وصفته سميحة أيوب بـ أعظم رجل في التاريخ وأعتقل بسبب مظاهرة والإتحاد الإشتراكي أوقف له ثلاث عروض مسرحية وترك الداخلية من أجل الفن.. محطات في حياة رائد المسرح سعد الدين وهبة
يعتبر واحدًا من أهم كتاب المسرح علي مر العصور حيث وقع أسمه على أهم الأعمال المسرحية التي تنتمي للواقعية النقدية سواء لمجتمع الريف أو للطبقة المتوسطة، كما أنه عرف ككاتب للسيناريو وشارك في أعمال سينمائية هامة أنه سعد الدين وهبة.
ولد الكاتب سعد الدين وهبة في ٤ فبراير عام ١٩٢٥ فى قرية دميرة مركز طلخا محافظة الدقهلية، حيث كانت بدايته مع الكتابة مبكرة، ودون أولى كتاباته في المرحلة الثانوية، وكان يرسلها إلى الصحف في ذلك الوقت، فنشرت له صحف مثل "منبر الشرق" و"مجلة الثقافة"، كما أصدر مجلة وهو في المدرسة وطبع منها عددان، وصادرها ناظر المدرسة بسبب سخريته من بعض المدرسين فيها.
وتعرض سعد الدين في نفس المرحلة للحبس لمدة أسبوع في السجن بسبب قيادته مظاهرة طلابية بدأها من مدرسة الرمل إلى مدرستي العباسية ورأس التين وذلك بسبب احتجاجه على اعتقال الزعيمين شكري القوتلي في سوريا ورياض الصلح في لبنان على أيدي السلطات الفرنسية.
وفي عام ١٩٤٩ تخرج من كلية الشرطة، وترك العمل بالبوليس وهو على رتبة رائد، لكنه قبل الإستقالة كان قد أنشأ مجلة البوليس، وعمل بعد ذلك صحفيًا في جريدة الجمهورية، ثم موظفًا فى وزارة الثقافة، كما أنه ألتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، وأنهى دراسته منها عام ١٩٥٦.
أشهر ما تركه سعد الدين وهبة، هي مسرحياته ومنها "السبنسة، المحروسة، كفر البطيخ، البنية، كوبرة الناموس، سكة السلامة، المسامير، يا سلام سلم الحيطة بتتكلم، والأستاذ، لكنها لم تعرض إلا لعام واحد"، وذلك إلى جانب مسرحياته العديدة التى كان يعرضها التليفزيون، فضلًا عن مسرحياته القصيرة التى ظل ينشرها لسنوات طويلة.
مع ذلك النجاح صودرت له خلال مشواره الفني ثلاث مسرحيات هم "الأستاذ، واسطبل عنتر، وسبع سواقى" والتى أجازتها الرقابة ورفضها الإتحاد الإشتراكى، ثم كتب مسرحية "يا سلام سلم الحيطة بتتكلم" التى تسببت فى اجتماع الأمانة العامة للإتحاد الإشتراكى للمرة الأولى والأخيرة لتناقش نصًا مسرحيًا وأجيزت هذه المسرحية بعد تعديل ٥٢ مشهدًا وحذف مشاهد أخرى، وتم عرض المسرحية فى نوفمبر ١٩٧٠، ومنذ هذه اللحظة اتجه إلى مسرح القطاع الخاص الذى قدم له عدة عروض منها: "سد الحنك، وسبع ولا ضبع، و٨ ستات".
كما قام بكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية والأعمال التليفزيونية منها: "زقاق المدق، أدهم الشرقاوى، الحرام، مراتى مدير عام، الزوجة الثانية، أرض النفاق، أبى فوق الشجرة، أريد حلًا، آه يا بلد آه، السبنسة، قصور الرمال، بابا زعيم سياسى".
وتولي سعد الدين وهبة رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي طيلة 13 عامًا وذلك من ١٩٨٥، إلي ١٩٩٧، في فترة حرجة وشائكة كما تعتبر أطول فترة في تاريخ الرؤساء الذين تناوبوا على هذا المنصب منذ تأسيسه عام ١٩٧٦ ويرى بعض النقاد والمعاصرون لتلك الفترة أن وهبة هو المؤسس الحقيقي لمهرجان القاهرة الذي أعاد ولادته من جديد وأكسبه صبغته الدولية وأعاد تأسيسه وبناءه وهيكلته ليكون كيانًا صلبًا قويًا بعدما كان جنينًا هشًّا تعرض للكثير من المخاطر والأزمات التي كادت أن تقضي عليه في سنواته الأولى.
حصد سعد الدين وهبة العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة عام ١٩٦٥، ووسام جوقة الشرف الفرنسى من درجة ضابط سنة ١٩٧٦، ووسام الإستحقاق من الطبقة الأولى عام ١٩٨٥، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام ١٩٨٨، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة ١٩٩٠.
وعلى مستوى حياته الشخصية، كان للمؤلف سعد الدين وهبة، قصة حب جمعته بالفنانة الكبيرة سميحة أيوب، حيث أعُجب وهبة بسميحة وهي على خشبة المسرح فهي كانت تشارك مسرحية "السبنسة" التي كتبها سعد الدين، محطة، فأكتشف وهبة أن هناك مشاعر مختلفة تجذبه إليها.
وقالت سميحة في مذكراتها "بعد الانتهاء من عرض المسرحية في يومها الأول طلب سعدالدين وهبة والمخرج سعد اردش أن نتناول العشاء في الحسين، وفي اليوم التالي لعرض المسرحية أعطاني جريدة الجمهورية التي كانت تكتب يوميًا عن النجاح الساحق للمسرحية، وطلب مني أن أذهب معه في سيارته إلى محطة مصر حتى نشتري الجريدة ليفاجئني قائلاً: "أريد أن اتزوجك" فأجابته قائلة: "أنا عندي عقدة من الزواج وطلبت منه أن يبعد فكرة الزواج عن تفكيره نهائيًا".
وأشارت سميحة، إلى أن سبب رفضها في البداية، خوفها من أن يتهمها زوجها السابق الفنان محمود مرسي، بأنها على علاقة بوهبة أثناء فترة زواجهم، لكنها قررت تحدي الجميع، قائلة: اتصلت فورًا بسعد وقلت له: "تعالى دلوقت علشان تتجوزني هتلاقيني بعد ساعة منتظرة أمام منزلي"، وهو ما حدث بالفعل.
حيث قدما سويًا العديد من المسرحيات، بداية من "كوبرى الناموس"، ثم "بير السلم، و"كوابيس في الكواليس"، والمسامير"، وغيرها، وعن حبها الكبير لسعد، قالت أيوب: "إذا أردت الحديث عن سعد فسأحتاج إلى ساعات لأروي تفاصيل عشرة العمر، وأعظم رجل التقيت به في حياتي، فكانت أيام زواجي منه من أسعد أيام حياتي فقد كانت مليئة بالثقافة والفكر والفن".