أعدمه عبد الناصر سينمائياً بسبب صورة.. واتهم محمد رمضان بالإرهاب الفكري.. ووصف مسرح مصر بالحشاشين.. حكايات لا تعرفها عن جلال الشرقاوي رائد المسرح السياسي
جلال الشرقاوي أحد عمالقة المخرجين في الوطن العربي، لقب بـ "رائد المسرح السياسي"، كان الأعلى أجراً بين المخرجين، قدم ما يزيد عن ثمانين عمل فني ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، تعرضت أعماله لأهم الأحداث السياسية التي هزت مصر والمنطقة العربية بأكملها، قام بإخراج العديد من المسلسلات سواء لإذاعة مصر أو الكويت، أعدمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سينمائياً بسبب صورة، اتهم محمد رمضان بتقديم الإرهاب الفكري، ووصف مسرح مصر بـ "قعدات الحشاشين".
"الموجز" يرصد من خلال هذا التقرير أبرز المحطات في حياة رائد المسرح المخرج جلال الشرقاوي:ـ
ولد الشرقاوي في محافظة دمياط يوم 14 يونيو عام 1934، حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة، ثم حصل على دبلوم خاص تربية وعلم النفس من جامعة عين شمس ثم بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز، كما سافر إلى بعثة إلى موسكو وباريس وحصل على دبلوم إخراج من معهد جوليان برتو للدراما في فرنسا، ثم دبلوم إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية.
تقلد العديد من الوظائف في بداية حياته العملية، حيث عمل مدرساً للعلوم ثم عمل مدرساً للتمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم مدير مسرح توفيق الحكيم ورئيس قسم التمثيل ثم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية.
قدم أهم الأحداث السياسية الذي تشغل الرأي العام المصري والوطن العربي في أغلبية أعماله المسرحية ومن أبرز أعماله المسرحية، مدرسة المشاغبين، ملك الشحاتين، اه يا ليل يا قمر، أنت اللي قتلت الوحش، عفاريت مصر الجديدة، عيون بهية، على الرصيف، عطية الإرهابية.
أخرج العديد من المسلسلات الدرامية والإذاعية ومنها، أبلة فهيمة، أغنية الصمت، شىء مكتوم، سارة إلى الأبد، المجانين، عمر من البهجة، حبيب الله، كليم الله، الهروب للجحيم، أحلام السوالم، البكوات في باريس، العمر بالمقلوب، على باب مصر، القرار الأخير، إثنان على الطريق، قلعة الكبش، بيت الجمالية، والكثير من الأعمال.
تولى إخراج أربعة أفلام في السينما فقط وهم، "أرملة وثلاث بنات" بطولة زيزي البدراوي ونوال أبو الفتوح وأمينة رزق، و"العيب" مع رشدي أباظة ولبنى عبد العزيز، و"الناس اللي جوه" مع يحيي شاهين وناهد شريف وصلاح قابيل، و"أعظم طفل في العالم" بطولة هند رستم.
كما قام بإخراج العديد من المسلسلات الإذاعية لإذاعة الكويت مثل، عمر الخيام، الحرب والسلام، أحمد رائف، تولوستوي، وغيرهم.
كشف الشرقاوي في احدى الحوارات الصحفية، أن السبب الرئيسي وراء إعدامه سينمائياً هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائلاً: "أنه أحب السينما مثل المسرح، وقد أخرج ثلاثة أفلام من إنتاج الدولة وفيلماً من إنتاجه وأثناء إخراجه فيلم "العيب" كانت فيه مشاهد تعبر عن الفساد، وفي مشهد وضعت صورة للرئيس جمال عبد الناصر، وكانت بطلة الفيلم تعاتب أحد الأبطال وتسأله كيف يمارس كل هذا الفساد وهو رجل صالح ورئيس إدارة وتنوعت اللقطات بين وجه الممثلة والممثل وصورة رئيس الدولة عبد الناصر، وهو ما اعتبره المسؤولون إسقاطاً على عصر عبد الناصر واتهاماً مباشراً له بأنه مشترك في الفساد وهنا صدرت الأوامر بحذف هذه المشاهد وكانت مساحتها نحو 17 دقيقة، وبعدها سمعت أنني استبعدت من العمل في السينما نهائياً بقرار سياسي وقررت الدولة تجميدي سياسياً، وهكذا تم إعدامي سينمائياً".
واتهم رائد المسرح النجم محمد رمضان بتقديم "الإرهاب الفكري" قائلاً: "ما يقدمه رمضان إرهاب فكري ويخدم بأعماله فساد المجتمع، ويجب أن يتوقف عن هذا التخريب، فهو ليس خريج معهد سينمائي ولم يدرس الفن، بل درس لمدة أسبوعين فقط وهو بما يقدمه من أعمال يمثل قدوة سيئة للأجيال الجديدة لأن الشباب الصغير يقلده في القتل والعنف والإرهاب".
ووصف جلال الشرقاوي فرقة "مسرح مصر" التي أسسها الفنان أشرف عبد الباقي بـ "قعدات الحشاشين"، وذلك خلال ندوة تكريمه بمهرجان الإسكندرية للمسرح قائلاً: "إن هذه العروض التي تحمل اسم مسرح مصر، جريمة في حق الدولة المصرية، لأن مؤسسها ربطها باسم مصر، كما أنها لا تصل إلى مستوى الاسكتشات التي كان يقدمها في المرحلة الثانوية، واصفاً إياها بـ "قعدات الحشيش".