نور الدين ساتي..معلومات لا تعرفها عن السفير الذي أعاد الحياة للعلاقات السودانية الأمريكية والمهندس المحتمل للتطبيع مع إسرائيل
على مدار سنوات طويلة توترت العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان، بسبب ممارسات الرئيس المعزول ودعمه للإخوان المسلمين، ما أدى إلى إدراج الخرطوم على قائمة الإرهاب الأمريكية، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكن بعد الثورة السودانية التي أطاحت بالرئيس السابق بدأ الحديث بقوة عن عودة العلاقات، وبرز اسم نور الدين ساتي كمرشح لمنصب السفير السوداني بواشنطن في مايو الماضي، وبعد زيارة وزير الخارجية للدولة الأفريقية نهاية الشهر الماضي ، تم ترجمة الرغبة في إزالة التوتر من خلال عدة خطوات كان آخرها اعتماد اوراق ساتي كسفير لدى بلاد العم سام
وبهذه الخطوة يصبح ساتي أول سفير للخرطوم بواشنطن منذ نحو 23 عاما ، ولوحظ الترحيب الكبير به من قبل المسئولين الأمريكيين ما يعكس التقدير الكبير له، والتطلع إليه كدبلوماسي قادر على إعادة ترتيب أوراق العلاقات بين البلدين وعلى رأسها رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب .
وفي أول تصريح له أكد ساتي إن بلاده تسعى لعلاقات طبيعية مع محيطها الإقليمي ولإعادة مسار علاقاتها مع دول العالم، لافتا إلى أن هناك تعاون وثيق مع واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
وأضاف نور الدين ساتي بأن هناك تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه السودان ، وان هناك ثمة جهود كبيرة وتعاون وثيق مع واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
كما شدد على أن بلاده تعمل على إزالة المعوقات التي تحول دون رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
وكان هناك حديث عن أن الولايات المتحدة تشترط التطبيع مع إسرائيل لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، لذلك يتساءل الخبراء هل سيكون ساتي وسيطا بين بلاده والولايات المتحدة للتفاهم حول صفقة للتطبيع مع إسرائيل قريبا؟ لاسيما وأنه تحدث عن علاقات طبيعية مع المحيط الإقليمي لبلاده وهو ما قد يفهمه البعض عن انه استعداد للتفاهم حول السلام مع تل أبيب
ويعرف عن ساتي أنه من الكوادر المتميزة في وزارة الخارجية السودانية، وتمكن من تحقيق اختراق في كثير من المهام التي أوكلت إليه، لا سيما ملف العلاقة مع تشاد التي كان سفيرا بها.
وبحسب مقربون منه، فإن ساتي يمزج بين الدبلوماسية والثقافة والأدب، ولديه خبرات متراكمة في حل النزاعات، وألف العديد من الكتب، لعل أبرزها "عجز القادرين: تأملات في الحالة السودانية"، كما لم يعرف عنه أي انتماء سياسي.
وفي الأصل، كان نور الدين ساتي أكاديميا يعمل أستاذا بجامعة الخرطوم كلية الآداب، يدرس اللغة الفرنسية، والتحق بوزارة الخارجية عندما احتاجت لكوادر شابة تتقن اللغة الفرنسية، وفق الوزير الأسبق أيوب طه.
و تدرج ساتي في السلك الدبلوماسي، من درجة السكرتير الثاني إلى درجة السفير، وبعث إلى عدد من البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج.
تنقل ساتي في مسيرته الدبلوماسية بين مختلف بلدان العالم خدمة لبلاده، حيث عمل سفيرا للسودان ببروكسل، وأنجمينا وباريس، ثم مستشارا للشئون السياسية بالقصر الرئاسي لبعض الوقت.
و لعب ساتي دورا بارزا في تنمية العلاقات الفرنسية السودانية التي شهدت في فترة عمل بباريس تطورات مهمة وضعت السودان في أولويات الدول الأولى بالرعاية الفرنسية.