تزوجت أربع رجال منهم شقيق زوجها .. دخلت التمثيل بكذبة علي يوسف وهبي.. حكايات عزيزة أمير أول سينمائية في مصر
عزيزة أمير.. أول سينمائية.. نجحت في تقديم العديد من الأعمال المختلفة.. دخلت الفن عن طريق كذبة علي الفنان يوسف وهبي حيث أوهمته بأنها من عائلة ارستقراطية كبيرة.. تزوجت أربع رجال منهم اثنين سرا.. كان لها علاقة بسياسي مرموق..صارت أشهر نجمات المسرح والسينما، وعملت كمنتجة وممثلة ومخرجة أيضاً، نافست العمالقة في عهدها.
ولدت عزيزة أمير في 17 ديسمبر عام 1901 وإسمها الحقيقي مفيدة محمود غنيمي، في مدينة الإسكندرية، لأسرة فقيرة تعود أصولها لدمياط، و توفي والدها بعد أسبوعين من مولدها، وإنتقلت في ،طفولتها مع أسرتها لتعيش في منطقة السيدة زينب، ثم إلتحقت بالمدرسة إلا أنها لم تكمل دراستها، لكنها حرصت بعدها على أن تكمل دراستها المعرفية، فلقد تعلمت مبادئ الموسيقى إذ رغبت في البداية أن تصبح موسيقية، كما تعلمت اللغة الفرنسية.
تردد أنها تزوجت في صباها من شخصية سياسية مرموقة، كانت السبب في تعليمها وثقافتها، حيث اصطحبها إلى أوروبا لفترة مما ساهم في زيادة اتساع مداركها، وأحبت الأدب والفن وكانت تتردد على المسارح واستوديوهات الفن، ولكن هذه الزيجة لم تستمر طويلاً نظراً لفرق العمر بينهما، وأيضاً كونه كان متزوجاً ولديه أبناء من زوجته الأخرى.
دخلت عزيزة أمير عالم الفن عن طريق كذبة جريئة، حين مثلت بأنها فتاة ثرية من الطبقة الأرستقراطية، عندما كانت تقوم باختبارات الأداء مع يوسف وهبي، والذي منحها اسمها الفني "عزيزة أمير"، لتعترف له لاحقاً بالحقيقة.
ومن المسرح كانت بداية عزيزة أمير عن طريق فرقة "رمسيس" ليوسف وهبي، والتي إنضمت إليها في عام 1925، وظلت معه موسماً واحداً قبل أن تنتقل لفرقة أخري ثم إلي فرقة "نجيب الريحاني"، وعادت لفرقة يوسف وهبي وقدمت مسرحية "أولاد الذوات" كمخرجة، والتي تحولت بعدها لفيلم سينمائي رُشّحت لتقوم ببطولته قبل أن يذهب الدور لأمينة رزق وقتها، وكانت عزيزة أمير هي الممثلة الأعلى أجراً، إذ وصل أجرها إلى ثلاثين جنيهاً.
قررت عزيزة أمير أن تؤسس شركة سينمائية خاصة بها، أطلقت عليها اسم "ايزيس"، وقدمت أول فيلم بعنوان "نداء الله" للمخرج التركي وداد عرفي، وهو الفيلم الذي فشل فشلا ذريعاً، وبعدها في عام 1927 قدمت أول فيلم صامت من إنتاج مصري هو "ليلى"، والذي "حضره أمير الشعراء وقتها أحمد شوقي، وقدمت بعده فيلماً آخر من إخراجها بعنوان "بنت النيل".
على الرغم من أن عزيزة أمير هي واحدة من أهم رائدات السينما في مصر، وصاحبة أول فيلم سينمائي مصري، إلا أن رصيدها الفني لم يتجاوز الـ 22 عملاً، ومنها فيلم "ليلى وبنت النيل والمؤلفة المصرية وفي شوارع اسطمبول وكفري عن خطئيتك وبسلامته عايز يتجوز وبائعة التفاح والورشة وابن البلد والفلوس وابنتي وشمعة تحترق وفوق السحاب ونادية وقسمة ونصيب وآمنت بالله".
تزوجت أكثر من مرة الأول من رجل سياسي عوضها عن والدها، وتزوجها سراً وأخذها إلى أوروبا، ولكنها قررت الإنفصال بسبب العلاقة السرية، وتزوّجت بعدها من أحمد الشريعي عمدة سمالوط أحد اثرياء الصعيد، وذلك في عام 1927، ولكن الخلاف بدأ خاصة وأن أسرته حين علمت بهذا الزواج طلبت منه أن ينفصل عنها.
هذا الأمر جعلها تقرر الانتقام، فتزوجت من شقيقه مصطفى الشريعي في عام 1933، ولكنها انفصلت عنه بعد أن علمت بأنه تزوج عليها سراً بعد سبع سنوات، ووقعت في غرام محمود ذو الفقار الممثل الوسيم، والذي يصغرها سناً، وبعد أن أغلقت الشركة الخاصة بها سينمائياً أسست مع محمود ذو الفقار شركة أفلام عزيزة، وكان لهذه الشراكة تأثير ضخم فنياً وتجارياً وقد أعاد عزيزة أمير للساحة بشكل جديد، وعلى الرغم من أنه كان معروفاً وقتها سوء معاملة الزوج الوسيم لها، لكنها كانت تقول عنه دائما إنه حب حياتها.
على الرغم من أن عزيزة أمير لم تكن تصرح بأي خذلان في حياتها، لكنها تحدثت عن تجربة الأمومة، إذ أن المقربين منها يعلمون بأنها حملت مرة وحيدة، ومولودها مات بعد دقائق من ولادته، مما أصابها بحزن شديد وكانت تقول إن عزاءها بأنها أنجبت ابنة وهي السينما المصرية.
في الخمسينيات أصيبت عزيزة أمير بمرض جعلها تعتزل التمثيل وقتها وتكتفي بالكتابة، فلقد كتبت الحوار الخاص بفيلم "خدعني أبي"، لكنها عادت لتقدم فيلمها "آمنت بالله"، والذي لم تعش لتساعد في عرضه، إذ توفيت في 18 فبراير عام 1952.