نشأ في ظروف صعبة وعانى من مرض العضال وفشل بالدراسة فحصل على جائزة نوبل في الطب.. أسرار لا تعرفها عن «نيلس فينسن»
من هو «نيلس فينسن»؟.. كان فاشلًا في أيام الدراسة رغم عبقريته، وتحدى فشله حتى أصبح أول دنماركي يحصل على جائزة نوبل في الطب.
وتعود قصته إلى نشأته في ظل ظروف أسرية صعبة للغاية، أنه ولد يوم 15 ديسمبر 1860 بمنطقة توشهافن (Tórshavn) بجزر الفارو، توفت أمه وهو لا يزال في الرابعة من عمره وترزوج أبيه من ابنة عمها، وأنجب منها ستة أبناء، حتى صار مجموع أخوته 9، وعانى من الفقر كثيرًا فلم يستطع والده مجابهة طلبات الأنباء.
وعرف عنه أنه كان فاشلًا في أيام الدراسة رغم عبقريته، حيث تلقى فينسن تعليمه الابتدائي في مدرسة ثورسهافن ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة داخلية بالدنمارك التى كان شقيقه الأكبر تلميذًا بها أيضًا، ولكن نيلس بعكس شقيقه، فقد واجه صعوبات في التعليم، لدرجة أن ناظر المدرسة علق عليه قائلًا:« إن نيلس ولد ذو قلب طيب ولكن مهارته وطاقته محدودتان ونظرًا لانخفاض معدلاته الدراسية تم نقله إلى مدرسة أخرى عام 1876، الذى نال تحسنًا واضحًا بها».
وعقب نجاحات مدرسية أذهلت مدرسيه، انتقل نيلس فينسن لكوبنهاجن لمواصلة تعليمه في مجال الطب واجتاز بنجاح الاختبار النهائي عام 1890 فعمل لنحو 3 سنوات لصالح جامعة كوبنهاجن قبل أن يغادرها سنة 1893، مفضلا تخصيص مزيد من الوقت لأبحاثه.
ولكن المعاناة بدأت عام 1883، عندما أحس نيلس فينسن بأوجاع وتعب شديد تأكدت على إثرها إصابته بمرض نيمان بيك فعانى بسبب سماكة تدريجية بأنسجة عدد من أعضاءه كالكبد والقلب والطحال وهو ما أدى بدوره للتأثير على دور هذه الأعضاء واعتلالها. وتدريجيا، عانى هذا العالم الدنماركي من مرض عضال ومشاكل بالقلب وخمول واستسقاء بطني قبل أن يتحول لمقعد ويضطر لاستخدام كرسي متحرك للتنقل.
ولهذا لعب كل من المرض والمناخ بالشمال دورا هاما في التأثير على حياة ومستقبل هذا العالم حيث تحدّث الأخير عن معاناته من فقر الدم والتعب الشديد فاتجه للربط بين كل ذلك والشمس، مؤكداً على إمكانية تحسّن حالته في حال تعرضه بشكل كافٍ لأشعتها، وقد أجرى نيلس فينسن دراسات وقرأ عن طبيعة حيوانات تعرضت بشكل دائم لأشعة الشمس وتحدّث عن دور هذه الأشعة في تقوية الجسم والحفاظ على الصحة.
وبفضل أبحاثه حول استخدام أشعة الضوء المركزة لعلاج عدد من الأمراض الجلدية وخاصة الذئبة الشائعة، فاز نيلس فينسن بجائزة نوبل للطب لعام 1903 وفتح الطريق نحو نوع جديد من العلاج الطبي. وأثناء توزيع الجوائز بستوكهولم يوم 10 ديسمبر 1903، تواجد نيلس فينسن بمنزله واحتفل بتتويجه رفقة أصدقائه وهو جالس على كرسيه المتحرك كما أمر لاحقا بمنح مبلغ 50 ألف كرونة من القيمة المالية للجائزة لإحدى الجامعات وقدّم مبلغ 60 ألف كرونة أخرى لمستشفى صغير كان قد أسسه لعلاج مرضى القلب والكبد.
إلا أن حالته الصحية تدهورت في يوم 24 سبتمبر 1904، بسبب المرض ليفارق بذلك العالم الدنماركي الحياة عن عمر يناهز 43 سنة.
ولهذا أنشأ النحاف رودلف تيجنر نصبًا تذكاريًا لفينسن عام 1909، تحت اسم «نحو النور» ليكون رمزًا لنظريته العلمية الرائدة التى تقول «بقدرة الشمس على شفاء الأمراض».