حكاية أغنية ”رسالة من تحت الماء” طلبها عبدالحليم من نزار قباني..واشترتها نجاة من الموجي..وفاز بها العندليب في النهاية
هي واحدة من أجمل أغنيات العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وهي "رسالة من تحت الماء"، وبدأت الحكاية في لقاء تليفزيوني حين قرأ الشاعر نزار قباني، قصيدة اسمها "رسالة من تحت الماء"، وكان موجودًا عبدالحليم حافظ، وسمع القصيدة نظرًا لوجودهما معًا في نفس الأستوديو.
وقال العندليب له: "يا نزار أنا عاوز القصيدة دي" ليرد عليه قائلًا: "بكل سرور" ويرد حليم:"ممكن تكتبها لي على ورق" وكتبها، ثم أخذها، وبعد فترة ذهب عبد الحليم إلى القاهرة، ومن ثم سافر عدة مرات.
وكان العندليب في تلك الفترة مريض، وبعد مرور عام ونصف ذهبت إلى بيروت المطربة الكبيرة نجاة وطلبت من نزار قباني، أن تغني القصيدة، ليعتذر لها لأنه مرتبط ارتباطا أدبيًا بعبدالحليم.
وقالت له نجاة، بأنها قامت بشراء القصيدة من الموسيقار الكبير محمد الموجي، وقدمت له كتابًا من الموجي، وقرأ نزار كتابًا يقول فيه الموجي: "قمت ببيع السيدة نجاة لحن قصيدة نزار قباني "رسالة من تحت الماء".
وقالت نجاة ":لقد أصبح عندي حق بهذه القصيدة"، فطلب منها أن تنتظر وتعطيه فرصة من الزمن للإتصال بعبدالحليم، وفعليًا قام بعض أصدقاء الطرفين بالاتصال تلفونيا بعبدالحليم في القاهرة، ووعد عبدالحليم بأنه سيكتب له عن الموضوع برسالة حتى يشرح الموقف، ولكن لم يتسلم منه أي شيء، فاعتبر أن العملية منتهية، ولكن في نهاية الأمر تم الصلح بينهم وغنى العندليب قصيدة "رسالة من تحت الماء" بعد إجراء بعض التعديلات عليها، وكان سبب تأجيل العندليب غناء القصيدة لمدة عامين بسبب مرضه الذي منعه من الغناء في تلك الفترة.
قال العندليب في إحدى اللقاءات التليفزيونة :"أثناء العمل على هذه القصيدة حدثت الكثير من المعوقات، وتعبت كثيرًا، والأستاذ الموجي كان قد لحن بداية القصيدة وراح ليسمعها لنجاة الصغير، وبعد ذلك اضطر نزار قباني لتعديل بعض الأبيات في القصيدة".
وفي لقاء آخر قال: "الحقيقة إن القصيدة كويسة جدًا، وبعد كدا لما خفيت ما كنش حد غناها، فا أنا قولت لمحمد هل ارتبطت مع أي حد بالنسبة للقصيدة دي، قال لا، يعني ما فيش حد اختارها منك، قال لا، وحصل إننا قعدنا مع بعض نكمل تلحينها واضطرينا لحذف بعض الكلام منها نظرًا للقيود الموجودة عندنا بالنسبة للنص، يعني مثلا "حبك كالسحر فخلصني من هذا الكفر"، ما وافقوش عليها طبعًا".
وتابع :"زي ما حذفنا بعض الأبيات، مثل يا من صورت لي الدنيا كا قصيدة شعر، وزرعت جراحك في صدري، دي ما كنتش موجودة وحتى في الديوان، وكمان، يا كل الحاضر والماضي يا عمر العمر هل تسمع صوتي القادم من أعماق البحر، بردو ما كانتش موجودة، أستاذ نزار أضافها وما ضيعش معنى القصيدة اللي يقصده".
وأضاف :"أنا أول واحد اخترت القصيدة وأستاذ نزار كتبلي تنازل عنها، وموجود عندي التنازل، ولما حاولت أغنيها من جديد كتبلي تنازل جديد بعد ما أضاف الأبيات".