عائلته رفضت زواجه من فتاة مسيحية.. وفقد نجله في حادث أليم.. عمل شيال من أجل المال .. حكايات حسن كامي حفيد محمد علي باشا
مطرب أوبرالي عالمي.. عشق السينما فأبدع فيها.. جسد العديد من الشخصيات التي تركت بصمة.. بدأ مشواره في الغناء الاوبرالي حتي تربع علي القمة ..حياته كانت مليئة بالمآسي وكأنها حلقات مسلسل حزين.. هو النجم الراحل حسن كامي ..ولد في عام 1936، وهو ينتمي للعائلة العلوية فهو حفيد محمد علي باشا حيث قال أثناء مشاركته في أحد الحوارات التليفزيونية:" إن نسبه لعائلة محمد علي باشا، وأن جدته كانت ابنته قائلًا: "بنت محمد علي باشا تبقى جدة جدة جدودي، جدتي كانت اسمها الأميرة نازلي هانم، وبعدين بقا اسمها زهرة باشا، واتجوزت جدي محمد علي كامي".رغم انتمائه لعائلة ارستقراطية، من سلالة محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية، إلا أنه تعرض لموقف جعله يقبل بالعمل "شيال" في إحدى شركات السياحة، وقال في حوار تليفزيوني : "أثناء دراستي في كلية الحقوق، كنت أحصل على دروس في الغناء تكلفني 2 جنيه ونصف شهريًا، فذهبت لأسرتي أطلب منهم توفير هذا المبلغ، وكانت ظروفنا الاجتماعية ليست على ما يُرام"، مضيفًا "قالولي مش معانا، ودلوقتي هتغني وبعد سنتين هتقول هرقص، ركز في دراستك".
وأكد كامي أنه شعر بالخجل، وقرر ألا يطلب طوال حياته من أحد أي شيء، واختار أن يعمل إلى جانب دراسته، واتفق مع صديق لديه كان يدرس في كلية التجارة، ويمتلك والده شركة كبيرة في السياحة، أن يوفر له وظيفة هناك، وعندما شاهد مدير الشركة هيئته قال له "عاملي راجل ابن ذوات روح شوف الراجل ده هيقولك إيه هتعمله، وهديك 10 صاغ في الساعة"، ليختار له الرجل وظيفة "شيال"، وكانت توفر له شهريًا أربعة أو خمسة جنيهات، يدفع منها مصاريف دروسه ويذهب بالباقي ليتنزه مع الفتيات أو يدخل السينما، ولم يستمر في العمل طويلا حتي وجد عمل أفضل من ذلك بمبلغ أعلي.
وحصل كامي على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ليدرس بعد ذلك في معهد الكونسرفتوار وأعد دراسات عليا في إيطاليا، وعمل في دار الأوبرا المصرية منذ عام 1963، وفي عام 1974 أسند إليه دور البطولة بأوبرا عايدة التي قدمت على مسارح الأوبرا في الاتحاد السوفيتي ويعتبر أول فنان مصري يقوم بدور البطولة محققا نجاحا كبيرا، وقدم خلال مسيرته الفنية العديد من العروض الناجحة والتي وصلت الي 270 عرضا أوبراليا.
اكتشفه الفنان محمد نوح، وقدمه للمسرح كممثل، ليقدم عددا من المسرحيات مثل "انقلاب، دلع الهوانم ومسرحية لا مؤاخذة يا منعم"، ومن هنا جاءت انطلاقة "كامي" في عالم التمثيل والدراما، ظهر الفنان حسن كامى فى أدوار الملك، والباشا، والإكسلانس النبيل فى عدة أعمال درامية مثل، الملك فاروق، بوابة الحلوانى، الخواجة عبد القادر، المصراوية، ناس وناس، وغيرها من الأعمال.
شارك في عدد من الأعمال الدرامية التليفزيونية مثل "أنا وانت وبابا في المشمش، رأفت الهجان، ألف ليلة وليلة وبوابة الحلواني" وغيرها من الأعمال الناجحة ، وعلى مستوى السينما قدم "يا مهلبية يا، سمع هس، كشف المستور" والعديد من الأفلام الأخرى، ولعل من أشهر الأدوار التى أداها حسن كامى كان فى المسلسل الكوميدى الشهير"ناس وناس" عن قصة الكاتب الكبير أحمد رجب، حيث أدى شخصية "عزيز بك الأليت" الذى يتحدث عن مشروعات كبيرة مع "الكحيت" الذى كان يقوم بدوره الفنان الراحل أحمد راتب، و ساند جيل الشباب في تجاربهم السينمائية الأولى، فقدم مع أحمد حلمي أفلام "صايع بحر، زكي شان"، وكانت آخر الأعمال الفنية التي قدمها "كامي" مشاركته في الفيلم السينمائي "قدرات غير عادية" للمخرج داوود عبد السيد.
وشهد "كامي" أولى انتكاسات حياته حين تمت مصادرة أموال أسرته، في ثورة يوليو، كما عرف حب حياته، حين التقى بزوجته المسيحية "نجوى"لأول مرة وهو يبلغ 29 عامًا، بنادي الجزيرة، حيث اشتعلت بينهما شرارة الحب، ليتزوج لاحقًا منها رغم معارضة أسرتها، فقد تعرض إلى تهديد من والد زوجته الصعيدي، بالقتل، والذي كان أيام الملك فاروق لواء في القوات المسلحة، لكن الفنان المصري أصر على الزواج منها.
وعلي الرغم من ذلك إلا أنه أعترف بخيانته لها، مع فتاة آخري وقال حسن كامي في أحد تصريحاته إن زوجته كانت مبتسمة طوال الوقت وتحب الحياة وخدومة، ونشب بينهما خلاف في وقت ما بسبب إعجابه بفتاة، وهذا الأمر تسبب في بكاء زوجته، قائلًا "أنا جرحت زوجتي لما بصيت لواحدة تانية، وتسببت في بكائها، لكن قبلت قدميها بعد بكائها"، وأكد أنه كتب كل ثروته باسم زوجته "نجوى"، وذلك لوفائها النادر وتأثيرها على مجريات حياته، إلا أنه بعد وفاتها، أعاد أهل زوجته له ثروته وكتبوها باسمه، وعرف ألم الخسارة والفقد في حياته الخاصة، حيث خسر ابنه الوحيد "شريف" في حادث سيارة وكان يبلغ حينها 18 عامًا.
رحل عن عالمنا في 14 ديسمبر عام 2018 عن عمر ناهز 82 عاما تاركا رصيدا فنيا تجاوز الـ120 عملا فنيا تنوعت بين السينما والمسرح والدراما التليفزيونية والإذاعية.