حكاية أحمد زكي مع ”البيه البواب” رفض الاستحمام لمدة أسبوع وأثار غضب ”البوابين” بسبب الدور..ولهذا السبب اعتذر عادل إمام عن دور البطولة
كان لفيلم "البيه البواب" حكاية كبيرة مع الفنان الراحل أحمد زكي، بدأت عندما عرض الفيلم على "الزعيم" عادل إمام في البداية، وقام بتصوير ما يقرب من أسبوع داخل ديكورات العمل، ولكن لخلاف بسيط وقع بينه وبين الشركة المنتجة انسحب من العمل، وكان من المقرر أن تلعب دور البطولة الفنانة ميرفت أمين.
وبعدما انسحب الزعيم، تم ترشيح أحمد زكي الذي رفض في البداية، وبعد اقناعه ووافق على الدور ليبدأ على الفور التجهيز للشخصية، كما رشح زكي، الفنانة مهجة عبد الرحمن للعمل معه، وفي حوار قديم لها قالت: "أن ترشيحها لهذا الدور جاء لأنها صاحبة "بشرة سمراء"، والشخصية تتطلب ذلك، وأكدت أنها قامت بنفسها بشراء ملابس الشخصية، بعد أن منحتها الجهة المنتجة مبلغ 500 جنيه، وذهبت إلى كرداسة لشرائها، وعرضتها على أحمد زكي، الذي اثنى عليها، لتقدم واحدًا من أفضل أدوارها على الشاشة.
استطاع زكي أن يتقن اللهجة الصعيدية أثناء تجسيد الشخصية والسر وراء ذلك نعرفه من خلال كواليس الفيلم التى يحكيها عم كيلانى وهو من قام بدور قهوجي قهوة البوابين، وكذلك هو من كان يقوم بمهمة عامل الكلاكيت في الفيلم ويقول عم كيلاني: "أن الأستاذ أحمد زكى عندما عرف أنني من أصول صعيدية حرص على مراجعة كل المشاهد معي وتحويلها إلى اللهجة الصعيدية وسؤالي بعد انتهاء كل مشهد عن صحة النطق الصعيدي".
ويحكى عم كيلاني موقفًا يبين مدى تقمص أحمد زكي، للدور، وهو أنه أثناء الإعداد لمشهد أمام العمارة وكان زكي يرتدى ملابس الشخصية ويجلس أمام العمارة وإذا بأحد سكان العمارة الحقيقيين ينادي عليه ويعامله كبواب ويعتقد أنه البواب الجديد للعمارة ويستمر زكي في إقناع الساكن بأنه البواب فعلًا وهذا الموقف أسعد الفنان أحمد زكي كثيرًا.
وله العديد من المواقف، التي تثبت مدى حبه للفن، ومن بينها موقف حدث في كواليس تصوير فيلم "البيه البواب"، حيث يروي الطبيب الشهير سامح وجيه، صديق الأدباء والفنانين في كتابه "مذكرات طفل عجوز"، أن أحمد زكي كان يقدم أدواره بمنتهى الصدق، حتى لا تكون الشخصية التي يؤديها "فالصو".
ويؤكد وجيه أن أحمد زكي كان يجيد تقمص الشخصية لأبعد الحدود لدرجة أنه قرر خلال تصوير مشاهده بفيلم "البيه البواب" عدم الاستحمام لمدة أسبوع وارتداء ملابس صعيدية مهترئة قبل بدء تصوير المشاهد ليصدق أنه صعيدي فقير ويعكس كل مشاعره، مما جعل رائحته وحالة ملابسه فى الحقيقة لا تطاق.
ويتابع وجيه: "وعندما طلب مخرج الفيلم في نفس اليوم استبدال ملابسه بأخرى نظيفة من أجل تصوير مشاهد "البيه البواب" بعد العز والغنا بأغنية "أنا بيه"، رفض أحمد زكي، واعتذر عن عدم تصوير هذه المشاهد في نفس اليوم، وطلب أولًا أن يذهب للفندق، الذي يقيم به لأخذ حمام ملوكي ورش الروائح، وبالفعل فعل ذلك، وبعد أن شعر بالعز الحقيقى عاد إلى موقع التصوير، وقال للمخرج: "أنا دلوقتي جاهز يا أستاذ".
ومن كواليس الفيلم أيضًا قيام أحمد زكي، بغسل سلالم العمارة بأكملها الذي تم فيها التصوير وذلك ليتقمص الشخصية بكل معانيها وذلك ما صرحت به الفنانة رجاء الجداوي في أحدى البرامج.
ومن جانبها روت مهجة عبد الرحمن، تفاصيل إنقاذ أحمد زكى، لها من الموت أثناء تصوير الفيلم، قائلة: "كنا في محطة مصر، أثناء تصوير مشهد النزول من القطار، فوجئت بحشر قدمى بين الرصيف والقطار، ولم أستطع التحرك، والقطار يسير وفوجئت بأحمد زكى، يحملنى على ذراعيه وينقذني من الموت".
قالت الإعلامية نهال كمال، إن فيلم “البيه البواب” أثار غضب البوابين الشديد من الفنان أحمد زكي : "نزلت إلى الشارع لتسجيل تقرير مع حراس العقارات، والبوابين هاجموا الفنان أحمد زكي بشدة بسبب "البيه البواب" وظهورهم بهذا الشكل".
وناقش فيلم "البيه البواب" قضية هامة من قضايا الثمانينات وهي قضية انقلاب الهرم الاجتماعي وتمكٌن طبقة من الطبقات الدنيا مثل طبقة البوابين من التحكم كيفما تشاء فيمن حولها والارتقاء بمستواها ننتيجة احتكارهم لمهنة السمسرة، واصبح البواب سيدًا يتحكم في الجميع ويحقق الثراء المرغوب من أسهل الطرق بعد ان كان محكوم عليه ان يعيش داخل بوتقة حارس العقار والملبي لطلبات سكان العقار المتولي حارسته ليس إلا.
فيلم "البيه البواب" بطولة أحمد زكي، صفية العمري، فؤاد المهندس، رجاء الجداوي، مهجة عبد الرحمن، محمد رضا، سيد زيان، نعيمة الصغير، تأليف يوسف جوهر، ومن إخراج حسن إبراهيم.