السيسي قائد عظيم..وتعاطفت مع مبارك..وسوزان أنصفت المرأة..والإخوان سبب إنحراف البلاد..محطات في حياة كريمة مختار التي كان دورها في ”الحفيد” صدفة
تعتبر الفنانة كريمة مختار فنانة قديرة، استطاعت إثبات مكانتها الفنية القوية على مدار مشوارها الفنى الطويل المليء بالنجاحات، فتجد جميع أدوارها حازت على إعجاب جمهورها، خصوصا وأنها ارتبطت بالأمومة والأسرة.
ولدت أشهر أم في السينما والدراما العربية، فى 16 يناير عام 1934، في القاهرة، واسمها الحقيقي عطيات محمد البدري، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصلت منه على درجة البكالوريوس، وعملت لسنوات طويلة فى الإذاعة، وذاع صيتها بعدما قدمت برامج الأطفال مع بابا شارو.
لم تستطع العمل في السينما فى بداية مشوارها بسبب رفض عائلتها، حتى جاءتها الفرصة بعد زواجها من المخرج والممثل نور الدمرداش، ولعبت دور "الأم"، في معظم أعمالها الفنية وكان يساعدها زوجها باستمرار ويدعمها فى تأدية تلك الأدوار، وخاضت تلك التجربة لأول مرة بمساعدة زوجها المخرج الكبير وظهرت في فيلم "ثمن الحرية" عام 1967.
شاركت في بطولة العديد من الأفلام بشخصية الأم، ومن أشهر أفلامها "الحفيد، رجل فقد عقله، الليلة الموعودة، سعد اليتيم، الفرح، ساعة ونص"، كما أدت كذلك شخصية الأم في الدراما التليفزيونية، ومن مسلسلاتها "يتربى في عزو، البخيل وأنا، زهرة وأزواجها الخمسة"، وعملت مع كبار نجوم مصر والوطن العربي، منهم الفنان عادل إمام، والفنان يحيى الفخرانى.
خلدت اسمها الفني في دورها في مسرحية "العيال كبرت" حيث استمرت في تقديم الدور لمدة 3 سنوات، حتى عرفها الكثير بأنها "مسرحية العيد"، التي تجمع الأسرة حول التليفزيون.
كونت ثنائي فني مع الفنان فريد شوقي، فجسدت هي دور الأم وهو دور الأب في عدد كبير من الأعمال الفنية، الأفلام والمسلسلات، منها "البخيل وأنا"، و"يارب ولد"، و"وبالوالدين إحسانا"، "وتمضي الأيام"، و"رجل فقد عقله".
كان فيلم "الحفيد"، من أشهر الأفلام الاجتماعية في السينما المصرية، ولم تكن مختار مرشحة للدور، إلا أن مشهد تسبب في اعتذار الفنانة إحسان القلعاوي، التي اعتبرته "غير لائق"، فذهب الدور لكريمة لتقف أمام الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي عام 1974، وشاركت بـ 190 عملا.
كما حفرت اسمها في أذهان الجيل الجديد، من خلال "ماما نونا" في مسلسل "يتربى في عزو"، نتيجة حنانها وتدليلها المبالغ فيه لابنها حمادة الذي جسد شخصيته الفنان يحيى الفخراني، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في المسلسل "يتربى في عزو".
كريمة مختار لم تكن أرؤاها مقتصرة على المجال الفني فقط، لكنها عُرفت بآرائها السياسية، حول العديد من الشخصيات البارزة التي عاصرتها، حيث وصفت الفنانة الراحلة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأنه "قائد عظيم" عظيم، استطاع أن يدير البلاد بحكمة بعد ثورة 30 يونيو، كما قالت عنه إنه استجاب لنداء الشعب وقتها ونجح في إدارة الموقف بكل قوة وعزم.
كما كانت كريمة مختار متعاطفة مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بدرجة كبيرة؛ حيث كانت تقول إن كل إنسان لديه عيوب ومميزات، وإنها تتعاطف معه لكبر سنه وتدهور حالته الصحية، كما أوضحت وقتها ثقتها في القضاء المصري ونزاهته في الحكم عليه.
وأيضًا كانت تحب سوزان مبارك بشدة، وكانت ترى أنها سيدة طيبة تهتم بالعمل الخيري والنسائي، بل كانت تقول عنها إنها أنصفت المرأة المصرية بشكل كبير، وكانت سعيدة للغاية بالقوانين التي فرضتها "سوزان" لحماية حقوق المرأة، وكانت تقول إنها اهتمت بتعليم الفتيات، ومحاربة مرض السرطان، والقضاء على الأمية، وإنشاء المكتبات والمراكز التعليمية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب.
أما عن جماعة الإخوان المسلمين، فـ كانت الفنانة الراحلة كريمة مختار ضدهم بشدة، كما كانت تؤكد دومًا أنهم سبب انحراف الدولة عن مسارها الطبيعي، وأنهم جماعة تستغل الدين من أجل انهيار مصر، فيما كانت ترى ثورة 30 يونيو هي المُنقذ الحقيقي للبلاد من سيطرة "الإخوان" عليها.
توفيت فى 12 يناير 2017، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 82 عامًا.