مشهد فى فيلم ”سلامة فى خير ” أوحى بالفكرة إلى طلعت حرب ... ماكينات الـATM التطور الطبيعى للخزائن الليلية
مشهد من فيلم "سلامة فى خير"، الذى قام ببطولته العبقرى نجيب الريحانى، أوحى إلى الاقتصادى الكبير "طلعت حرب" بالتفكير فى إدخال الخزينة الليلية، بنك مصر، عندما ذهب «سلامة» إلي بنك مصر، ليودع أموال الشركة التي يعمل بها في البنك، ووجد البنك مغلقا وقع فى حيرة من أمره بسبب خوفه الشديد على المبلغ الكبير، اختمرت الفكرة فى ذهن طلعت حرب، وعلى الفور أعطى توجيهاته، بضرورة إدخال خدمة الإيداع الليلية لعملاء البنك، وبالفعل تم تصميم ماكينة الإيداع الليلية في لندن، ليكون بذلك بنك مصر، هو أول من أدخل الخدمة المسائية البنكية من خلال ماكينة الإيداع التي تم وضعها خارج أبواب البنك وذلك في عام 1931.
وتعتبرالخزائن الليلية هي أول ابتكار لآلية الإيداع النقدي خارج أوقات عمل البنوك فى العالم، وتعد البداية التي تطورت عبرعقود وزودت بإمكانيات السحب والتحويل النقدي ودفع الفواتير وغيرها من الخدمات المصرفية التي تقدمها ماكينات الـ ATM المنتشرة بشوارع ومحافظات مصر الان.
والماكينة، عبارة عن خزينة يتم فتحها بمفتاح، والمفتاح يكون مع بعض عملاء البنك، ممن تضطرهم الظروف لاستخدام هذه الماكينة، وهى للإيداع فقط، فعندما يقوم العميل بفتح الخزينة، يقوم بوضع الأشياء الخاصة به، في ظرف مكتوب عليه اسم العميل، ورقم الحساب والمبلغ المودع، أو المجوهرات المودعة، ويتم وضعه في المجرى وتنزل في الخزينة الأرضية، وفي صباح اليوم الثاني، تقوم لجنة بفتح الخزينة وجردها وفي حالة وجود مجوهرات، يستوجب وجود مندوب عن الشخص صاحب الحساب أو الشخص نفسه ويتم وضعها في الأمانات.
وتري ماكينة الصراف الألي للبنك الأهلي ATM ، تُجاور"الخزينة الليلية"، كرمز لماضي يتصل بالحاضر، كما يهتم بنك مصر بخزينته وهي الأقدم في تصميمها، لتبقي رمزاً لبنوك عريقة أٌسِست للنظام المصرفي في مصر،
كما تعطيها الدول الأوربية اهتمام كبيرًا وتدرجها بعض المواقع كتراث عالمي، فهي تعد رمزا للبنوك القديمة وشاهدة علي تاريخ المصارف والحياة الاجتماعية وما عاصرته من أزمات دفعت البنوك لتوفير وسيلة لتأمين أصحاب المتاجر والمواطنين من السرقات.