فى ذكرى رحيله ... هل انتحر عبد الحكيم عامر أم مات مسموما ؟

المشير عبد الحكيم
المشير عبد الحكيم عامر

ما زال الغموض هو صاحب الكلمة العليا عند الحديث عن رحيل المشير عبد الحكيم عامر حتى الان، وبالرغم من أن أسرة الراحل خرجت عن صمتها خلال الفترة الماضية وأكدت أن المشير تم قتله مع سبق الاصرار والترصد ، وأشار نجله فى تصريحات عبر وسائل الإعلام المختلفة بأيادى الاتهام إلى كل من سامى شرف وشعراوى جمعة، وأمين هويدى، مؤكدا أن هؤلاء من أخذوه من المنزل، وكانوا مسؤولين عن سلامته الشخصية، وأن هذه الشخصيات متورطة فى قتله، موضحا أن ثلاثة تقارير طبية صادرة عن الطب الشرعى الرسمى المصرى، أكدت أن المشير لم يقدم على الانتحار وأنه مات بفعل السم الذى دس له فى الطعام، إلا أنه لم يتم إثبات صحة ما يقوله نجل المشير عمرو عبد الحكيم، ولم يتم إزاحة الستار وكشف حقيقة الرحيل، أو الحديث عن الساعات أو اللحظات الأخيرة فى حياته، خاصة أن الجميع كان يعلم أن عبد الحكيم عامر أصيب بأزمة نفسية طاحنة بعد هزيمة النكسة الساحقة، والموجز من جانبها ترصد خلال السطور التالية أهم المحطات فى حياة المشير عبد الحكيم عامر فى ذكرى رحيله .

ولد عبد الحكيم عامر عام ١٩١٩، فى قرية أسطال بمحافظة المنيا ولأسرة ميسورة الحال والده كان يشغل منصب عمدة القرية، وبعد حصوله على الثانوية عام ١٩٣٥ التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام ١٩٣٨ ثم فى كلية أركان الحرب عام ١٩٤٨وفور تخرجه خدم فى الجيش المصرى فى السودان عام ١٩٤١، والتقى هناك عبدالناصر وتوثقت الصداقة بينهما وحينما اندلعت حرب فلسطين عام ١٩٤٨ كان عامر وناصر ضمن التشكيلات المصرية هناك وبعد الحرب وما لحق بالعرب فيها من هزيمة وقيام إسرائيل عاد عامر إلى مصر ونقل إلى أحد مراكز التدريب فى منقباد بصعيد مصر.

كان عامر عضوا فى هيئة تنظيم الضباط الأحرار التأسيسية ولعب دورا مهما فى حشد عدد ضخم من الضباط الذين انضموا للتنظيم وبعد نجاح ثورة يوليو تمت ترقيته إلى رتبة لواء وصار قائدا للقوات المسلحة وبعد عام واحد أيضا عين وزيرا للحربية مع احتفاظه بمنصبه فى القيادة العامة للقوات المسلحة، ثم رقى إلى رتبة فريق عام ١٩٥٨.

جمعت علاقة قوية بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر، ولكن سرعان ما تبدلت الاحوال، التى مرت بأربعة منعطفات مهمة أدت لتدهورها تدريجيا وهذه المنعطفات تمثلت فى العدوان الثلاثى ثم فشل مشروع الوحدة مع سوريا ثم حرب اليمن ثم كانت الضربة القاصمة نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧ وكان عامر رقى إلى رتبة المشير عام ١٩٥٨ أثناء الوحدة وكانت الترقية الأخرى التى رفعته إلى رتبة نائب رئيس جمهورية فى ٦ مارس ١٩٥٨واستمر فى هذا المنصب حتى أغسطس ١٩٦١ حيث أضيفت إليه مهمة رئاسة اللجنة العليا للسد العالي.

كما تولى رئاسة اللجنة العليا لتصفية الإقطاع وكان المشير عامر بعد هزيمة يونيو قد تنحى عن جميع مناصبه واعتصم فى منزله بمحافظة الجيزة واستدعاه عبدالناصر إلى بيته وأثناء وجوده هناك لنحو ثمانى ساعات توجه وزير الحربية ورئيس الأركان الجديدان محمد فوزى وعبدالمنعم رياض إلى بيت المشير لفض ما وصف بأنه اعتصام ثم حددت إقامته فى فيلا بالمريوطية إلى أن أعلنت الصحف عن وفاته فى ١٤ سبتمبر ١٩٦٧ ودفن فى أسطال وما زال الجدل مستمرا حول ما إذا كان المشير انتحر أو مات مسموما.

 

 

تم نسخ الرابط