حكايات سعيد عبد الغني.. جثث أصدقاءه غيرت مسار حياته.. وهيكل أدخله المجال الفني.. وهذه حقيقة منحه 17 مليون جنيه للفقراء
.. بدأ صحفيا والنكسة غيرته مساره للفن.. نجله فنان شاب .. وارتدي الزي الأبيض في معظم حياته.. قدم أكثر من 200 عمل، منذ السبعينيات وحتى قبل وفاته بـ4 سنوات، ..كان متزوجا من شقيقة الفنانة زهرة العلا.
ولد سعيد عبد الغني في 23 يناير 1938، في بلدة نوسا البحر في مركز أجا بمحافظة الدقهلية، حصل على شهادة ليسانس في الحقوق عام 1958، وعمل في الصحافة ورغم أنه كان صحفيًا بقسم الحوادث وعمل مراسلا حربيا لكن حدث شئ غير حياته ففي خلال حرب يونيو من العام 1967 حيث كان الفنان الراحل يعمل صحفيازبالقسم العسكري، وخلال تغطيته لأحداث الحرب تعرض لصدمة شديدة عقب رؤيته لجثث وأشلاء الجنود المصريين، وقتل عدد من أصدقائه أمام عينيه.
وعقب الحرب عاد عبدالغني لمنزله، وظل لمدة 10 أيام كاملة لا يتحدث مع أحد ولا يتناول الطعام، ورفض منذ تلك اللحظة ارتداء أي ألوان في ملابسه سوى اللون الأبيض لكراهيته للون الأسود الذي يذكره بالحداد على أصدقائه، وبعدها طلب من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير "الأهرام"آنذاك، نقله للقسم الفني وعدم إعادته للعمل في القسم العسكري وبالفعل حقق له هيكل رغبته.
وعقب عمله بالقسم الفني، حدث المسار الثاني في حياة الفنان الراحل، فقد ارتبط خلال عمله بقسمه الجديد بصداقات عديدة مع الفنانين المصريين، ومن خلالهم عشق الفن واتجه للعمل به، وأثناء تلك الفترة ارتبط بقصة حب مع شقيقة الفنانة الكبيرة زهرة العلا، توجت بالزواج وأنجب منها ابنه الفنان أحمد سعيد عبدالغني.
بداية حياته الفنية كانت على خشبة المسرح وكانت أول مسرحياته "القرار" تلاها بالعمل في مسرحية "جبل مغناطيسي" على مسرح الطليعة، وكانت أول أعماله السينمائية فيلم "الفاتنة والصعلوك" مع ميرفت أمين وحسين فهمي، ثم شارك في فيلم "العصفور" للمخرج يوسف شاهين ثم تبعه بدور آخر في فيلم "المذنبون"، وبعدها توالت أعماله.
قدم سعيد عبد الغني نحو 190 عملاً فنياً، وقدم مجموعة من الأعمال الدرامية والسينمائية، أبرزها فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس"، فضلا عن مشاركته الأخرى المهمة فى مسلسلات.
ومن المسلسلات البارزة للفنان الراحل سعيد عبد الغني، "الفرسان" بدور "عز الدين أيبك"، و"الثعلب"، "رد قلبي"، "شمس الأنصاري"، "أولاد الليل" وغيرها، من الأعمال. فيما كانت آخر أعماله عام 2015 وهو مسلسل "ولاد السيدة".
قال أحمد سعيد عبدالغني في حوار له أن والده قضى آخر 45 يوما من حياته في العناية المركزة، وأفاق من الغيبوبة مرتين فقط، لمدة ساعة، مضيفا أنه دخل له في المرة الأولى وقال له: "اجمد.. هنعدي"، وفي المرة الثانية، قلت له الجملة نفسها، لكن رد قائلا: "أنا هموت"، فقد كان يعاني من التهاب رئوي حاد وبكتيريا في الدم، مع حالة الضعف والتقدم في السن.
قال أحمد عبدالغني إن والده كانت تأتي له أعمال في السنوات الأخيرة لكن كان يرفض، مضيفا: "قالي أنا اشتغلت مع كل الناس، ومتعت نفسي مع كل النجوم من جيلي والشباب".
بعد وفاته أشيع أنه ترك وصية لابنه الفنان أحمد بألا يدخل عليه أحد بعد موته إلا أفراد أسرته، وألا تقام له سرادق عزاء بحضور نجوم الفن وأن يتبرع بـ17 مليون جنيه، وهو ما تبيّن كذبه بالكامل.
وخرج نقيب الممثلين أشرف زكي ونفي الأنباء التي تم تداولها مؤكداً أن الفقيد مر في الفترة الأخيرة من حياته بغيبوبة طويلة، ولم يتواصل إلا مع ابنه أحمد فقط.