قصة حب فاشلة لبليغ حمدي وراء ابداعه في أغنية ”فات الميعاد” لكوكب الشرق..اعرف الحكاية
هي واحدة من أهم أغنيات سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق أم كلثوم، وهي "فات الميعاد"، وبدأت حكاية الأغنية مع ظهور مرسي جميل عزيز، آخر الشعراء الجدد انضمامًا لأم كلثوم، حيث أن موهبة الشاعر الكبيرة جعلت أم كلثوم تطلب من بليغ حمدي أن يعرض على صديقه مرسي جميل عزيز أن يكتب لها، فكتب لها في البداية "سيرة الحب" ولحنها بليغ حمدي في ديسمبر 1965.
وبعد النجاح المبهر لتلك الأغنية أمد الشاعر الجديد أم كلثوم بأغنيتين "فات الميعاد" و"ألف ليلة وليلة" لكن أم كلثوم قررت أن تضعهما في خزانتها لحين الحاجة إليهما.
رغم أن العمل كان جاريًا على قدم وساق في منتصف عام 1966 في أغنية "فكروني" مع عبد الوهاب باعتبارها أغنية الموسم الجديد، قررت أم كلثوم أن تسند لبليغ مرة أخرى تلحين كلمات صديقه مرسي جميل عزيز مُستغلة بذلك التنافس الخفي بين محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي.
"فات الميعاد" ابتعدت عن الحبكة الدرامية التي تبدأ بهجر وأحزان لتنتهي بفرح وعودة الحب بين قلبين عطشى للعشق واستمرت على نفس المنوال من فرقة ولوعة وحزن ورماد حتى آخر الأغنية، ومع ذلك حققت نجاحًا منقطع النظير.
بليغ حمدي الذي كان صديقًا للشاعرين مرسي جميل عزيز وعبد الوهاب محمد شريكه في أغنية "حب إيه" لم يغادر شقته بالإسكندرية بمجرد سماع "فات الميعاد" من مرسي جميل عزيز لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة، حيث اعتكف تمامًا لتلحينها، ولم يقطع خلوته هذه سوى اتصالاته مع أم كلثوم ليطمئنها على مسار التلحين.
انتهى من اللحن ليتصل بعازف القانون الأول محمد صالح، قائد فرقة أم كلثوم حتى تستعد الفرقة بمجرد كتابة النوتة الموسيقية.
وما هي سوى ساعات قليلة من لقاء أم كلثوم ببليغ لتستمع منه مقدمة الأغنية حتى يشعر بانبهارها بالكلمات والموسيقى معًا، خاصة مع المقطع المؤثر: "تفيد بإيه يا ندم.. تعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالى الألم.. واتفرقوا الأحباب.. وكفاية بقى تعذيب وشقى.. ودموع في فراق ودموع في لقى".