تعرضت لموقف محرج بعدما فقدت جواربها في إحدى الأماكن العامة بحضور كمال الشناوي ومُعجبة حاولت إنقاذها بهذه الطريقة.. اعرف الحكاية

كمال الشناوى وشادية
كمال الشناوى وشادية

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

وتعتبر الفنانة شادية من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الطريفة وفي عام ١٩٥٣ نشرت إحدى المجلات موضوعًا بعنوان "رأيناهم وتحدثنا إليهم"، وعرضت خلاله عددًا من خطابات المعجبين يروون فيها مواقف وقعت بينهم وبين نجمهم المفضل ظلت كذكريات لا ينسوها حتى وإن نسيها النجم، وكان من بين هذه الخطابات خطاب من معجبة روت فيه قصتها مع الفنانة شادية، مشيرة إلى أن هذه القصة وقعت قبل خطابها بعام أى عام ١٩٥٢، حيث كانت الفتاة تجلس مع والدتها فى كازينو بالجيزة، وفجأة وجدت كاميرات وعددًا من الفنانين يدخلون الكازينو لتصوير مشهد سينمائى.

وقالت المعجبة التى وقعت خطابها باسم "أمال شكرى" إنه كان من بين فريق العمل السينمائى شادية وكمال الشناوى، ودخل الفريق إلى المطعم للتصوير، وأشارت إلى أنها لاحظت أن الفنانة شادية وهى فى طريقها للمائدة لتصوير المشهد اشتبك أحد المقاعد بالجوراب الذى كانت ترتديه بساقها اليمنى فمزقه، فظهر على شادية علامات الحيرة، واقترح أحد العاملين بالفيلم أن يذهب بالسيارة لشراء جورب جديد، وأن يتم وقف التصوير حتى عودته.

وأكدت المعجبة أنها شفقت على الفنانة المحبوبة من هذه الحيرة بعد أن بدا عليها الضيق، فأقتربت منها وعرضت عليها أن تعطيها الجورب الخاص بها، مؤكدة أنه جديد، وتابعت قائلة: "كنت أظن أن الفنانة الجميلة ستعتذر لأن جوربى ليس من النوع الفاخر الذى تظهر به فنانة كبيرة، ولكنها قبلت الفكرة فى تواضع شديد وشكرتنى، فخلعت الجورب فى إحدى الغرف الملحقة بالكازينو وأعطيته لها، وأعادته لى بعد انتهاء التصوير مع صورة جميلة أخرجتها من حقيبتها وكتبت لى عليها إهداء"، وأختتمت المعجبة خطابها قائلة: "أحتفظ بالصورة والجورب فى صندوق صغير كتذكار عزيز من ممثلة ومطربة أحبها".

ولدت الفنانة شادية في ٨ فبراير عام ١٩٣١ بمنطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، فكان والدها أحمد كمال يعمل مهندس زراعة ومشرفًا على أراضي الخاصة الملكية حيث كان عمله آنذاك أي في بدايات القرن العشرين يستدعي وجوده في قلب العاصمة المصرية القاهرة وعلى بعد خطوات من قصر عابدين.

فكان أول ظهور لها في دور صغير بفيلم "أزهار وأشواك" عام ١٩٤٧، حيث أعجب المنتج والمخرج حلمي رأفة، بالموهبة الكبيرة للفتاة ذات الـ ١٦ عامًا فتبناها فنيًا، ومن هنا حجزت أول بطولة لها في فيلم "العقل في إجازة" أمام محمد فوزي وليلى فوزي وفي نفس العام، وقدمت فيه أداءًا غنائيًا، بالإضافة لأدائها التمثيلي.

برزت شادية في أداء الأدوار الرومانسية والكوميدية بطريقة فريدة، كما قامت بدور الفتاة "الدلوعة" في عدد من الأفلام السينمائية، فكان من أبرز أعمالها الكوميدية في فترة الخمسينات "حماتي قنبلة ذرية" و"في الهوا سوا" عام ١٩٥١، و"بنات حوا" و"الستات ميعرفوش يكدبوا" عام ١٩٥٤، وشاركها في هذه الأفلام جميعها نجم الكوميديا إسماعيل يس.

ويرى بعض النقاد أن مسيرة شادية شهدت نضج فني بعد ثورة ١٩٥٢، حيث قدمت بجانب الرومانسية والكوميديا أفلامًا درامية وشخصيات تحمل العديد من التعقيدات النفسية والاجتماعية، فكان دورها في فيلم "المرأة المجهولة" عام ١٩٥٩ دليلًا على موهبتها المتفجرة، حيث قدمت دور الأم وهي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، وغنت في هذا الفيلم أغنيتها الشهيرة "سيد الحبايب".

وقفت دلوعة السينما المصرية أمام العديد من نجوم الفن، فشاركت العندليب بطولة فيلم "لحن الوفاء" عام ١٩٥٥، وكذلك معبودة الجماهير عام ١٩٦٧، كما شكلت ثنائيات ناجحة مع عماد حمدي وفريد الأطرش وكمال الشناوي الذي شاركها في ٢٧ فيلمًا تقريبًا، ومن أشهر أفلامهما "أرحم حبي".

كما أنها شكلت مع صلاح ذو الفقار ثنائيًا مميزًا، فقدما معًا عددًا من الأفلام منها "أغلى من حياتي" عام ١٩٦٥، والذي تحول إلى حقيقة حيث تزوجا أثناء تصوير الفيلم، ولكن لم تدم زيجتهما طويلًا، حيث أثرت مشاكل متعلقة بالحمل والولادة على علاقتهما الزوجية، فأنتهى زواجهما عام ١٩٦٩، فكان من أبرز اعمالهما معًا: "مرأتي مدير عام" عام ١٩٦٦، و"عفريت مراتي" عام ١٩٦٨.

عاشت شادية بعد إعتزالها لكي تتقرب إلى الله فقط كما كانت تقوم بالأعمال الخيرية وتمنح الكثير من عطائها للأيتام خاصة لأنها لم ترزق بالأطفال، وهكذا رحلت عن عالمنا النجمة شادية، في ٢٨ نوفمبر عام ٢٠١٧.

تم نسخ الرابط