”طرائف نجوم الزمن الجميل” ماري منيب ونجوي سالم أطلقوا الزغاريد في حفل تأبين إستيفان روستي وسط دهشة الجميع.. اعرف الحكاية
تعتبر واحدة من أبرز نجوم الكوميديا في الزمن الجميل وحتي الآن لا تزال متواجدة بين محبيها بصوتها المميز وضحكتها المختلفة، حيث شاركت في أهم أفلام السينما المصرية وقدمت خلالها شخصيات مميزة وأدوارها أمتعت الجمهور لسنوات طويلة سواء على خشبة المسرح أو شاشة السينما، أنها الفنانة ماري منيب.
وخلال إحدى الأيام تعرضت ماري منيب لموقف غربب، حيث قامت بإطلاق الزغاريد في عزاء أحد نجوم الفن وفوجئ بها جميع الحضور، وبدأت القصة بسفر الفنان إستيفان روستي إلى الإسكندرية لقضاء عدة أيام مع أصدقائه، هذا الأمر الذي جعل الكثيرون يرددون شائعة وفاته، والتي صدقها الجميع بسبب غيابه عن القاهرة.
كما أعلن خبر الوفاة علي التليفزيون والإذاعة بشكل رسمي حتى أن الفنان سمع خبر وفاته بنفسه أثناء جلوسه على الشاطئ فما كان منه سوى أن يعود إلى القاهرة حتي ينفي هذه الشائعة، حيث عاد إستيفان روستي إلى القاهرة وعلم أن نقابة الممثلين تقيم حفل تأبين له في مقرها، فذهب إلى الحفل وما أن دخل على مقر الحفل إلا وأصيب المتواجدين به جميعًا بالذعر لرؤيته أمامهم، ولكنه أكد لهم أن مازال حيًا، وأنه لم يمت، ليتحول عزاءه إلى فرح، وتقوم الفنانات ماري منيب ونجوى سالم وسعاد حسين، لإطلاق الزغاريد وفاجئوا بها جميع الحضور.
ولكن يبدو أن ذلك العزاء كان مقدمة لوفاة إستيفان روستي الحقيقية حيث إنه رحل بعدها بأسابيع قليلة، فذات يوم كان يجلس مع أصدقائه على إحدى المقاهي، وذلك عقب عرض آخر أفلامه "آخر شقاوة"، وشعر بالتعب الشديد أثناء جلوسه معهم فقاموا بنقله إلى المستشفى اليوناني على الفور، ليخبرهم الأطباء أنه يعاني من انسدادًا في الشرايين، وأنه يجب أن يخضع للعلاج اللازم بالمستشفى، وما أن مرت ساعة إلا وأصيب إستيفان بأزمة قلبية، فارق على إثرها الحياة، وكان ذلك في ١٢ مايو عام ١٩٦٤، عن عمر ناهز الـ ٧٣ عامًا.
ولدت الفنانة ماري منيب في ١١ فبراير عام ١٩٠٥ بالقاهرة، وبدأت مشوارها الفني في عمر ١٤ عامًا، عندما بدأ التمثيل عام ١٩٢٠ على مسرح علي الكسار بروض الفرج، ثم انتقلت في ثلاثينيات القرن الماضي إلى فرقة نجيب الريحاني، بعدما رشحها الفنان بديع خيري لدور الحماة في رواية للريحاني.
تزوجت مرتين الأولى من الفنان فوزي منيب الذي حملت اسمه، حتى بعد طلاقها وأنجبت منه عددًا من الأبناء، وحفيدها هو المطرب الراحل عامر منيب، وزواجها الثاني من زوج أختها بعد وفاتها وهو المحامي فهمي عبدالسلام، لتربي أولادها، وأنجبت منه ولدين وبنت وعاشت مع أسرته المسلمة، وتأثرت بالطقوس الإسلامية، وتلاوة القرآن، لذلك في عام ١٩٣٧ أعلنت ماري إسلامها في محكمة مصر الابتدائية، وصدرت وثيقة بإشهار إسلامها لدى فضيلة الشيخ محمود العربي، والشيخ أحمد الجداوي، رئيس المحكمة.
خلال مسيرتها الفنية شاركت في الكثير من الأفلام السينمائية التي وصلت إلي ما يقرب من ٢٠٠ فيلم،
منهم: "مراتي نمرة ٢، سي عمر، مصنع الزوجات، الجنس اللطيف، المليونيرة الصغيرة، حماتي قنبلة ذرية، حماتي ملاك"، وكان آخر افلامها "لصوص لكن ظرفاء".
لم تستطع ماري منيب إستكمال أخر عروضها المسرحية التي تحمل عنوان "إبليس"، بسبب مرضها أثناء التصوير، ودخولها المستشفى، ورحلت ماري عن عالمنا بعد معاناة مع المرض في ٢١ يناير عام ١٩٦٩، تاركة خلفها مشوار فني متميز.