ظلت ترافقها من مرحلة ملكة جمال الأطفال حتي سيدة الشاشة العربية.. حكاية القماشة التي تحصنت بها فاتن حمامة من الحسد
يعتبر "الحسد" بالنسبة لعدد كبير من النجوم شئ مزعج للغاية فإن معظمهم يؤكدون إيمانهم به ويعترفون بوجوده في حياتهم، وهذا ما يدفعهم لتحصين أنفسهم بطرق وأساليب مختلفة، وتختلف طرق تعبير الفنانين عن التعبير عن تخوفهم من التعرض للحسد، حيث اتبع بعضهم العادات والطرق الغريبة وأخرى تقليدية لمقاومة الحسد ومواجهته.
وقد لا يتخيل الكثيرون أن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كانت منذ طفولتها وطوال مشوارها الفنى تحتفظ بقطعة قماش خضراء تضعها دائمًا فى حقيبتها وتظن أنها تجلب لها الحظ وتحصنها من الحسد، ولم تكن فاتن تذكر تاريخ وجود قطعة القماش الخضراء فى حقيبتها لكنها كانت تذكر أن والدها كان يضع هذه القماشة فى جيب مريلة المدرسة الخاصة بها، ثم فى جيب الفستان الذى ارتدته وهى تشارك فى مسابقة مجلة "الاثنين" التى فازت بها بلقب أجمل طفلة، ثم فى جيب الفستان الذى ذهبت به للمشاركة فى فيلم "يوم سعيد"، والفستان الذى ارتدته فى فيلم "رصاصة فى القلب"، وكان النجاح حليفها فى كل هذه الخطوات، ولهذا آمنت سيدة الشاشة بأن قطعة القماش تجلب لها الحظ.
وظلت فاتن حمامة تحتفظ بقطعة القماش الخضراء، ثم علقتها على باب شقتها وكانت تقول إنها تمنع دخول الحظ السيء إلى منزلها وظلت معلقة حتي وفاتها ونجلتها أصرت علي الإحتفاظ بقماشة والدتها طيلة حياتها.
ولدت فاتن حمامة في ٢٧ مايو عام ١٩٣١ في حي عابدين بالقاهرة وكان والدها موظفًا في وزارة التعليم، بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.
وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" ١٩٤٠، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعًا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد أربع سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" ومع فيلمها الثالث "دنيا" ١٩٦٤ استطاعت تكوين موضع قدم لها في السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل . وفي عام ١٩٤٩ أصبحت نجمة شباك من الدرجة الأولى عندما قامت بتمثيل فيلم "ست البيت" أمام عماد حمدي، الفيلم الذي حقق وقتها أرباح عالية.
وفي فترة الخمسينات التي تعتبر العصر الذهبي للسينما أو فترة الأفلام الواقعية والتي كان رائدها المخرج العبقري صلاح أبو سيف الذي لقب بمخرج الواقعية كانت نقطة تحول في حياة سيدة الشاشة، حيث قامت بأداء الكثير من الأدوار كان أهمها فيلم "دعاء الكروان" عام ١٩٥٩، قصة الأديب طه حسين.
خلال مشوارها الفني قدمت فاتن في أفلامها كثير من القضايا في المجتمع مثل فيلم "أفواه وأرانب" الذي قدمت فيه قضية تنظيم النسل، وفيلم "أريد حلًا" الذي كان سبب في تغير قانون الأحوال الشخصية، هذا بالإضافة إلي فيلم "إمبراطورية ميم" الذي قدم تحية شكر وتقدير للأم المصرية.
أما عن حياتها الشخصية فتزوجت فاتن حمامة للمرة الأولى وهي في سن صغير جدًا من المخرج عز الدين ذو الفقار في عام ١٩٧٤، وكان عمرها وقتها ١٦ عامًا، أنجبت منه ابنتها نادية ذو الفقار، التي قامت معها بتجسيد دور نجلتها في فيلم "موعد مع السعادة" وكانت ترفض دائمًا فاتن حمامة أن تعمل نجلتها بالتمثيل وهي صغيرة حتى لا تجعل منها الشهرة فتاة مغرورة.
وبعد قصة حب طويلة تزوجت فاتن حمامة من عمر الشريف ولكن أنفصلت عنه بعدما أنطلق لورانس العرب للعمل في السينما الأمريكية بعدة سنوات لرفضها ترك القاهرة، وفي إحدى الأيام ذهبت فاتن لإجراء أشعة تلفزيونية عند طبيب الأشعة محمد عبدالوهاب الذي كان طبيب ناجح في عمله في هذا الوقت، احبته فاتن وتزوجت منه عام ١٩٧٥ وعاشا معًا حياة هادئة إلى أن توفت فاتن حمامة في ١٧ يناير ٢٠١٥.