أهان الملك فأصدر قرار بإعتقاله..وثورة يوليو غيرت مجرى القضية.. اعرف حكاية الملك فاروق مع محمد عبد المطلب
يعتبر الملك فاروق الأول من أشهر الملوك والرؤساء الذين جمعتهم الكثير من العلاقات بنجوم الفن، وسيطرت علامة الإستفهام علي الكثير من هذه العلاقات، فهو أشتهر بعلاقاته المختلفة بمشاهير السينما والطرب والمسرح، وذلك نتيجة حبه الكبير للفن وتعلقه به، حيث كان الملك فاروق دائمًا يقيم الحفلات الخاصة في قصره وكان خلالها يستضيف أشهر نجوم الزمن الجميل ليقدموا عروضًا غنائية أو فقرات استعراضية أو كوميدية، وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة.
كانت من أبرز القصص التي جمعت بين الملك فاروق والفنانيين هي حكايته مع الفنان محمد عبد المطلب، وحكي تفاصيل هذه القصة نجله نور عبد المطلب حيث قال أن من أصعب المواقف التى مرت على والده فى بداية الخمسينات عندما علم من سليمان بك نجيب الذى كان مدير للأوبرا الملكية أن الديوان الملكى حذف اسمه من حفل كان سيقام فى الأوبرا، فغضب عبد المطلب وتفوه بألفاظ قاسية فى حق مدير الديوان الملكى، وصدرت الأوامر للقلم السياسى بإعتقاله، ولكن الأمير الاى أنسى الهجرسى أبلغه بضرورة الإختباء وعدم الذهاب إلى الكازينو أو إلى منزله لأن المخبرين ينتظرونه، فاختبأ عند شقيقته.
وتابع حديثه قائلًا: "شاءت الأقدار أن تقوم ثورة يوليو فى هذا التوقيت وجاء إلى منزلنا بالحلمية الأمير الاى أحمد أنور قائد الشرطة العسكرية، واليوزباشا علوى حافظ من الضباط الأحرار وسألوا على والدي وأبلغونا بإلغاء أمر الإعتقال، فخرجت معهم بالبيجامة إلى منزل عمتى وقابلوه وأبلغوه بقيام الثورة وانتهاء حكم الملك ومعه أمر الإعتقال".
ولد الفنان محمد عبدالمطلب في ١٣ أغسطس عام ١٩١٠ في مدينة شبراخيت بمحافظة البحيرة، لأسرة محافظة دفعته لحفظ القرآن في سن صغير، وبعدها أدرك إمتلاكه صوتًا جميلًا وموهبة مميزة في الغناء.
ولعبت الأقدار دورًا في دخوله المجال الفني، إذ جمعته بالفنان داوود حسني الذي أعجب بصوته وقرر ضمه إلى تخته الغنائي ليتتلمذ على يديه وتبدأ رحلته في عالم الطرب، فموهبتة تطورت مع الأيام وساعده في ذلك طموحه لصعود سلم المجد، فبذل مجهود كبير تكلل بقبوله للعمل في مسرح بديعة مصابني عام ١٩٣٢، ثم عمل بفرقة الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب لتدشن كل هذه التجارب داخله روح الفنان، وأهلته لمواجهة الجماهير.
نشأت علاقة صداقة قوية بين عبدالمطلب والموسيقار محمود الشريف، وقدما معًا مجموعة من الأغاني الناجحة، بعدها توالت أعماله التي تركت علامة فارقة في تاريخ الفن منهم: "تسلم إيدين اللي اشترى، يا أهل المحبة، ساكن في حي السيدة، مابيسألش عليا أبدأ، الناس المغرمين، شفت حبيبي، ورمضان جانا".
في عز نجوميته قرر عبدالمطلب اقتحام مجال التمثيل، والبداية كانت عام ١٩٤٢ من خلال فيلم "علي بابا والأربعين حرامي"، ثم شارك في بطولة مسرحية "يا حبيبتي يا مصر"، تبعها فيلم "تاكسي حنطور"، و"بنت الأكابر" ثم "بنت الحتة" عام ١٩٦٤، ومن هنا توالت أعماله وتنوعت أدواره، ولم يتوقف الفنان الشامل عند هذا الحد، فجازف وخاض تجربة الإنتاج السينمائي، مقدمًا ثلاث أفلام هي: "الصيت ولا الغنى، خمسة من الحبايب، والمتهم".
تزوج محمد عبد المطلب ثلاث مرات، الأولى من عائشة عز الدين عام ١٩٣٨ بعدما تعرف عليها في بيروت، وأنجب منها نور وبهاء، ثم انفصل عنها وتزوج من المطربة نرجس شوقي التي أسس معها شركة إنتاج فني، لكن هذه الزيجة لم تدم طويلًا وانفصلا بعد أربع سنوات فقط، ليتزوج من كريمة عبدالعزيز عام ١٩٥٤ وأنجب منها انتصار وسامية، وبوفاة ابنته انتصار وهي في عز شبابها عام ١٩٧٩، مرض عبدالمطلب وتدهورت صحته ليرحل عن عالمنا في عام ١٩٨٠.