هزيمة يونيو أصابته بالكآبه ودخل في صراع مع السادات..وانتقد الضباط الأحرار..ووفاة عبدالناصر أشعرته بالانكسار..محطات في حياة صلاح چاهين
هو شاعر وأديب وممثل، جمع بين الفكاهة والفكر، واستطاع خلال مشواره الفني والأدبي التجول داخل شوارع وميادين المحروسة، وأكسبه ذلك التعامل المباشر مع الناس وسماعه إليهم والجلوس للحديث معهم القدرة على الوصول للأعماق والإبحار إلى أقصى درجة من درجات العمق.
ولد في شارع جميل باشا في شبرا، وكان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة، درس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق، وتزوج صلاح جاهين مرتين، زوجته الأولى "سوسن محمد زكي" الرسامة عام 1955، وأنجب منها أمينة جاهين وابنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.
شارك صلاح جاهين في كتابة سيناريو "خلي بالك من زوزو"، حيث يعتبر هذا الفيلم من أكثر الأفلام رواجًا في السبعينيات، وتجاوز عرضه حاجز 54 أسبوع متتالي، وكتب أيضًا أفلام "أميرة حبي أنا"، و"شفيقة ومتولي"، و"المتوحشة"، كما قام بالتمثيل في "شهيد الحب الإلهي" عام 1962، و"لا وقت للحب" عام 1963، و"المماليك" 1965، و"اللص والكلاب" 1962.
كما قام جاهين بتأليف ما يزيد عن 161 قصيدة منها قصيدة "على اسم مصر" وأيضًا قصيدة "تراب دخان" التي ألفها بعد نكسة يونيو 1967، وألف أوبريت الليلة الكبيرة الشهير.
وأنتج عدة أفلام تعد ذات بصمة خالدة في تاريخ السينما الحديثة؛ مثل "أميرة حبي أنا" و"عودة الابن الضال"، وعمل محررًا صحفيًا في عدد من المجلات والصحف، وقام برسم الكاريكاتير.
جمعته علاقة قوية مع الفنانة سعاد حسني حيث دفعها إلى العمل مع أحمد زكي في مسلسل "هو وهي"، وتعد "الرباعيات" من أهم أعماله التي تجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب وطبع لها أكثر من 125 ألف نسخة ولحنها الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجار.
وخلد جاهين الزعيم جمال عبدالناصر في أعماله الفنية، حيث سطر عشرات الأغاني عنه، لكن هزيمة 5 يونيو 1967 أدت لإصابته بكآبة خاصةً بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح وقدم اطروحاته الأدبية في "الربيعينات"، وطرح فيها مقتطفات من السياسة التي تحاول كشف الخلل في مسيرة الضباط الأحرار، والتي يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر.
وكان نبأ وفاة الرئيس عبد الناصر هو السبب الرئيسي لإصابته بالحزن والاكتئاب فلازمه شعور بالإنكسار لأنه كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر في هذا التوقيت من حياته.
ونظرا لإنفعاله بالأحداث السياسية فلم يكن على توافق دائم بالسلطة، وهناك فترات شهدت صداما كبيرا خاصة في عهد الرئيس السادات بسبب رسوماته، ورفعت دعاوى قضائية ضده، وانتقد أخطاء الزعيمين ناصر والسادات بصراحة ووضوح سواء في أشعاره أو من خلال رسوماته الكاريكاتيرية.