هاجمه القصبجى بمسدس والقصر الملكى وقف في طريقه وأم كلثوم قالت عنه ”الأمر لمحمود وما يريد”.. معلومات عن ملحن ”رمضان جانا” محمود الشريف

محمود الشريف
محمود الشريف

واحدًا من رواد التلحين في مصر قدم للفن الكثير من الأغاني المميزة التي تركت بصمة خاصة في تاريخ الفن فهو كان يتمتع بموهبة فريدة وبرغم ذلك لم يحظي بشهرة واسعة ولم يأخذ حقه، وغابت عنه الأضواء كثيرًا، رغم أعماله الخالدة أنه الملحن محمود الشريف.

ولد محمود الشريف في ٢ سبتمبر عام ١٩١٢، بمحافظة الإسكندرية ونشأ في بيت صوفي، وألحقه والده بكتاب الحي ليتعلم القراءة والكتابة وما تيسر من القرآن الكريم، واشترى له صديق والده شيخ مسجد البوصيري سنتور، وهو آلة موسيقية وترية قديمة تعلق بها منذ أن كان صغيرًا.

منذ طفولته وقع في غرام الموسيقى بسبب حلقات الذكر الذي كان يحضرها دائمًا، وبدأ حياته الفنية كمغنى متجول مع الفرق المسرحية ثم انتقل إلى محافظة القاهرة للعمل مع بديعة مصابني وعلي الكسار، وفي عام ١٩٣٦ تقدم للإذاعة وقدم أول أوبرا في تاريخها بعنوان "روما تحترق"، ومن هنا توالت أعماله ونجاحاته.

قام محمود الشريف بتلحين أهم أعمال عدد كبير من نجوم الزمن الجميل منهم محمد عبدالمطلب، وكارم محمود، وعبدالغني السيد، وشادية، وليلى مراد، ووردة، وعبدالحليم الحافظ.

تزوج الشريف في بداية حياته من أبنه خالته وأنجب منها نجلته الوحيدة إكرام، وفي المرة الثانية تزوج من فتاة ريفية من المنصورة تدعي فردوس وهي كانت ملهمته وجمعته بها قصة حب طويلة لكن بعد الزواج حدث بينهما خلافات عديدة حتي وصلت لإنفصال الثنائي ولكنهم عادوا مجددًا.

وفى عام ١٩٥٢ كانت كوكب الشرق أم كلثوم متواجدة فى مكتب محمد فتحى، مقدم حفلاتها ثم سمعت أغنية "بتسألينى بحبك ليه"، التى كانت سببًا فى شهرة المطرب محمد عبدالمطلب، فأعجبت باللحن وتوقعت أنه يخص الموسيقار محمد عبدالوهاب، إلا أن فتحى، أخبرها بأن اللحن خاص بمحمود الشريف، وبعدها تعرفت عليه كوكب الشرق وبدأت قصة الحب.

وفي عام ١٩٤٦ كتبت إحدي الجرائد القومية مانشيت رئيسي وهو "خطوبة أم كلثوم على محمود الشريف"، وأشار المحرر إلى أنهما "لبسوا الدبل"، لكن لم يمر أسبوع على تلك الخطوبة حتى خرج الصحفي بمانشيت رئيسى وصف الخطوبة بـ "جنازة حب"، وجاء فى مقالته أن الثنائى انفصلا بسبب عدم معرفة أم كلثوم بأن الشريف متزوج من أخرى، وأنها أنكرت ذلك قائلة: "مقدرش ابنى سعادتى على سعادة واحدة تانية".

أفضت قصة الحب إلى خطوبة معلنة وزواج غير معلن لمدة عامين، ثم انفصلا لرفض أم كلثوم إعلان الزواج بشكل رسمى، وذلك بسبب أن شريف باشا صبري خال الملك فاروق كان واقع في غرامها، فهو في البداية طلب الزواج عرفيًا من أم كلثوم خوفًا من أولاده وزوجته والتقاليد، فرفضت هي ذلك وأرادت أن يكون زواجها شرعيًا، فقام الباشا بنقل الرفض إلى القصر الملكي واعتبره جريمة في حقه، فكيف من وجهة نظره لأم كلثوم أن تتجرأ وترفض طلبًا مثل ذلك لخال الملك فاروق الذي لم يكن يقف أمامه أي عقبات عندما يريد الإستيلاء على امرأة أو فتاة، وبذلك أنتهت قصة حبهما، ومحمود الشريف كان الرجل الوحيد الذى قالت عنه أم كلثوم "الأمر لمحمود وما يريد".

وكشفت إحدي المجلات النادرة أن الملحن محمد القصبجي حاول قتل محمود الشريف بعد خبر إعلان زواجهما من شدة غيرته على السيدة أم كلثوم التي عشقها بجنون، حيث هجم عليه بمسدس تحت فيلا أم كلثوم، وتوفي الشريف في ٢٩ يوليو عام ١٩٩٠ عن عمر يناهز ٧٨ عامًا تاركًا خلفه رصيد فني كبير.

تم نسخ الرابط