أرسل خطاب لدار الإفتاء لحل أزمة ”قبلة” في شهر رمضان.. اعرف حكاية الصراع بين عاطف سالم وحسين صدقي

حسين صدقي وعاطف سالم
حسين صدقي وعاطف سالم

يعتبر الفنان حسين صدقي من أبرز فنانيين نجوم الزمن الجميل وذلك لأنه شارك في العديد من الأفلام السينمائية الهامة التى تركت علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية، حيث بلغت عدد أعماله ما يقرب من ٣٢ فيلمًا قدم خلالهم أدوار مميزة ومتنوعة واتخذ لنفسه مسارًا فنيًا مختلفًا بين فنانيين جيله.

تعرض حسين صدقي لموقف محرج أثناء تصوير فيلم "المصرى أفندى"، مع المخرج عاطف سالم، حيث طلب المخرج من صدقي أن يصور مشهد تقبيله للفنانة مديحة يسري، ولكنه صدم عندما رفض بشكل قطعي تصوير هذا المشهد.

وأوضح عاطف سالم خلال إحدي حواراته النادرة أن أثناء تصوير فيلم "المصرى أفندى" كان حسين صدقى يقود فريق الصائمين فى نشاط وحماس إلى أن وصل لتصوير مشهد قبله بينه وبين الفنانة مديحة يسرى، فأعترض علي هذا المشهد بشكل نهائي مؤكدًا أنه لم يقوم بتصويره في أي حال من الأحوال.

وأضاف عاطف سالم أنه حاول إقناع حسين صدقى بتصوير المشهد وأكد له أن القبلة الفنية ليست حرامًا لأنها من متطلبات العمل ولكن الفنان الكبير أصر على الرفض، ووجد العمال فى ذلك فرصة للراحة فوافقوه، بينما اعترض باقى الممثلين لأنهم أرادوا الإنتهاء من العمل لمشقته أثناء الصيام.

وأوضح سالم أنه حتى يحل هذه الأزمة أرسل خطابًا مع أحد الموظفين إلى إحدى الجهات المختصة بالإفتاء وانتظر وصول الرد فى البلاتو، قائلًا: "انتظرنا الرد طويلًا حتى وصل الموظف وهو يحمل الفتوى التى تقول أن القبلة التمثيلية ليست حرامًا، وهنا اقتنع حسين صدقى وصورنا المشهد بعد عناء طويل".

ولد الفنان حسين صدقي ٩ يوليو عام ١٩١٧ بحي الحلمية الجديدة في القاهرة لأسرة متدينة، توفي والده وهو لم يتجاوز الخمس سنوات فكانت والدته التركية لها الدور الأول والأهم في تنشئته، فكانت حريصة على أن يذهب ابنها للمساجد والمواظبة على الصلاة وحضور حلقات الذكر والإستماع إلى قصص الأنبياء.

كان معروف عن صدقي الخجل ولقبه كل من حوله بالشخص الخجول، حيث كان يجلس في المقاهي بالقاهرة مثل مقهى ريجينا يشرب الينسون ويستمع إلى اخبار الفن والفنانين ويغادر باكرًا، كان يربط الفنان حسين صدقي صداقة قوية بالشيخ محمود شلتوت والذي وصفه "بأنه رجل يجسد معاني الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التي تتفق مع الدين".

درس حسين صدقي التمثيل في الفترة المسائية بقاعة المحاضرات بمدرسة الإبراهيمية و كان زملائه جورج أبيض وعزيز عيد وزكي طليمات، ثم حصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة، وبدأ حياته الفنية من خلال فيلم "تيتاوونج" والذى تم إنتاجه عام ١٩٣٧، وقامت بإخراجه أمينة محمد، ثم أسس بعدها شركة إنتاج خاصة به حملت اسم "أفلام مصر الحديثة" وكانت باكورة إنتاجها فيلم العامل.

عالجت أفلامه بعض المشكلات، مثل مشكلة العمال التي تناولها في فيلمه "العامل" عام ١٩٤٢، ومشكلة تشرد الأطفال في فيلم "الأبرياء" عام ١٩٤٤، وغيرها من الأفلام الهادفة.

اعتزل حسين صدقي السينما في الستينيات، وذلك بعدما قام ببطولة ٣٢ فيلمًا، وقد كرمته الهيئة العامة للسينما عام ١٩٧٧ كأحد رواد السينما المصرية، بعد اعتزاله طالبه أهالى منطقته بالترشح فى انتخابات مجلس الأمة، ونجح باكتساح ليصبح نائبًا منتخبًا عام ١٩٦١، وعرض مطالب أهل دائرته، كما طالب بسن قانون لمنع الخمور ولكن لم يتم الاستجابة له، وتم حل مجلس الأمة بعد عام واحد، ولم يرشح صدقى نفسه فى الإنتخابات التالية، مؤكدًا أنه لاحظ تجاهل من قبل المسئولين للمشروعات التى يطالب بتنفيذها.

توفى حسين صدقى فى ١٦ فبراير عام ١٩٧٦، وقبل وفاته أوصى أولاده بحرق ما تصل إليه أيديهم من أفلامه بعد رحيله لأنه يرى أن السينما من دون الدين لا تؤتى ثمارها المطلوبة، وأثارت وصية الفنان الراحل جدلًا كبيرًا إلا أن الشيخ محمد متولى الشعراوى تدخل، مؤكدًا أن أعماله كانت تحمل قيم إنسانية.

تم نسخ الرابط