7 وصايا نبوية وحيل عسكرية .. كيف انتصر المسلمون في غزوة مؤته ؟
تعد "غزوة مؤتة"هي أول حرب خارجية يخوضها المسلمون، والتي وقعت في جمادي الأول من العام الثامن للهجرة (أغسطس 629 م)، وصمد فيها ثلاثة آلاف مقاتل مسلم أمام مائتي ألف من الروم والقبائل العربية الحليفة لهم، ستة أيام كاملة، وفي اليوم السابع قام قائد الجيش خالد بن الوليد بانسحاب ناجح وبأقل الخسائر.
سبب غزوة مؤتة
حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي رسولاً إلى ملك بصرى من أرض الشام يدعوه إلى الإسلام ، فما كان من ملك بصرى شرحبيل بن عمرو الغساني الا اعتَقله وقيَّده، ثم قتله صلبًا فاشتدّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقرر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد التشاور مع المسلمين معاقبةَ مرتكبي هذه الجريمة، وإعطاءَ درسٍ واضح للذين يقفون وراءها، وإفهامَهم أن دماءَ المسلمين بعد الآن لن تكون رخيصة.
لان ما حدث مخالف للأعراف التي كانت سائدة في هذا الوقت، والمتمثلة في عدم قتل الرسل الذين يحملون رسائل من ملك إلى آخر.
أكبرُ جيش إسلامي
جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم، جيشًا قوامُه ثلاثةُ آلاف مقاتل، وهو أكبرُ جيش إسلامي حتى ذلك الحين، وأُسندت قيادتُه لزيدِ بن حارثة، وكانت وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا قُتل زيد أن يتولى القيادةَ جعفرُ بنُ أبي طالب، ثم عبد الله بنُ رَواحة وعقد لهم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة.
وصايا الرسول
وأوصاهم الرسول صلي الله عليه وسلم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا مَنْ هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، وقال لهم: اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَنْ كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناء. وقد خرجت نساء المسلمين لتوديع ازواجهن وهن يقولون (( ردكم الله الينا صابرين )) فرد عبد الله بن رواحه وقال (( اما أنا فلا ردني الله )).
عند مدينه مؤتة توقف المسلمين وكان عددهم ثلاثة آلاف وعدد الغسانيين والروم مئتان الف .
اختار المسلمون بقياده زيد بن حارثة، الهجوم على المشركين وتم الهجوم بعد صلاه الفجر وكان اليوم الأول هجوم قوي ومن صالح المسلمين
بسبب ان الروم والغساسنة لم يتوقعوا من جيش صغير البداء بالهجوم، وفي اليوم الثاني بادر المسلمين أيضا بالهجوم وكان من صالح المسلمين وقتل كثير من الروم وحلفائهم إلى اليوم السادس حيث بادر الروم بالهجوم وكان أصعب واقوى الايام وفيه استشهد زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحه، واختار المسلمين خالد بن الوليد قائدا لهم.
ذكاء خالد بن الوليد
وعندما تولى القيادةَ خالدُ بنُ الوليد، أظهر مهارتَه ونبوغه في إنقاذ جيش المسلمين، من خلال مَكيدة حربية، فقد أدار المعركة بقية يومه وفي الليل أمر مجموعة من المسلمين بأن يخرجوا إلى خلف الجبال ليعودوا فجرا مثيرين للغبار رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل، فيظن الروم بأن مددا قد أتى للمسلمين.
وقام بحيلة عسكرية إذ غير الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة والمقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، لتختلف الوجوه على الروم، ويدب الرعب في قلوبهم ظنا منهم أن مددا عظيما قد أتى للمسلمين.
ثم فاجأهم خالد بالهجوم على قلب جيشهم وكاد يصل إلى قائدهم، وهنا رأى الروم أن جيش المسلمين ينتصر بالمدد الذي وصل إليهم، ثم فوجئوا بخالد بن الوليد ينسحب، فظنوا أنها خدعة منه، فلا يوجد جيش منتصر يقوم بالانسحاب، لذلك لم يتقدموا والتزموا مواقعهم، فيما انسحب خالد انسحابا تكتيكيا منظما وعاد بجيشه سالما غانما إلى المدينة المنورة مخلفا 13 شهيدا فقط، بعد معركة دارت على أرض الأعداء استمرت 7 أيام.