية، وهناك تعرفت على أرباب الكلمة وفرسان النغم من الشعراء والموسيقيين، وكان على رأسهم الشاعر أحمد رامي، وعازف الكمان الشهير بفرقة أم كلثوم أحمد الحفناوي، وقد قدمها لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عام 1946 بينما كان يصور آخر أفلامه "لست ملاكاً".
ومن جانبه تحمس عبد الوهاب لصوت فاطمة التي اختار لها المخرج محمد كريم اسم "أحلام"، ورغم أن المطربة نور الهدى كانت تشارك عبد الوهاب البطولة الغنائية في هذا الفيلم، إلا أن عبد الوهاب اختار أحلام لتشاركه في أنشودة "القمح الليلة"، وبالفعل غنت أحلام مقدمة الأغنية والكوبليه الأول منها والتي تقول "القمح الليلة ليلة عيده..يارب تبارك وتزيده..لولى ومشبك على عوده..الدنيا وجودها من جوده. عمره ما بيخلف مواعيده".
ومن هذا الظهور كتبت شهادة الميلاد الفنية للمطربة أحلام، وسرعان ما تلقف الموسيقار محمود الشريف هذا الصوت وتعهده بنغماته التي تشع جمالاً، وبالفعل تم اعتماد أحلام بالإذاعة المصرية بواحدة من ألحان الشريف الموسيقية، وهي أغنية "يا عطارين دلوني الصبر فين أراضيه"، وسرعان ما أصبحت هذه الأغنية من أكثر الأغاني شهرة وطلبا من الإذاعة.
وأدرك الشريف بحسه الموسيقى أن الخامة الصوتية لـ أحلام ستنجح إذ ما غنت للأفراح فقدم لها لحناً راقصاً رشيقاً هو "توب الفرح" من كلمات مرسى جميل.