ترك المحاماة..وأنشأ له عبدالناصر ”مسرح العرائس”..حكاية صلاح السقا الذي حول فن العرائس من ”لعب أطفال” إلى ”سياسة”

الموجز

يعتبر المخرج الكبير صلاح السقا، رائد فن تحريك العرائس في مصر والوطن العربي، ولد في 11 مارس 1932، بمحافظة الدقهلية، ورحل عام 2010، وعمل صلاح السقا في بدايته بالمحاماة فترة لا تزيد على عام، وكان قد حصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس.

والتحق صلاح السقا بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد "سيرجي أورازوف"، الذي يعد الأب الروحى لفناني العرائس في العالم، وسافر بعدها السقا إلى رومانيا وحصل على دبلومة الإخراج المسرحي، وتخصص في فن العرائس، ثم عاد إلى مصر وحصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج.

قدم السقا عشرات الأعمال الفنية من أهمها: "الليلة الكبيرة، حسن الصياد، الأطفال يدخلون البرلمان، خرج ولم يعد، مقالب صحصح وتابعه دندش، حكاية سقا".

تميز السقا بعشقة للأطفال، ورغبته فى إحداث انقلاب فى فن العرائس الذى أخرجه من حيز «لعب عيال» إلى منطقة أخرى تعتمد على ثقل عقول الأطفال والمراهقين وتنمية أفكارهم، كما أصر أن يقدم الثقافة والسياسة والوعى والأخلاق، وكانت العرائس وسيلته لتوصيل أفكاره، وتعمد اختيار مسرحيات لا تخلو من التثقيف غلفها بإطار فنى ترفيهى ممتع يستخدم فيه كل أدواته وحرفيته وموهبته وخفة ظله، فأصبح الأب الروحى لهذا الفن الذى جعله لا يقل فى تأثيره عن السينما والتليفزيون والمسرح.

وجد السقا ضالته أواخر الستينيات فى أشعار صلاح جاهين وألحان سيد مكاوى، فقدموا معا أقوى عمل فى تاريخ مسرح وفن العرائس وهو أوبريت «الليلة الكبيرة» الذى حقق انقلابا فى تاريخ مسرح العرائس المصرى والعربى، خاصة أن القيمة الفكرية فى العمل لم تقل عن القيمة الترفيهية، واختلفت الأقوال حول الإسقاطات السياسية للمولد الشعبى الذى نصبه الثلاثى السقا وجاهين ومكاوى، ومدلول الشخصيات التى قدموها مثل الأراجوز وبائع البخت والقهوجى والمنشد والفلاح.

كما تعاون مع عدد كبير من أبرز الشعراء أصحاب الأفكار المهمة، فتعاون مع عبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب فى بعض المسرحيات الناجحة.

السقا حمل على عاتقه مهمة تأسيس مسرح للعرائس ليس فى مصر فقط بل فى الدول العربية ومنها سوريا والعراق والكويت وقطر وتونس.

فى حياة السقا محطة مهمة لا يمكن اغفالها، عندما حضر الرئيس جمال عبدالناصر أحد العروض المسرحية التى أخرجها السقا، وكان ذلك يوم 3 مارس عام 1960، ومن شدة إعجابه بفن العرائس قرر إنشاء مسرح خاص للعرائس، وبالفعل تم بناء مسرح العرائس بالأزبكية وأصبح السقا مديرا له عام 1969، بعدها تقلد عددا من المناصب منها رئاسة البيت الفنى للمسرح ورئاسة المركز القومى للمسرح والفنون الشعبية والموسيقى، وتكريما لإنجازاته حصل على عضوية الهيئة العامة لفنون ومسارح العرائس، وجوائز من معظم دول العالم وعلى رأسها أمريكا وإيطاليا وألمانيا والنمسا.

وهو والد الفنان أحمد السقا، حيث تزوج من نادية ابنة الفنان عبده السروجي، وأنجب منها أحمد وفاطمة، حصل صلاح السقا على العديد من الجوائز، منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية، وفي 1973 حصل على الجائزة الأولى ببرلين، كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية في 1980، كما منحه عمدة "مستل باخ" بالنمسا وساما خاصا بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام 1989، وكانت النمسا كرمته من قبل عام 1980، ونال الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن 1985.

توفي صلاح السقا صباح يوم السبت 25 سبتمبر 2010، متأثرا بهبوط في القلب وقصور في وظائف الكلى.

تم نسخ الرابط