أطلق عليها ”سمجة جمال” لأنه كان يكرهها وقرر التقرب منها ليتحدي فريد الأطرش.. اعرف حكاية الملك فاروق مع سامية جمال وفريد الأطرش

الموجز

يعتبر الملك فاروق الأول من أشهر الملوك والرؤساء الذين جمعتهم الكثير من العلاقات بنجوم الفن، وسيطرت علامة الإستفهام علي الكثير من هذه العلاقات، فهو أشتهر بعلاقاته المختلفة بمشاهير السينما والطرب والمسرح، وذلك نتيجة حبه الكبير للفن وتعلقه به، حيث كان الملك فاروق دائمًا يقيم الحفلات الخاصة في قصره وكان خلالها يستضيف أشهر نجوم الزمن الجميل ليقدموا عروضًا غنائية أو فقرات استعراضية أو كوميدية، وهذا ما سنتحدث عنه خلال السطور المقبلة.

كانت من أبرز القصص التي جمعت بين الملك فاروق والفنانيين هي حكايته مع الفنانة سامية جمال والتي كشف عنها الكاتب الصحفي مصطفى أمين في كتابه "ليالي فاروق" حيث قال أن الملك قرر أن يصادق سامية جمال بعدما شاهدها في جلسة رومانسية مع فريد الأطرش في أحد المحلات، فقرر لعب دور "العزول" رغم أنه لا يحب سامية نفسها ويطلق عليها "سمجة جمال"، وربما أراد الملك أن يغيظ الأطرش فقط.

حيث استدعيت سامية بواسطة متعهد حفلات لإحياء حفل يحضره الملك، وفي نهاية الحفل اصطحبها إلى استراحته في حلوان حيث قضي الليلة معها، ومن يومها أصبحت سامية هي راقصة القصر، وباتت الاستدعاءات الملكية لها أمرًا طبيعيًا، وفي نفس الوقت ظلت على علاقتها بفريد الأطرش، وزادت ضغوطها عليه ليتزوجها فزادت المشكلات بينهما حتى انفصلا.

وبعد عدة سنوات أستقر الملك فاروق بفرنسا في مصيف "دوفيل"، وجعل نادي هذه المدينة مكان سهره ولعبه وقماره، كما كان في نادي السيارات بالقاهرة، وأرسل الملك من هناك لسامية في القاهرة لتلحق به، لكن وزير الداخلية وقتها فؤاد سراج الدين، رفض منحها تأشيرة مغادرة لمصر، فرفعت سامية الأمر للقضاء تطالب بحقها الدستوري في السفر بغض النظر عن أن الملك هو الذي أرسل في طلبها، وبالفعل حكمت لها المحكمة بعد ضجة صحفية كبرى.

وبعد ذلك سميت سامية براقصة مصر الرسمية، وظلت حائرة بين الرجلين الملك فاروق والأطرش الذي لا يريد أن يتزوجها حتى بعدما أصبحت أهم راقصة في مصر، حتى يئست من الاثنين خاصة بعدما تزوج فاروق من ناريمان في عام ١٩٥١، فقبلت الزواج من الأمريكي شبرد كينج الذي قابلها في فيينا وعرض عليها الزواج بعدما أشهر إسلامه، وسافرا سويًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ولدت سامية جمال في بني سويف، في ٢٥ مايو ١٩٢٤، وعاشت هناك مع والدها ووالدتها وزوجة أبيها الأخرى حتى توفت والدتها وهي في سن الثامنة من عمرها، ومن بعدها والدها، حيث عاملتها زوجة أبيها بقسوة وحولتها من ابنة صاحب البيت إلى مجرد خادمة تؤدي أعمال البيت، لتقرر الهرب من المنزل وتنضم لإحدى الفرق الغنائية.

عملت من خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، كما ركّزت سامية جمال في رقصها، على تقديم حالة من الإنبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات في الخلفية، وكونت في الرقص الشرقي اتجاهًا فنيًا مضادًا لإتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا، ففي حين اعتمدت سامية، على المزج بين الرقص الشرقي والغربي اتخذت تحية اتجاه الرقصات الشرقية والمصرية القديمة والتنويع على الحركات القديمة وتقديمها بشكل أكثر حداثة.

قررت سامية جمال اعتزال الفن والأضواء فى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، ولكنها عادت مرة أخرى للرقص فى منتصف الثمانينيات، ثم عاودت الاعتزال مرة أخرى، وبقيت على اعتزالها حتى وفاتها فى ١ ديسمبر عام ١٩٩٤.

قبل وفاتها بعدة أشهر قامت سامية جمال، بشراء مدفن لها على أول طريق السويس، وكانت تحرص على زيارته من وقت لآخر، وفي إحدى المرات وجدت الحارس قام بكتابة مدفن الفنانة سامية جمال، فقامت بتوبيخه على وضع كلمة فنانة لأنها تود أن تبقى بلا أي ألقاب عند مقابلة ربها، وقامت بكسر الرخامة التي كتب عليها لقب فنانة.

كما أوصت سامية بشيء غريب قبل وفاتها، وهي أن يتم خروج جثمانها في هدوء من سلم الخدم، كما أصرت في أيامها الأخيرة على أن تخدم نفسها دون مساعدة من أحد.

تم نسخ الرابط