هل يجوز ضرب الأبناء للتأديب؟.. ”الأزهر” يجيب
ورد إلى الأزهر الشريف سؤالاً نصه: كيف أربي أولادي تربية الإسلام الصحيحة، وهل في الإسلام جواز ضرب الولد للتأديب؟
وقال في إجابته بصفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الأولاد أمانة في أعناق الوالدين ، يجب عليهما السعي والحرص على رعايتهم وتأديبهم وتنشئتهم تنشئة صالحة مستقيمة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "كلُّكم راعٍ، وكلُّكُم مسؤُولٌ عنْ رَعِيَّتِهِ، الإمامُ راعٍ، ومسؤُولٌ عن رعيَّتِهِ، والرجلُ راعٍ في أهلِهِ، وهو مسؤُولٌ عن رعيَّتِهِ، والمرأةُ راعيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِها، ومسؤُولةٌ عنْ رَعِيَّتِها" [رواه البخاري]".
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "ما نحل والدٌ ولدًا من نحلٍ أفضل من أدب حسن" [رواه الترمذي]، ولقول ابن عمر رضي الله عنه: (أدِّب ابنك؛ فإنَّك مسؤول عنه: ماذا أدَّبته، وماذا عَلَّمته؟ وهو مسؤول عن بِرِّك وطواعيته لك) [السنن الكبرى للبيهقي].
وأكد: علينا أن نُرَبِّ أبناءنا على حبِّ الصَّلاة والتعلُّق بها، ولْنعملْ على تقوية الإيمان في قلوبهم بتذكيرهم بالاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، وحسن الظن به، والرجاء فيه سبحانه، ونعلِّمهم مبادئ الإسلام وتعاليمه الصحيحة. وأما عن ضرب الأبناء لأجل التربية: فإن الإسلام هو دين الرحمة، وقد أمر بالرفق، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إنَّ الله رفيقٌ، يحب الرفقَ في الأمر كله" [رواه البخاري].
وشدد: ننصح الوالدين بعدم ضرب الأولاد بغرض التَّربية؛ لأنَّ ذلك يزرع النفرة والبغض في قلب الولد، إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك، بأن استُنفذت كلُّ الوسائل من الموعظة والنَّصيحة ونحوهما، وحينئذٍ فلْيكن الضرب خفيفًا رحيمًا، بأن لا يكون بالعصا أو السَّوط، ولا يكون على الوجه؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب الوجه، ولْيكن الغرض من هذا الضرب التَّربية والتَّأديب، لا الإيلام والتعذيب أو التَّشفِّي. هذا؛ والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.