والده نفاه في السودان.. ووضع شرط غريب للوقوف أمام أم كلثوم ..ويوسف وهبي فتح له أبواب الشهرة .. وشقيقه لحق به بعد وفاته بأشهر قليلة.. مواقف من حياه فؤاد شفيق
يعتبر من مؤسسي الحركة الفنية في مصر سواء في المسرح أو السينما فهو عشق التمثيل منذ طفولته والفن سرى في عروقه سريان الدم، حيث كانت بداياته الفنية بالربع الأول من القرن العشرين وبذلك عاصر تأسيس مجموعة من أهم الفرق المسرحية، أنه الفنان القدير فؤاد شفيق.
ولد الفنان فؤاد شفيق في ١٣ أكتوبر عام ١٨٩٩ بحي الجمالية، فهو كان دائم الإرتياد للمسرح برفقة شقيقه الفنان حسين رياض، وهو ما دفعه للتعلق بالفن والمسرح خلال سنوات نشاطه الأولى، فوالدهما لم يكن يرغب بدخولهما هذا المجال، إلا أن حسين مارس نشاطه الفني بدون علم أبيه بعدما غير أسمه لـ حسين رياض، ولحق به أخيه الصغير لاحقًا.
وعقب حصوله علي شهادة الكفاءة بدأ يفصح عن مواهبه الفنية وعشقه للفن فقد سبقه في هذا الطريق شقيقه الذي يكبره بثلاث سنوات وعندما علم والده بتلك الميول نفاه الي السودان، حيث أستقر بها وعمل كاتب حسابات بقسم الري بحكومة السودان، وأستمر هناك ما يقرب من عشر سنوات، وتزوج من فتاة تعرف عليها خلال هذه الفترة ووقع في غرامها.
وفي عام ١٩٣٧ عاد إلي القاهرة لكنه لم ينسي عشقه للتمثيل لذلك ألتحق بفرقة جورج أبيض المسرحية ومن هنا شارك في العديد من العروض المسرحية منها: "سكة السلامة، والف ليلة وليلة".
وفي نهاية الثلاثينيات دخل فؤاد شفيق عالم السينما عندما قدمه يوسف وهبي من خلال فيلم "الدفاع"، وكان هذا العمل بمثابة إنطلاقته الفنية حيث شارك في الكثير من الأعمال السينمائية الهامة التي مازالت عالقة في أذهان الجمهور منها: "نشيد الامل، وتاكسي حنطور، وسفير جهنم، وبابا عريس، وخبر ابيض، وسلامة في خير، والمجد الخالد، وأم رتيبة، وإحنا التلامذة، وغرام الأسياد، وانتصار الشباب، ودنانير، ويوم سعيد، ومنديل الحلو، وعروس النيل" وغيرهم.
ومن المواقف الغريبة في حياة الفنان الراحل فؤاد شفيق أنه اشترط علي مخرج فيلم "سلامة" بطولة أم كلثوم ويحيي شاهين الحصول علي ٢٠ جنيهًا عندما طلب منه المخرج توجو مزراحي تمثيل مشهد تدفعه فيه أم كلثوم بيدها ليسقط في نافورة مملؤة بالمياه.
المخرج توجو مزراحي سأل فؤاد شفيق عن سبب هذا الشرط، فقال له الممثل الراحل "بسبب علاج الإنفلونزا التي سأصاب بها بعد سقوطي في الماء وإبتلال ملابسي وجسمي في عز الشتاء".
وأعتقد المخرج توجو مزراحي أنه يمزح ولكن فؤاد شفيق كان جادًا ولم يتنازل عن شرطه ورفض أن يمثل مشهد السقوط في النافورة قبل أن تكون الجنيهات العشرين في جيبه، وقد كان له ما أراد.
وتقديرًا لمسيرته الفنية حصل الفنان الراحل على عدد من الأوسمة والتكريمات، أبرزها وسام من ملك المغرب محمد الخامس عام ١٩٥١، ووسام الفنون من الدرجة الأولى عام ١٩٦٢.
رزق الفنان فؤاد شفيق بستة أبناء، أحدهم عمل في التمثيل وهو حسن شفيق، وتوفي بشكل مفاجئ عام ١٩٧٢، وشارك في فيلم "العميل ٧٧" وكان مفتش في التربية والتعليم، ولم يعترض والده على دخوله مجال التمثيل، فهو كان يعشق أبنائه وأحفاده ويحرص على الاجتماع بهم بصورة دورية في فيلته بالهرم، وتوفي الفنان القدير بذبحة صدرية عام ١٩٦٤، ولحق به شقيقه الأكبر حسين رياض بعد شهور، حيث لم يتحمل فراقه.