رسائل النبي لملوك اليمن واليمامة بعد صلح الحديبية

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أوضح الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية؛ بعد أن تم صلح الحديبية في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة‏,‏ رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة مطمئنا إلى وعد الله له بفتح مكة من ناحية‏,‏ واطمأن إلى تأمين الدعوة في ربوع شبة الجزيرة العربية والعالم من ناحية أخرى.

واشار الي أن النبي بدأ بإرسال مكاتباته إلى الملوك من العرب والعجم ورؤساء القبائل والأساقفة والمرازبة وغيرهم يدعوهم إلى الإسلام.
أما رسائله إلى ملوك العرب ورؤساء القبائل فكان أبرزها إلى ملوك البحرين واليمامة والغساسنة, ففي سنة ثمان قبل فتح مكة بعث العلاء بن الحضرمي برسالته إلى ملك البحرين, وكان نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوي, سلام عليك, فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله... أما بعد: فإني أذكرك الله عز وجل, فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه, وإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني, ومن نصح لهم فقد نصح لي, وإن رسلي قد أثنوا عليك خيرا، وإني قد شفعتك في قومك, فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه, وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم, وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك..», فقال المنذر لابن الحضرمي: (قد نظرت في هذا الذي في يدي فوجدته للدنيا دون الآخرة, ونظرت في دينكم فوجدته للآخرة والدنيا, فما يمنعني من قبول دين فيه أمنية الحياة وراحة الممات, ولقد عجبت أمس ممن يقبله, وعجبت اليوم ممن يرده, وإن من أعظم ما جاء به أن يعظم رسوله وسأنظر), فأسلم المنذر وحسن إسلامه. (عيون الأثر).
لقد كان النبي ﷺ يخاطب كل ملك أو أمير قبيلة بما يتناسب معه وبما يعرف عند علماء البلاغة بمراعاة مقتضى الحال, فيختار كلماته المفعمة باللين والرحمة, فتقع من عقل المتلقي بمكان قبل قلبه, فينجذب بتأثير الرفق والحكمة مع نور النبوة, وهو ما أكده المنذر بن ساوي

تم نسخ الرابط