أشاد الخديوي بموهبته ومنحه بعثة لفرنسا وتنبأ بنجومية عبد المنعم مدبولي ويوسف وهبي أنقذ فرقته.. معلومات عن جورج أبيض أول نقيب للممثلين
يعتبر من رواد الفن في مصر وهو أول فنان شغل منصب نقيب الممثلين حيث أستطاع أن يترك بصمات فارقة في المسرح من خلال فرقته التي ضمت في بدايتها نجومًا لمعوا بعد ذلك في مجال الفن أبرزهم نجيب الريحاني، ومن خلال نشاطه الفني أستطاع أن يجذب إليه عباقرة الفن مثل الشاعر خليل مطران والشاعر حافظ إبراهيم، أنه الفنان جورج أبيض.
ولد الفنان جورج أبيض يوم ٥ مايو عام ١٨٨٠ في لبنان وعاش جميع مراحل طفولته هناك، وحصل على دبلوم التليغراف، وفي بداية حياته عاني من الفقر وكان لا يملك من النقود ما يكفي حاجته لذلك قرر أن يسافر إلى مصر وهو في الثامنة عشر من عمره وعين موظفًا في سكك حديد مصر بمحافظة الإسكندرية.
جورج كان يعشق التمثيل منذ طفولته لذلك قرر أن يكون أول فريق مسرحي له في عام ١٩٠٢، ولكي يشهر فرفته أرسل رسالة للخديوي عباس حلمي الثاني، تحمل في طياتها دور المسرح وأهميته في تقدم الشعوب، وحاجة مصر لمسرح ومدرسة مدعمين من الدولة، لكن الخديوي لم يرد على رسالته، وانتظر أبيض عامين دون أن يستسلم، وفي عام ١٩٠٤ أرسل للخديوي بطاقة يدعوه فيها لحضور مسرحية "البرج الهائل" على مسرح زيزينيا، وقبل الخديوي الدعوة في هذه المرة، وبعد إنتهاء المسرحية أبدى الخديوي إعجابًا كبيرًا بجورج، وقرر إرساله لبعثة لفرنسا لدراسة التمثيل.
وبعد الكثير من الناجحات تعرض مسرح جورج أبيض بضائقة مالية كبيرة في عام ١٩٢٦ وتوقفت العروض المسرحية للفرقة، ومع إنتشار الخبر فكر يوسف وهبي مؤسس فرقة "رمسيس" في إقناع أبيض بأن يتعاونا معًا بغرض تقوية الفرقة، حيث ذهب وهبي إلي منزل جورج أبيض بجاردن سيتي لإقناعه بالإنضمام لفرقته، وبعد مجهود طويل نجح في إقناعه بعد شروط كثيرة، أهمها أجر مرتفع ووضع أسمه في بداية العرض، وتقديرًا لمكانة جورج وافق وهبي على تلك الشروط.
وفي مقال صحفي أشاد الكاتب الكبير توفيق الحكيم بهذا التعاون الذي ضم اثنين من عمالقة المسرح، ووصفه بأنه دليل على أن الشعب المصري لا يقل ثقافة أو رقيًا عن الشعوب الأوروبية، لأن مصر بها عظماء بالمسرح ويقدمون إبداعًا لا يقل عن المسارح في أوروبا.
"أنت هيكون ليك مستقبل كبير وهتكون خليفتى فى الفن" هكذا تنبأ جورج أبيض بنجومية عبد المنعم مدبولى بعد خوضه أول تجربة مسرحية معه، وقد صدقت النبوءة، فعبد المنعم مدبولى كان لديه كاريزما خاصة جعلته يكون قاعدة جماهيرية كبيرة، فهو يعتبر واحدًا من قامات المسرح المصرى والكوميديا فى الوطن العربى، وترك خلفه تاريخ عظيم ومشوار فني حافل.
وقدم جورج أبيض خلال مشواره الفني أكثر من ١٣٠ عملًا مسرحيًا بين عروض شعرية وغنائية وصامته، وكان أيضًا من رواد السينما وذلك لأن كان له دور كبير في إنشاء معهد التمثيل في مصر عام ١٩٣٠، بعدما ذهب لوزير المعارف وقدم أول فيلم غنائي مصري وحمل عنوان "إنشودة الفؤاد"، وكان جورج قد ظهر في عدد قليل من الأفلام منها "أرض النيل" مع أنور وجدي، وفيلم "أنا الشرق" مع جميل راتب، وفي عام ١٩٤٣ تم انتخابه ليكون أول نقيب للممثلين في مصر.
تزوج من زميلته الفنانة الكبيرة دولت حبيب وعمره ٤٣ عامًا وحملت بعد ذلك اسمه واصبح اسمها دولت أبيض، وانجب منها ابنته الوحيدة سعاد، وحكى الناقد حسام سعيد في تصريحات له عن موقف جمع بين جورج ودولت على خشبة المسرح، حيث أخطأت دولت في نطق كلمة باللغة العربية، فضغط على يدها وكاد أن يكسرها، فما كان من دولت إلا أن غرزت أظافر يدها الثانية في يده، فأنتبه جورج لما فعله، وصفح عن خطأها، وتوفي جورج في ٢٥ مايو عام ١٩٥٩.