إسرائيل رصدت مليونى دولار ثمنا لرأسه ... حكاية ” رفعت جبريل ” البطل الحقيقى لمسلسل ”الثعلب ”
رفعت جبريل ماركة مسجلة فى المخابرات المصرية، استطاع بشجاعته وذكائه أن يكسر شوكة الموساد الإسرائيلى، وكانت له صولات وجولات وخاض العديد من المباريات التى سحق فى نهايتها طموحات الصهاينة، ووقف لجواسيسهم بالمرصاد، ووضعهم فى العديد من المواقف التى لا يحسدون عليها، لقب جبريل بثعلب المخابرات، منذ بداياته إلى أن تولى منصب رئاسة هيئة الأمن القومى، واشتهر جبريل بعملياته المخابراتيه الناجحة، على مدار ٣ عقود، والتى بدأت بتأسيس جهاز المخابرات مباشرة فى النصف الثانى من خمسينيات القرن الماضى، وتدرج جبريل فى مهامه، التى تركزت حول مكافحة التجسس الإسرائيلى بشكل خاص، ومن ملفات المخابرات تجسد الدراما دورها فى نقل الواقع حيث قام التليفزيون المصرى بإنتاج مسلسل تضمن بطولات جبريل داخل جهاز المخابرات، وجسد النجم الراحل نور الشريف شخصية "رفعت جبريل"، فى مسلسل الثعلب، وخلال السطور التالية نستعرض بعض المحطات فى حياة رفعت جبريل.
نجح ثعلب المخابرات فى إعادة الجاسوسة المصرية هبة سليم، التى جندتها إسرائيل من فرنسا إلى القاهرة لمحاكمتها وإعدامها، وكانت أخطر العمليات التى قام بها على الإطلاق، فهو نجاحه فى زرع أجهزة تنصت دقيقة داخل أحد المقار السرية للموساد بإحدى العواصم الأوروبية، وذلك لتسجيل جلسات التعاون بين مخابرات أوروبية وشرقية مع إسرائيل فى بداية السبعينيات، وقد أشاد بها الرئيس أنور السادات شخصياً، بنجاح هذه العملية، وأشار إلى فضلها تم كشف الدور التآمرى لهذه الدول، التى كان بعضها يؤكد صداقته ودعمه لمصر، لافتاً إلى أن المشير أحمد إسماعيل، رئيس جهاز المخابرات العامة فى ذلك الوقت، أكد له أن هذه العملية كانت بمثابة البداية الحقيقية للعبور.
وأضاف جبريل أن نجاحه فى هذه العملية وغيرها من العمليات، التى كشف من خلالها عشرات العملاء الإسرائيليين فى مصر ترتب عليها شيئان الأول: إطلاق اسم ثعلب عليه، وهو اللقب الذى اشتهر فيما بعد من خلال المسلسل الذى صور عملية التنصت على الموساد فى أوروبا، والثانى أن إسرائيل رصدت مليونى دولار ثمناً لرأسه.
ونوه جبريل فى أحد الحوارات التى أجراها إلى أن عشرات الأفلام فى مرحلة الستينيات، تناولت أجزاء غير مكتملة من العمليات المخابراتية، التى شارك فيها أو أشرف عليها، وقال إن فيلم «الصعود إلى الهاوية»، الذى تناول قصة إعدام هبة سليم، كان أفضل فى التناول من مسلسل «الثعلب»، رغم إجادة نور الشريف فى تجسيد الشخصية، لافتا إلى أنه اجتمع عدة مرات مع نور الشريف، لشرح طبيعة العملية التى قام بها فى هذا التوقيت، موضحاً أن كثيراً من الأعمال الفنية الأخيرة التى تناولت أعمالاً مخابراتية، لا تستند إلى عمليات حقيقية قائلاً: «لدينا ملفات وبطولات أقوى بكثير وبعضها لم يخرج إلى النور حتى الآن».
مسلسل "الثعلب"، الذي أنتجه التلفزيون المصري، وعرض في رمضان عام 1993، وكان بطولة كل من نور الشريف، وإيمان، وسعيد عبدالغني، وعادل هاشم، وفادية عبدالغني، وناهد جبر، ومصطفى متولي، وسامح الصريطي، وإسماعيل محمود، ويوسف داود، وعبدالله غيث، وصلاح ذو الفقار، وسهيلة فرحات، وعطية عويس، وتأليف إبراهيم مسعود، وأخرجه أحمد خضر جالذي كشف عن أنه لم يكن يرى صفية العمري في دور الجاسوسة «أوليفيا» التي رشحها ممدوح الليثي، رئيس قطاع الإنتاج وقتها، ولكنه كان يرى إيمان «ليز سركسيان» وأرسل السيناريو لها بعد أن قرأه مباشرة، كما رفض دور «الثعلب» أحمد زكي الذي رشحه الليثي، لانشغاله بأعمال أخرى، وأنه ذهب بعد اتصال بينه وبين الصحفي أمين الرفاعي إلى نور الشريف في الهيلتون، وكان معه الحلقات وتركها له، وذهب مع نور في اليوم التالي إلى مكتب الليثي وتم توقيع العقود.