حصان كان يفوز فى جميع سباقات الخيل فتفائلت به ووضعت حدوته علي باب منزلها حتي وفاتها.. حكاية مديحة يسري وحدوة الحصان التي اعتبرتها تميمة حظها
يؤمن عدد كبير من الأشخاص بالحظ لذلك يتشائمون أو يتفائلون من بعض الأشياء التي يعتبر بعضها غريبة ونجد أنها ترتبط في أذهانهم بمواقف تعيسة أو سعيدة، وفي معظم الأحيان يرتبط الإنسان بشئ معين يرى فيه تميمة حظه، وهكذا كان نجوم الزمن الجميل ، فكثير منهم كان يحتفظ ببعض الأشياء أو العادات واعتقدوا أنها تفتح لهم أبواب الحظ والنجومية والشهرة، وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة.
وقد لا يتخيل الكثيرون أن سمراء النيل مديحة يسري كانت تحتفظ طوال مشوارها الفنى بحدوة حصان قديمة تضعها على باب منزلها وتظن أنها تجلب لها الحظ وتحصنها من الحسد.
وكان لهذه الحكاية قصة قديمة روتها مديحة يسرى، في إحدى حواراتها النادرة حيث قالت أنها قامت بشرائها من أعرابى فى منطقة الهرم وكان هذا الأعرابى يعمل عند رجل أجنبى يعيش فى مصر فى بدايات القرن العشرين، وكان يمتلك حصانًا أبيض يركبه قبل أن تنتشر السيارات، وكان يفوز بحصانه فى سباقات الخيل ويخوض به العديد من المغامرات والأخطار ، ويعود دائمًا سالمًا.
وكان الرجل الأجنبى يتفائل بحدوة حصانه الأبيض، حتى أنه كان يغير كل حدوات الخيول التى يمتلكها ويحتفظ بهذه الحدوة ويضعها، فى منزله اعتقادًا منه بأنها تجلب الحظ وتمنع الشر، وبعد وفاته اخذها الأعرابى الذى كان يعمل معه، وباعها لسمراء النيل مديحة يسرى التى تفائلت بها وعلقتها على باب منزلها حتي وفاتها.
ولدت الفنانة مديحة يسرى بمدينة القاهرة فى ٣ ديسمبر عام ١٩٢١ وتلقت تعليمها بمدرسة الفنون، اكتشفها المخرج المصرى الرائد محمد كريم وقدمها للمرة الأولى فى دور صغير عام ١٩٤٢ فى فيلم "ممنوع الحب" أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب، وشاركت معه أيضًا بدور صغير فى فيلم "رصاصة فى القلب"، مما أهلها لدور البطولة للمرة الأولى عام ١٩٤٢ فى فيلم "أحلام الشباب".
كانت بدايتها الحقيقية حين اكتشفها يوسف وهبى وهى تؤدى مشهدًا فى أحد البلاتوهات فأستدعاها هو وشريكه توجو مزراحى، وعرض عليها العمل معه فى ثلاث أفلام بشكل حصرى، وهم: "ابن الحداد، فنان عظيم، أولادى".
وخلال مشوار فنى طويل قدمت الفنانة مديحة يسرى عددًا كبيرًا من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا، وتنوعت أدوارها بين أدوار البطولة والأبنة والحبيبة، ثم الأم فى مراحل متقدمة من عمرها، وقدمت فى مشوارها رصيدًا فنيًا كبيرًا يزيد عن ٩٠ فيلمًا.
سمراء النيل مديحة يسري تعتبر الفنانة الوحيدة التى وقفت أمام محمد عبدالوهاب، ويوسف وهبى، وأنور وجدى، وعبد الحليم حافظ، ومحمد فوزى، وعادل إمام، وكان آخر ظهور سينمائى لها فى فيلم "الإرهابى" مع الفنان عادل إمام عام ١٩٩٤ أما بالنسبة للتليفزيون فكانت آخر أعمالها مسلسل "يحيا العدل" عام ٢٠٠٢ مع الفنان مصطفى فهمى والفنانة ميرفت أمين.
ورحلت سمراء النيل مديحة يسري عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الموافق ٣٠ مايو عام ٢٠١٨ في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، بعد صراع طويل مع الأمراض المصاحبة للشيخوخة، تاركة خلفها مشوار فني مميز ومازلت أعمالها عالقة في أذهان الجمهور حتي الآن.