هاجمه السادات ووقف في طريقه وأسامة أنور عكاشة رفيق دربه وأعماله تركت بصمة في تاريخ الدراما.. محطات في حياة مخرج الشعب إسماعيل عبد الحافظ
تحل اليوم ذكري وفاة المخرج العبقري إسماعيل عبد الحافظ الذي يعتبر واحدًا من أهم مخرجين الدراما المصرية، حيث قدم للفن أعمال مميزة تركت علامة فارقة في أذهان الجمهور حتي الآن، فهو من أبرز مخرجي الدراما الواقعية لذلك أطلق عليه النقاد لقب "مخرج الشعب"، رحل وترك خلفه مسيرة فنية عمرها ثلاثون عامًا، وفي السطور المقبلة يرصد الموجز أبرز محطاته الفنية.
ولد المخرج إسماعيل عبد الحافظ، في ١٥ مارس عام ١٩٤١، بمحافظة كفرالشيخ، وتخرج في كلية الآداب قسم لغات شرقية بجامعة عين شمس عام ١٩٦٣، والتي تفوق فيها، ورفض العمل معيدًا بكلية الآداب، مفضلًا العمل بالإذاعة والتلفزيون.
بدأ عبد الحافظ مسيرته العملية كمساعد مخرج بالتليفزيون خلال الفترة منذ ١٩٦٤ وحتى ١٩٦٩، ثم عمل كمخرج أول منذ عام ١٩٧٠ حيث قدم خلال مشواره مع الدراما العديد من الأعمال التي أثرت ذخيرة الدراما المصرية وحصل عنها على الكثير من الجوائز والتكريمات.
خلال مسيرته الفنية قام إسماعيل عبد الحافظ بإخراج سلسلة من الأعمال الدرامية الناجحة التي تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن منهم: "أبو العلا البشري، وما زال النيل يجري، ضمير أبلة حكمت، الشهد والدموع، ليالي الحلمية، أرابيسك، زيزينيا، امرأة من زمن الحب، اميرة فى عابدين، كناريا وشركاه، عفاريت السيالة، أحلام فى البوابة، المصراوية، وقال البحر، القاهرة، أحلام فى برج بابل، ابواب المدينة، المشربية".
شكل عبد الحافظ مع الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ثنائيًا ناجحًا في الدراما المصرية حيث قدما معًا مجموعة من أنجح المسلسلات التليفزيونية، وخلال إحدى حوارته النادرة وصف إسماعيل علاقته بعكاشة، قائلًا: "فولة وانقسمت نصين"، وأكد أن علاقتهما كانت منذ المرحلة الثانوية، كصداقة عادية بحكم كونهما زميلين بنفس المدرسة والكلية، ليكون اللقاء الحقيقي الأول في سباعية بأسوان عام ١٩٧٧، ومن هنا أنطلقا معًا مشوارهما الفني الحافل الذي لا يزال حيًا حتى الآن.
كما كان له مشاركة خاصة في السينما لكن أفلامه لم تتعدي العشر وهم: "كتيبة الاعدام، تحت الصفر، الهجامة، دماء على، الإسفلت، الطعم والسنارة الإسكندراني".
وشارك مخرج الشعب في إخراج عدد من العروض المسرحية لكنه لم يستمر فيه وقرر أن يضع تركيزه في الدراما ومن أبرز عروضه المسرحية: "القانون وسيادته، البحر بيضحك ليه، الناس اللى فى الثالث، تحب تشوف مأساة، بالطبع لأ".
كان المخرج الراحل يتمتع بجرأة كبيرة لذلك وضعته في عدة صراعات خلال مشواره الفني، فقد أوقفت له الرقابة أول مسلسل يخرجه وكان بعنوان "الناس والفلوس" بعد الحلقة السابعة منه، ولم تكن تلك الحادثة الوحيدة، بل تم إيقافه هو شخصيًا ولمدة خمسة أعوام بعد إخراج مسلسل "الحب والحقيقة" الذي انتقد فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي أصدر قرار الإيقاف.
تزوج إسماعيل عبد الحافظ من خارج الوسط الفني وأنجب ابنين أحدهما هو الممثل محمد عبد الحافظ، والأخرى ابنة تدعي لمياء، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام ٢٠١٢ عن عمر يناهز ٧١ عامًا، وذلك أثناء تلقيه العلاج في باريس عقب تدهور حالته الصحية لإصابته بالتهاب رئوي حاد.