في الجنة يا فنجري.. حكايات حزينة عن طبيب دمياط وأسرته ضحايا كورونا
ودع صيادلة مصر الدكتور محمد الفنجري شهيد كورونا بنشر عزاء والدعاء له، وذكر العديد من المواقف الإيجابية له معهم ونشر مأثره على مواقع التواصل الاجتماعي
و انتابت حالة من الحزن أهالي محافظة دمياط بعد وفاة الصيدلي الشاب محمد الفنجري من جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بعد أن عاش مأساة فقدان أسرته واحداً تلو الآخر.
فيروس كورونا المستجد أصاب أفراد أسرة الفنجري وتسببت في وفاة والده ووالدته وشقيقه، بسبب حضور والدته حفل زفاف.
وتعود بداية المأساة إلى 26 أغسطس الماضي، بعد إعلان الفنجري وفاة والدته، مشيرا إلى أن العدوى انتقلت لها من إحدى السيدات أثناء حضورها حفل زفاف ابن شقيقها قبل أيام.
وبعدها بـ10 أيام، أعلن وفاة والده من جراء فيروس كورونا، بعد انتقال العدوى إليه من زوجته المتوفاة، وبعدها بـ3 أيام فقط، مات أخوه أيضا بسبب الفيروس، إذ كتب الشاب منشوراً على فيسبوك قال فيه: "أخويا في ذمة الله".
ثم بعدها بأيام قليلة، أعلن الفنجري إصابته هو الأخر بفيروس كورونا، كما طلب من أصدقائه الدعاء له، وخلال الساعات الماضية، توفي الفنجري ليلحق بأمه وأبيه وأخيه، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.
وقبل وفاته بساعات كتب الفنجري آخر رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنه يشعر باقتراب وفاته، وإنه يحتاج إلى دعوات المخلصين وأصدقائه، لأنه يشعر أنه يموت من قوة الألم، إلا أنه بعد مرور ساعات تم إعلان وفاته متأثرا بالفيروس.
.
وقال خلالها: "الحمد لله على كل شيء رغم شدة ما نحن فيه، فالمصاب جلل ولكننا كلنا ثقة في قدرة الله ورحمته وعدله راضيين بقضائه".
وتابع: "من بداية أزمة كورونا في شهر فبراير الحمد لله لم اتنصل من مسؤوليتي أمام الناس ولم أبخل بعلم ولا بنصيحه ولا بمساعدة مادية أو معنوية ولم أتأخر عن تأدية خدمة لأي مريض كورونا ما اتنصلتش من مسؤوليتي اتجاههم كما فعل البعض وهذا والله لم يكن إلا ابتغاء وجه الله".
واستطرد: "أقسم بالله أنا قافل علي بيتنا وعيالنا من بداية شهر مارس، المرة الوحيدة اللي أمي خرجت فيها كانت بعد العيد في فرح ابن أخوها واتعدت من واحدة قريبتها هناك، ومن ثم تم انتقال العدوى لعدد كبير من أفراد العائلة".
.
الصيدلي الراحل توفى عن عمر 37 عامًا، تاركًا 3 أطفال، أكبرهم 10 سنوات، وأوسطهم 6 سنوات، وأصغرهم 3 أشهر.
وعن حماية باقي أفراد الأسرة من الإصابة بالفيروس، قال شقيقه في تصريحات إعلامية : "الدفن تم وفقًا لتعليمات المستشفى، والتزمنا بالإجراءات الاحترازية، وبالشنطة الحمراء، ولم نقيم عزاءً له، واكتفينا بصلاة الجنازة فقط".
وتابع: "محمد أخي كان يعطي الدواء للمحتاجين بدون مقابل، ولم يتأخر عن أحد، وإن شاء الله مافيش باب خير كان بيعمله محمد هايتقفل".
وأكد "الفنجري"، أن نقابة الصيادلة بدمياط، كانت على تواصل دائم مع أخيه وأسرته أثناء مرضه، ولم تتأخر عنه.
وأعلنت الدكتورة شيماء البشبيشي، أمين صندوق نقابة الصيادلة في محافظة دمياط، وفاة الدكتور محمد الفنجري، صيدلي، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، ليلحق بوالدته ووالده وشقيقه الأكبر، ليرتفع عدد ضحايا الأسرة نتيجة إصابتهم بالفيروس المستجد، إلى 4 وفيات.
ونعت "البشبيشي"، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الصيدلي الراحل، بقولها: "البقاء لله، دكتور محمد الفنجري في ذمة الله، ربنا يرحمه يا رب".
وأكد الدكتور سامح المسلماني، أمين عام نقابة الصيادلة في دمياط أن الدكتور "الفنجري" توفي داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى دمياط العام، المخصص لعزل إصابات كورونا، مشيرًا إلى أن حالته الصحية تدهورت مؤخرًا، ووصلت نسبة الأكسجين إلى 30%، كما أصيب أيضًا بجلطة في الشريان الرئوي، نتيجة إصابته بالفيروس، ما تسببت في تدهور حالته، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وحفلت صفحة "الفنجري"، على موقع "فيسبوك"، بالعديد من رسائل الرثاء من أصدقائه ومحبيه، الذين تعاطفوا مع مأساة أسرته، وكانت الكلمات الأخيرة التي دونه على صفحته، قبل قليل من وفاته: "ادعو لي أنا بأموت.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله".