عبد الناصر والنجوم ..قائمة الأفلام التي منعت من العرض بأمر الزعيم ..وحكاية السندريلا ونور الشريف في قصر الرئاسة

الموجز

وقعت بعض أفلام السبعينيات في فخ التجاوز للخطوط الحمراء، ما أدى إلى منعها من العرض بأوامر عليا، فمنها من سلط التاريخ على حقبة زمنية بعينها وانتقد الحكم فيها، ومنها من قدم مشاهد لا تليق بأخلاقيات المشاهد، وهو ما نرصده في التقرير التالي..

يعتبر فيلم "شيء من الخوف" واحدًا من أبرز الأفلام التي واجهت مشاكل كثيرة، حيث اعترضت الرقابة عليه بعد تقرير يؤكد بأن هذا العمل يصف نظام الحكم آنذاك بأنه "عصابة"، وأن عتريس يجسد الرئيس جمال عبد الناصر، وفؤادة تمثل مصر، واتفق جهاز الأمن، والاتحاد الاشتراكي على ذلك، وأيدا منع الفيلم، لكن عبد الناصر وقتها وافق على مشاهدته مرتين للفيلم، معلقا على شخصية عتريس: "لو كنا بهذه البشاعة حقهم يقتلونا".

ومنعت وزارة الخارجية عرض فيلم "لاشين"، لكن تدخل طلعت حرب حينها وقام بعرض الفيلم، خاصة وأنه من إنتاج شركته "مصر للتمثيل والسينما"، كذلك فيلم "مصطفى كامل" و"ميرامار" الذي كان من بطولة «شادية، ويوسف شعبان، وأبو بكرعزت، ويوسف وهبي»، عن رائعة الأديب العالمي نجيب محفوظ، إنتاج عام 1969، ورفض الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عرضه بسبب جملة «طز في الاتحاد الاشتراكي»، التي تُقال في أحد المشاهد، ولم يقدم إلا في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات، حسب ما ذكر الفنان القدير يوسف شعبان، خلال تصريحات له.

تحدث محفوظ عبد الرحمن، صاحب سيناريو فيلم "ناصر 56"، في حوار له، قائلاً: إن الفيلم عرض في افتتاح مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، عام 1996، بحضور الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وقرر منعه لمدة عام كامل، بسبب أنه كان يتحدث عن عبد الناصر.

وأكد محفوظ عبد الرحمن أن الرئيس الأسبق علق عليه قائلاً: «هو مين اللى بيحكم مصر؟ إحنا ولا جمال عبدالناصر؟»، مضيفاً «فهمنا من الكلام منعه ورفضه للفيلم، وبدأ الجميع يثور من الخارج والداخل حتى تم تشكيل ضغط قوى على الدولة»، وبالفعل تم المنع لمدة عام، كذلك كان الحال بالنسبة لفيلم "ثرثرة على النيل"، كما صادرت الرقابة العديد من الأفلام ومنها "التلاقي" و"ظلال على الجانب الآخر" و"جنون الشباب"، وأوقفت الرقابة تنفيذ فيلم "أبناء الصمت" عن حرب الاستنزاف، والتبرير لمنع هذه الأفلام وقتها هو تشويه وجه الحياة في المجتمع المصري، ولم يفرج عنها إلا بعد حرب 73، كما واجه أيضا فيلم "السيد البلطي" مشكلات رقابية.

أما فيلم "المذنبون" من بطولة كمال الشناوي وحسين فهمي وسهير رمزي وزبيدة ثروت وصلاح ذو الفقار وعادل أدهم، وقصة وسيناريو حوار نجيب محفوظ، وإخراج سعيد مرزوق، وواجه أزمة رقابية كبيرة، حيث وقعت بسببه أول حادثة من نوعها في تاريخ الرقابة، حيث تمت محاكمة موظفى الرقابة بأمر من الرئيس السادات لموافقتهم على عرض الفيلم، وذلك بعد تقديم شكوى من الرئيس الراحل ضد مدير الرقابة ومساعديه، آنذاك وبالفعل تمت معاقبة القائمين على جهاز الرقابة بأحكام تأدبيية.

وأوضحت الرقابة في تقريرها أن أسباب رفضها للفيلم هو استخدامه للمشاهد الفاضحة كنافذة لكشف فساد المجتمع، وتم وصفه بأنه يشوه المجتمع المصري، كما أن أكثر من نصف مشاهده تخدش الحياء العام، وقد قدمت فيه بطلة العمل "سهير رمزي" مشاهد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، لدرجة أن "سهير" بعد ارتدائها الحجاب لم تتبرأ من أية فيلم لها سوى "المذنبون"، ويرفض التليفزيون المصري عرض هذا الفيلم حتى الآن.

وحدث صدام بسبب فيلم "باب الحديد" مع يوسف شاهين حول الفيلم خاصة أن الرقابة كانت قد وافقت على القصة، وفى هذه الفترة أرسلت الداخلية خطاباً إلى الرقيب نعمان عاشور تحثه على رفض التصريح بأفلام تعالج القضايا العمالية، وخاصة بعد ثورة عمال مدينة كفر الدوار وإعدام اثنين منهم، وبعد احتجاج شاهين تم السماح بالفيلم.

وتعرض فيلم "الكرنك" لهجوم شديد لما استعرضه الفيلم من سلبيات ثورة 23 يوليو، ولم يعرض الفيلم إلا بعد تدخل الرئيس السادات شخصياً وإجازته لعرض الفيلم.

تم منع فيلم "زائر الفجر" الذى عرض لمدة أسبوع واحد فقط، وأصيب فريق العمل بإحباط كبير، خاصة أن ماجدة الخطيب هى التى قامت بتحمل نفقات الفيلم، فحاولت ماجدة الخطيب مقابلة الرئيس السادات لتطلب منه إجازة فيلم "زائر الفجر" إنتاج 1972، لكن هذا لم يحدث، الأمر الذى أصاب مخرجه ممدوح شكرى بالاكتئاب إلى حد الموت.

تم نسخ الرابط