اكتشفها رشدي أباظة.. هاجمت الرئيس المعزول .. وعانت من الفقر والمرض وأهملها الفنانون .. حكايات فايزة عبد الجواد ”أشهر بلطجية في السينما”

حصلت علي لقب أشهر كومبارس ..أفضل من جسدت شخصية البلطجية في تاريخ السينما عن جدارة.. تمتعت بملامحها الضخمة التي تصل إلى حد الشراسة وصوتها الأجش.. انحسرت أدوارها في دور السجينة أو المعلمة أو رئيسة العصابة ..هي الفنانة الراحلة فايزة عبد الجواد.

اكتشفها الفنان رشدي أباظة أثناء تصوير فيلم "تمر حنة" 1957، حيث كانت من سكان المنطقة التي يتم تصوير بعض المشاهد للفيلم بها، بعد أن خرجت مع سكان حيها لمشاهدة الفيلم الذي يصور في منطقتهم.

وحكت فايزة عن موقفها مع رشدي أباظة، أنها خرجت لمشاهدة أبطال الفيلم الذين يصورون مشاهد في المنطقة التي تسكنها، وإذ بالدنجوان رشدي أباظة يشير للمخرج عليها، على الفور استعان بها المخرج ضمن المجاميع الموجودة في الفيلم، التي كان تردد وراء المطربة فايزة أحمد "يا تمر حنة خليتي بينا".

ثم استعان بها عددًا كبيرًا من المخرجين لأداء أدوار صغيرة للغاية في أفلامهم لكنها مؤثرة وتركت للمشاهد ذكري  طيبة .

​​​​​​رفضت نقابة المهن التمثيلية منحها العضوية  رغم تقدمها عدة مرات للحصول عليها لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، رغم معاناتها من ضعف الأجر الذي تتقاضاه في الأدوار القصيرة والتي كانت اختصاصها.

وفي مقابلة  تلفزيونية قالت إن ليلى علوي وأحمد زكي ونور الشريف، من النجوم المقربين لها والذين كانوا يتواصلون معها ، وظلت فايزة، لأكثر من 15 عاماً تؤدي أدواراً صامته، منذ 1957، حتى أتت لها الفرصة في فيلم "أبناء الصمت" عام 1974 لتقول أول جملة لها في السينما المصرية.

لها أكثر من 131 عمل فني بين فيلم ومسرحية ومسلسل، كان أولهما "تمر حنة"، وأخرهما مسلسل "كيد النساء" في 2011، وفي الآونة الأخيرة من حياتها، عانت من الفقر والمرض، حتى فقدت قدرتها على الحركة تماماً بسبب مشاكل صحية في ساقيها، وأهملتها نقابة الممثلين ولم تتبنَّ علاجها  أو حتى صرف مبالغ استثنائية لها تقديراً لما قدمته للسينما المصرية.

وذكرت فايزة أنه رغم احتياجها للمال، إلا أنها لم تمد يدها لأحد داخل الوسط، وإنما كانت تريد أن يكون معاشها من الدولة، وتحديدا من نقابة الممثلين، قائلة: “لا أريد شيئا سوى معاش يساعدني على الحياة”.

وكانت فايزة غير راضية عن حكم جماعة الإخوان الإرهابية وقالت إن الأمن ضاع في عهدهم وانتشرت السرقات والحرائق ووجهت رسالة إلى الرئيس المعزول محمد مرسي قائلةً: “اتق الله في مصر”.

في آخر لقاء تلفزيوني لها جمعها بالفنانة إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة" قالت إن الجميع نسيها في مرضها ولم يتذكرها سوى النجمتين ليلى علوي وفيفي عبده، وفي صباح يوم السبت، الموافق 20 فبراير 2016، رحلت أشهر كومبارس في تاريخ السينما المصرية، عن عالمنا عن عمر يناهز 73 عاماً.