كانت فاطمة وأصبحت على ... بالصور نروى تفاصيل قصة حياة البطلة الحقيقية لفيلم ”الآنسة حنفى”
محمد أصبح حمدية، أو حمدية تحولت إلى محمد .. كيف تتعامل المجتمعات مع هذا الأمر؟، سؤال تعد الإجابة عنه أمر عصيب، فقد يتعاطف القلب مع مثل هذه الوقائع لكن العقل يرفضها ويرفض التعامل مع أصحابها وكأنهم وصمة عار فى جبين المجتمع، وبينما يختلف أهل الطب والعلوم فى إجراء هذه التحولات لم تعارض آراء الغالبية العظمى من علماء الدين مثل هذه التحولات لكونها، تتعارض مع الطبيعة البشرية للإنسان.
وبين هؤلاء وهؤلاء، تتزايد المشاحنات بين فئات المجتمع التى قد لا تفقه من الأمر شىء، لكنها تطلق فتاواها الرافضة للأمر دون علم أو دراية، وتتعامل مع الأمر على أنه ترفيهى ولا تعلم أنه يتعلق بطبيعة الجينات الموجودة فى جسم الإنسان، وأنه يتم الاحتكام لنسبتها لتحديد مستقبل أصحاب الحالات، فلا ينسى أحد كمية الانتقادات اللاذعة التى نزلت على ابن الفنان هشام سليم، الذى كان بطلا لأحدث قضية للتحول الجنسى من فتاة إلى شاب، حتى ظن البعض أن والده يقوم بتصوير فيلم جديد على غرار "الآنسة حنفى"، وأنه تم اختلاق القضية للترويج للفيلم، وانتظر الجميع أن يتم تكذيب الواقعة التى كان بطلها ابن الفنان المشهور، ظنا منهم أنه لا يوجد ما يسمى بعمليات التحول الجنسى، وأن فيلم "الآنسة حنفى"، الذى لعب فيه دور البطولة الراحل إسماعيل يس، كان يتحدث عن علم الخرافات واللا وعى واللاعلم، إلا أن الحقيقة تعكس ذلك فلا يصدق أحد أن الفيلم الكوميدى لأسطورة الكوميديا سمعة، هو رصد للواقع ولم تكن القصة من الخيال أو اللاوعى .
وتعود القصة الحقيقية إلى فاطمة إبراهيم داوود، ابنة مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، والتى توفي والدها وتزوجت أمها، من شخص آخر وتركتها وشقيقاتها في رعاية الجد الذي توفي بعد فترة قصيرة، فما كان من فاطمة إلا أنها خرجت للعمل لتستطيع كفالة شقيقاتها الصغيرات.
ونجحت الفتاة الصغيرة، في تحمل الأعمال الشاقة، وهو ما وجد استحسانا لدى أهل قريتها، وبينما تقدم لخطبتها العديد من الشاب كانت تعتذر لهم حتى فاجأت بعض جيرانها وأقاربها بأنها لا تشعر بالانجذاب نحو الرجال، وشعور النفور منهم يكون هو الغالب على أحوالها، فضلا عن أنها كانت تخلو من جسدها معالمه الأنثوية، وبعد عرضها على الدكتور جورجي إلياس بمدينة الزقازيق، أحالها إلى أطباء قصر العيني في القاهرة، وقرر الأطباء إجراء عملية جراحية شديدة الخصوصية والخطورة، وتحويلها إلى شاب مكتمل الرجولة، وأطلقت على نفسها اسم علي وبمرور فترة من الوقت تقدم لخطبة فتاة من قريته تدعى فاطمة
وظلت هذه القضية تشغل الرأى العام لفترة طويلة حتى فكر الكاتب جليل البنداري فى تحويل القضية إلى فيلم "الآنسة حنفي" وإضافة الصبغة الكوميدية على الفيلم الذى عرض قصة حنفي الشاب الذكوري المستبد الذي يرى أنه لا حق للمرأة فى التعلم وأنه يجب عليها أن تظل حبيسة فى المنزل وأنه ليس من حقها أن تنظر من النافذة، فيما يعطي لنفسه كافة الحقوق والتي كانت تصل من وجهة نظره إلى حد الانحراف، إلا أن أحداث الفيلم تدور فى فلك آخر حيث يواجه حنفى الشاب أزمة عندما يشعر بألام في المعدة ليلة زفافه من ابنة زوجة أبيه نواعم "ماجدة" وبنقله إلى المستشفى يتحول من ذكر إلى أنثى، من حنفي إلى فيفي ليعيش الواقع المؤلم الذى كان يرفضه وهو شاب حيث ضاعت حياته فى أول ساعة أصبح فيها فيفى.