حكاية أغنية ”بسبوسة” التي تسببت في قطيعة فنية بين عبدالوهاب وشادية

الموجز

تظل الفنانة الراحلة شادية هي «معبودة الجماهير» التي احتفظت بنجاحها وتألقها حتى بعدما اعتزلت الفن، فكانت تحرص على تفاصيل عملها الصغيرة والكبيرة، ولا تقدم أية تنازلات حتى ولو كانت من أجل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

ومنذ التعامل الأول بينهما في «أحبك.. وأضحي بحبك»، وعبد الوهاب يقدم لها أروع الألحان العاطفية والوطنية، فكانت شادية القاسم الوحيد في أناشيده الوطنية مثل "وطني الأكبر والجيل الصاعد" وغيرهما، واستمر هذا التألق الفني حتى انتهى بمشاجرة فنية عام 1963 بسبب أغنية «بسبوسة»، والتي لم تر النور إلا عبر الإذاعة في السبعينيات.

وأثناء تصوير فيلم «زقاق المدق» مع صلاح قابيل وحسن يوسف، كان من المفترض أن تؤدي شادية أغنيتين هما «بسبوسة» من ألحان عبد الوهاب، و«نو يا جوني نو» من ألحان محمد الموجي، وبعد تسجيلهما وانتهاء التصوير وجد المخرج حسن الإمام أن وقت الفيلم قد أصبح كبيراً جداً، وبالتالي يتطلب الأمر حذف بعض الأحداث، واستقر الرأي على حذف إحدى الأغنيتين، وبعد جلسات عمل مشتركة رأت شادية حذف أغنية «بسبوسة»، والتي كانت غير مؤثرة على سياق الفيلم على عكس الأغنية الأخرى التي تؤكد للمشاهد سقوط البطلة في براثن الخطيئة وتعاملها مع رواد الملهى الليلي من الجنود الإنجليز.

ورفض المخرج التحدث مع عبد الوهاب في هذا الموضوع بنفسه، فتولت شادية تلك المسئولية، وحينما علم عبد الوهاب بالأمر غضب بشدة وحاول استبقاء أغنيته بشتى السبل، ولكن شادية أصرت على موقفها، وهو ما اعتبره عبدالوهاب نصرة لأغنية الموجي على حسابه الشخصي والفني، فكان قراره غير المعلن بعدم التعامل مع شادية مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل واتجه بألحانه لغيرها من الفنانات، خاصة مع إصرار شادية على رأيها وعدم طلب أية ألحان منه.

تم نسخ الرابط