ورطة شوقي علام.. عطر المرأة يشعل الحرب ضد المفتي.. والموجز ينشر فتاوي كبار الشيوخ المؤيدة له
أثارت فتوى الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، حول السماح بتعطر المرأة خارج منزلها ووصفه له بأنه سلوك حضاري، جدلاً واسعاً علي صفحات مواقع التواصل الإجتماعي خلال الساعات الماضية.
وكان علام قد أكد أن التعطر يدخل في حيز النظافة ومظهر الإنسان، مؤكدا أنه لابد أن يعيش الإنسان نظيف، وهذه مطلوبات شرعية.
وأضاف "علام"، خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج التليفزيونية، أنه لابد أن يتفق الشكل الجميل مع الجوهر والقلب الطيب، متابعًا: "التعطر للمرأة يعني الظهور بسلوك حضاري".
وأشار المفتي إلى أن استخدام العطور بالنسبة للمرأة لابد وأن يكون غير ملفت للنظر، حيث إنه لابد أن يكون هناك اعتدال في استعمال العطور.
وأبدى كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي استغرابهم لهذه الفتوى لمخالفتها لما هو متعارف عليه بين العلماء، لذلك يستعرض "الموجز" في التقرير التالي أبرز الفتاوى التي تؤيد السماح بتعطر المرأة وحالاتها:
ففي لقائه بإحدي حلقات برنامج "والله أعلم" مع الإعلامى عمرو خليل المذاع على فضائية "سى بى سى" قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن المقصود من حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهى زانية" أى أن تكون المرأة نيتها عندما تضع العطر قاصدة منه لفت نظر الرجال إليها، مؤكداً أن هذه المرأة ينطبق عليها حكم الزانية والمقصود من الزنا فى الحديث هى المخالفة، وتابع" أن العطر نوعان عطر يذهب الروائح الكريهة مثل العرق ورائحة الفم وغيره فهذا النوع مباح للمرأة أن تضعه خارج المنزل، وعطر فواح شديد الرائحة وهذا النوع لا يجوز للمرأة أن تضع منه إلا فى المنزل فقط أما خارج المنزل فلا يجوز.
وفي ذات السياق، سبق ونشرت دار الإفتاء المصرية، خلال إحدى حلقات البث المباشر عبر صحفتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فتوى للرد علي سؤال يقول : "هل عطر المرأة حرام؟"، وتولى الرد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الافتاء، إذ أوضح أنه لا ينبغي على المرأة أن تتعطر بعطر فواح، ولا ينبغي عليها أن تخرج بهذا العطر لتلفت أنظار الناس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ"
وأوضح أنه يجوز للمرأة أن تتعطر بعطر غير فواح لا يلفت أنظار الناس تجاهها، مشيرًا إلى أنه يجوز لها أن تستعمل مزيلات العرق، تجنبًا لأي رائحة كريهة قد تخرج منها فيتأذى بها المحيطون بها في العمل أو في البيت ..الخ، بل ويندب ويستحب أن تستعمل هذه المزيلات أو الروائح لجعل رائحة الجسد زكية، لكنها في النهاية لا تخرج عن هذا المقصد.
وأضاف أن بعض الفقهاء قالوا بأن العلة في تحريم العطر والروائح للنساء هو أن تكون هذه الروائح نفَاذة ومُلفتة، فلو لم تكن نفَاذة ولا ملفتة جاز للمرأة أن تتعطر بها.
إذاً فالمرأة ليست ممنوعة من العطر مطلقًا، بل هي ممنوعة من العطر الذي يلفت إليها الأنظار ويثير الشهوات المحرمة.
وقد وردت مسألة عطر المرأة في الجزء الخامس -المعاملات- من كتاب "أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام" للشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وأجاب فضيلته بالأتى:
أنه يفهم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، بوصف المرأة بأنها زانية أى تشبهها، يقوم على وضعها العطر بقصد أن يجد الناس ريحها، وهذا واضح لا يشك أحد فى أنه مذموم، فالقصد به حينئذ الفتنة والإغراء ، ولا يكون كذلك إلا إذا كان العطر نفاذا أو قويا.
أما الخفيف الذى لا تجاوز رائحته مكانه إلا قليلا، والذى لا يقصد به الإغراء، بل إخفاء رائحة العرق مثلا فلا توصف المرأة معه بأنها زانية، وذلك لانتفاء المقصد ومع ذلك أرى أنه مكروه على الأقل، فإن الرائحة حتى لو كانت خفيفة فستجد من يتأثر بها من الرجال الذين تزدحم بهم الطرق والأسواق والمواصلات فأولى للمرأة الحرة العفيفة أن تبتعد عن كل ما يثير الفتنة من قريب أو بعيد .
وإزالة رائحة العرق تمكن بالاستحمام أو غسل المواضع التى يتكاثر فيها العرق ولا يحتاج إلى وضع روائح ، فإن الخفيف منها يجر إلى الكثير القوى .
وهذا كله عند وجود رجال أجانب خارج البيت أو داخله ، أما مع المحارم أو الزوج أو النساء فلا مانع من الروائح ، وذلك لعدم فتنة المحارم بها ولإدخال السرور على قلب زوجها ، وعدم انتقاد النساء لها.. وضمير المرأة له دخل كبير فى هذا الموضوع.