أصيبت بتضخم في اللوز ووالدها لقنها علقة ساخنة ونظرات الإستنكار لحقتها في كل مكان لذلك منزلها أصبح سجن.. قصة حب برلنتي عبد الحميد وابن الجيران التي تحولت لجحيم
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وتعتبر الفنانة برلنتي عبد الحميد من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم مواقف طريفة وظلت تحكى عنها لسنوات طويلة، حيث كشفت برلنتي في إحدي حوارتها النادرة تفاصيل أول قصة حب في حياتها التي كانت تجمعها مع أبن الجيران، وبدأت الحكاية
وهي فى سن مبكرة فوقتها فتحت قلبها للحب من شاب يسكن فى طابق مرتفع أمام منزلها فى حى السيدة زينب وبمجرد أن ألتقت عيناها به، وشعرت بأن حياتها تغيرت وأصبحت لا تفارق البلكونة حتى تراه لدرجة أنها أصيبت بتضخم اللوز لكثرة نظرها لأعلى.
وتابعت أن مرت فترة كبيرة ولم يتبادل الثنائي فيها كلمة واحدة لذلك تملكتها الرغبة فى الحديث معه فأرتدت ملابس الخروج ووقفت بها فى البلكونة لفترة ثم غادرت المنزل، وفهم هو مقصدها فأسرع ليتبعها فى الطريق، حيث اجتازت زقاقًا وحارة ثم أنطلقت إلى مكتبة الضاهر لشراء أدوات مدرسية وهنا كان اللقاء الأول بينهما، وتوالت اللقاءات فى نفس الموعد ونفس المكان من كل يوم، ولكنهم كانوا يخشون الرقباء فأتفقوا على اللقاء فى حديقة عامة.
وأكملت برلنتى عبدالحميد قائلة: "تطورت الأحداث على غير ما نهوى وكان فى انتظارنا والده وأشقاؤه فلقنوه علقة ساخنة، ووقفت أنتظر دورى وأقبل على والده واصطحبنى إلى والدى وحكى له ما حدث".
وأختتمت حديثها قائلة: "والدي أيضًا ضربني علقة ساخنة وكان الأقسى من العلقة هي نظرات الإستنكار التى لاحقتنى فى المنزل وخارجه، حتى أننى عندما كنت أغادر المنزل كان يلتف حولى أطفال الحارة ليسخروا منى حتى أنهم ألفوا نشيدًا يتهكمون فيه على قصة غرامي وكنت أعود إلى المنزل دائمًا باكية، فقررت أن أسجن نفسى فى البيت حتى ينسوا الموضوع، وبالفعل حبست نفسى ولم أخرج لعدة شهور حتى تلاشت أثار هذا الحب".
ولدت الفنانة برلنتي عبد الحميد في حي السيدة زينب، وبعد حصولها علي دبلوم التطريز تقدمت إلى معهد الفنون المسرحية والتحقت بقسم النقد ولكن سرعان ما أقنعها رئيس الأكاديمية زكي طليمات بأن تلتحق بقسم التمثيل في المعهد وتخرجت من المعهد العالي للتمثيل.
خلال فترة دراستها بدأت العمل علي المسرح وكان أول أدوارها في مسرحية "الصعلوك"، ثم شاركت في العديد من المسرحيات بعد انضمامها لفرقة المسرح الحديث، ومن أبرز هذه العروض "قصة مدينتين والنجيل".
وأنطلقت مسيرتها الفنية في السينما وبدأت عملها كممثلة رئيسية عام ١٩٥٢ في فيلم "ريا وسكينة" الذي اختارها فيه المخرج صلاح أبو سيف لتكون بطلته، وسبقه فيلم "شم النسيم" الذي رشحها لبطولته المخرج بيير زريانللي، بعد أن شاهدها علي المسرح من خلال مسرحية "الصعاليك".
وخلال مسيرتها الفنية شاركت برلنتي عبدالحميد في حوالي ٣٢ فيلم ومسلسل، وتميزت أدوارها بالفتاة الجامحة حول أحلامها لتحققها بأي وسيلة، كما اعتمد المخرجين علي تقديمها كممثلة إغراء معتمدة علي جمالها وساعدتها براءة ملامحها للفتاة التي تجتذب الرجال حتي توقع بهم للإستيلاء علي ثرواتهم أو النصب عليهم.
تزوجت برلنتي من وزير الحربية الأسبق المشير عبد الحكيم عامر، وبعد الزواج اتخذت قرار الإعتزال، وارتدت الحجاب فى أواخر أيامها، وأصدرت كتابين عن زواجها من المشير عبد الحكيم عامر الأول كان عام ١٩٩٣ وحمل أسم "المشير وأنا"، وبعد تسع سنوات أصدرت كتاب أخر حمل أسم "الطريق إلى قدري.. إلى عامر"، وتوفيت برلنتي عبد الحميد عام ٢٠١٠، إثر إصابتها بجلطة فى المخ عن عمر يناهز ٧٥ عامًا.