وسامة وشهرة عبد الغني السيد أشعلت نار الغيرة في قلب الملك فاروق فأمر برفض زواج البسطاء من الأعيان والوزراء حتي يفترق الفنان عن زوجته.. اعرف الحكاية

عبد الغني السيد والملك
عبد الغني السيد والملك فاروق

يعتبر الملك فاروق الأول من أشهر الملوك والرؤساء الذين جمعتهم الكثير من العلاقات بنجوم الفن، وسيطرت علامة الإستفهام علي الكثير من هذه العلاقات، فهو أشتهر بعلاقاته المختلفة بمشاهير السينما والطرب والمسرح، وذلك نتيجة حبه الكبير للفن وتعلقه به، حيث كان الملك فاروق دائمًا يقيم الحفلات الخاصة في قصره وكان خلالها يستضيف أشهر نجوم الزمن الجميل ليقدموا عروضًا غنائية أو فقرات استعراضية أو كوميدية، وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة.

ومن أشهر القصص الدرامية التى كان طرفها الملك فاروق والمطرب عبدالغنى السيد المولود ما حكاه نجله محمد عبدالغنى السيد فى إحدي حواراته الصحفية، حيث أكد أن والده الذى حاز علي شهرة واسعة منذ أواخر العشرينات وحتى وفاته أجبره الملك على تطليق زوجته رغمًا عنه.

حيث كان يتمتع السيد بوسامة كبيرة مع جمال صوته مما جعله محبوبًا للنساء فى عصره وأكد نجله أن إحدى المجلات أجرت استفتاء عن أحب مطرب لقلوب المستمعين فى أوائل الثلاثينات ففاز والده بالمركز الأول ثم عبدالوهاب ثم صالح عبدالحى، وكانت من أهم أغانيه "البيض الأمارة، وعالحلوة والمرة، وياولا ياولا".

وأكد الإبن أن هذه الوسامة والإعجاب الذان تمتع بهما والده كانا سببًا فى غيرة الملك فاروق، مشيرًا إلى أن أبيه تزوج ثلاث مرات، الأولى من إحدى قريباته وأنجب منها بنتين هن زينب وبثينة، ولكنهما انفصلا، وبعدها أرتبط عبدالغنى بعلاقة حب مع ابنة وزير وتزوجها.

وأكد محمد عبدالغنى أنه بعد اسبوع من هذا الزواج أصدر الملك فاروق أمرًا بطلاق والده من ابنة الوزير حتى لا تصبح عادة بزواج البسطاء ببنات الأعيان والوزراء، وأن والده اضطر لتطليقها رغم حبه لها، وأضاف قائلًا: "كان الملك يغار من أبى لوسامته وإعجاب الفتيات والسيدات به، ولم يغنى والدى مطلقًا للملك كما فعل عبدالوهاب، حتى عندما كان يحضر الملك إلى كازينو بديعة الذى يغنى فيه والدى"، مشيرًا إلى أنه بعد طلاق والده من ابنة الوزير تعرف على والدته وتزوجها وأنجب منها ثلاث أبناء ليلى وإيمان ومحمد ابنه الوحيد.

ولد عبد الغني السيد لأسرة بسيطة فى ١٦ يونيو عام ١٩٠٨، وكان والده يعمل "أستورجي" في الموبيليا، وانفصل عن والدته وتزوج بأخرى وأنجب منها خمس أبناء عملوا جميعهم فى مجال الموبيليا، لذلك لم يكمل عبد الغني تعليمه وأخذه والده للعمل معه.

عانى فى طفولته من معاملة زوجة أبيه التى كانت تعذبه وتحرق جسده بالمياه المغلية، وفى إحدى المرات دخل والده عليه ليلًا فوجده يبكى فرفع الغطاء ليجد ملابسه التصقت بجسده المحترق، فطلق زوجته وأعاده ليعيش مع والدته التى لم تتزوج وعاشت لنجلها الوحيد.

وقرر عبد الغني أن يستمر في العمل مع والده لينفق على نفسه وعلى والدته، وبالرغم من أنه لم يكمل تعليمه إلا أنه كان يقرأ ويكتب جيدًا ويتميز بجمال الخط، وفي أحد الأيام وهو يعمل داخل محل الموبيليا، صادف وجود الموسيقار زكي مراد، الذي سمع صوته وأعجب به، ثم قرر تبنيه فنيًا، ليترك السيد مهنته ويحترف الغناء بالأفراح والصالات، وأقام معظم الوقت في بيت مراد، وأخذ يتدرب مع أبنائه، ومن هنا كانت انطلاقته الأولى في عالم الغناء.

ولعبت الصدفة دورًا آخر مع الفنان عبد الغني السيد عندما إلتقي الموسيقار رياض السنباطي، ووقع معه عقد إنشاء شركة "بيضافون" التي أصبحت أكبر شركة أسطوانات في مصر، وأصبح أول مطرب يغني في الإذاعة المصرية عند افتتاحها.

ومن هنا أنطلقت مسيرته الفنية وتوالت نجاحاته وأغانيه حتي وصلت لـ ٨٠٠ أغنية منها: "البيض الأمارة، أنا وحدي يا ليل سهران، بحبك مهما أشوف منك، الحلو شاورلي بمنديله، ليه يا جميل ياللي بعادك طال، جبال الكحل، آه من العيون، سبحان اللي صور، يا بايع الصبر، أنا وأنت في الهوى، لا دمع كفى وطفى النار، الحب حلم جميل، كفاية البعد يا نسمة العصاري، عطشان والنبي، آه يا حبيبي، يا موعودين بالهن، افرح، ودي السلام والنبي، يا حبيبي الله يخليك، عمر الحب مالهش نهاية، صعبان عليه، الدنيا غنوة بقربك".

نوبة قلبية أصابت عبد الغني السيد خلال زيارته لتحية كاريوكا وزوجها الفنان فايز حلاوة، للصلح بينهما، فردت عليه بأسلوب قاسِ تأثر منه جدًا، وأحس بالمرارة وعلى إثر ذلك تم نقله إلى المستشفى ورحل عن عالمنا في ٢١ أغسطس ١٩٦٢.

تم نسخ الرابط