بدمٍ بارد قتلت أطفالها وأبكت شعبها وجهاز كشف الكذب كشفها.. حكاية السفاحة «سوزان سميث»

سوزان سميث
سوزان سميث

جميعنا نعلم جيدا أن رابطة الأمومة أو رباط الأمومة ‏ هي العلاقة بين الأم وطفلها، وفي حين أن هذه الرابطة تتكون عادة نتيجة الحمل والولادة، إلا أنها قد تتطور أيضا في الحالات التي يكون فيها الطفل غير ذات صلة مثل حالات التبني،ولكن لكل قاعدة شواذ ففي هذه الواقعة تاريخ أم قاسية تحولت إلى سفاحة وقاتلة لأطفالها جعلت الشعب الأمريكي يبكي حزنا لما فعلته بأطفالها الأبرياء.

إنها السفاحة سوزان سميث، الذى سجّل القضاء الأمريكي جريمتها بـ أبشع جريمة يمكن ارتكابها في العالم، حيث استطاعت أن تُبكي الشعب الأمريكي كله، حينما ظهرت سوزان سميث على التليفزيون تخاطب الشعب الأمريكي وتستجدي السلطات للقبض على المجرم الذي خطف أطفالها، ووصل الأمر إلى أنها ناشدت الخاطفين أن يرجعوا إليها أبنائها وهي على استعداد تام لدفع الفدية التي يطلبونها.

مرّ عليها 25 عامًا، حيث تمكنت سميث من الشعب الأمريكي والسلطات الأمريكية على حدٍ سواء؛ بصدمة كبيرة حين كشفت التحقيقات أن سوزان سميث هي التي قتلت أطفالها، حيث أغرقت أبنائها بأيديها حتى الموت، ونجحت في أن يصدقها الجميع بما فيهم زوجها وعشيقها، وكادت أن تحصل على براءة بعدما زعمت أن مجرمين هجموا عليها وأطفالها، إلا أن السلطات المسؤولة عن التحقيق أصرت على خضوعها لكشف الكذب، وبالفعل استطاع الجهاز أن يفضح كذبها.

بدأت قصة تلك السفاحة التى تجردت من مشاعر الأمومة، تحديدًا في 25 أكتوبر من عام 1994، وقعت في ولاية ساون كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت تقود سيارتها -مازدا 1990- في مدينة يونيون، وكان يجلس في المقعد الخلفي للسيارة ابنها مايكل الذي يبلغ 3 أعوام، و"الكيس" الذي كان رضيعًا آنذاك، وعندما وصلت إلي مكان إنزال القوارب توقفت في منتصفه، وبدأت السيارة تنحدر ودخلت إلى مياه البحيرة، وتركت السيارة وبها أبنائها حتى غرقت السيارة وبها أبنائها، ويُقال أنها ظلت تدفع السيارة لأسفل حتى تتأكد من أن أولادها غرقوا بالفعل.

اللافت للنظر أنه عقب الانتهاء من جريمتها البشعة، قرعت سوزان باب أحد البيوت التي كانت موجودة بالقرب من البحيرة، طالبة المساعدة، حيث زعمت أن سيارتها اختطفت وبها الأطفال، على الفور حضر فريق التحقيقات واستمع كبير المحققين إلى ما حدث.

ورغم كل ما فعلته، تفاجئت حينما أرسل عشيقها "توم فيندالي" لها خطابًا يبلغها بأنه سيقطع علاقته بها التي دامت لعام كامل، حيث تعرفت عليه من خلال عملها في الشركة التي يملكها والده، وهي أسرة بالغة الثراء، تعرفت عليه وأقامت معه علاقة جنسية في وقتٍ قصير، بينما كانت متزوجة، إلا أنها كانت تحلم في الارتباط به بشكلٍ رسمي.

وقبل الحادث بيومين أبلغها توم أنه لا يستطيع تكملة العلاقة مع امرأة متزوجة لديها طفلين، فهو لا يريد أن يربي أبناء رجل آخر، ويريد أن تسير أموره على أكمل وجه، فشعرت سوزان بالحزن الشديد وقررت أن تتخلص من طفليها للزواج من عشيقها.

الغريب في الأمر أنه لم ينتاب المحققين أي شكوك في أي شيء في الساعات الأولى من التحقيق، إلى أن جاء زوجها ديفيد سميث مع أقاربها إلى مكان التحقيق، فسرعان ما قالت سوزان لوالدتها أن ينتقلوا إلى منزل آخر، وفي أثناء حديثها طلبت سوزان من والدتها أن لا تغضب إذا جاء توم لزيارتها، كان هذا الطلب هو البداية التي جعلت فريق المحققين يشك في الأمر، ولكن بعد مرور يومين على التحقيقات أصرت الشرطة على خضوعها هي وزوجها لكشف الكذب.

وبالفعل أثبت جهاز كشف الكذب صدق زوجها في عدم علمه بالواقعة، بينما كشف الجهاز أن سوزان لديها ما تخفيه خاصة حين سألها المحقق "هل تعرفين مكان الأطفال؟"، كما كانت سوزان تتحدث عن طفليها وهي متأكدة من أنهما لن يعودا، تتحدث بصيغة الماضي دائمًا ما جعل المحققين يتأكدون من أن هناك شيء آخر تخفيه.

وبالتالي أثبتت كل الثغرات التى وجدت أن سوزان قتلت طفليها بدمٍ بارد دون رحمة أو مشاعر أمومة، حيث حكمت المحكمة على سوزان بالسجن المؤبد، في حين طالب زوجها ديفيد بالحكم عليها بالإعدام ولم يرضيه الحكم.

تم نسخ الرابط