جمعته به علاقة صداقة فنصب عليه وسرق أمواله.. حكاية طريفة لـ يوسف وهبي مع أمير دارفور علي قهوة الفيشاوي

يوسف وهبي
يوسف وهبي

يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.

ويعتبر الفنان يوسف وهبي من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم مواقف طريفة وظل يحكى عنها لسنوات طويلة، حيث قال عميد المسرح العربي في إحدي حوارته النادرة أنه كان من عشاق حى الحسين الشعبى ومن أهم زبائن قهوة الفيشاوى الشهيرة، وخاصة فى شهر رمضان حيث كان يقضى فيها مع أصدقائه أجمل السهرات الرمضانية التى تمتلئ بالضحك والمرح والفكاهة.

وأضاف أن فى إحدى الليالى اقترب منه شاب أسمر أنيق الثياب وفارع الطول علي حد وصفه، مشيرًا إلي أنه عرفه بنفسه على أنه أمير دارفور ويريد أن يتعرف على عبدالوهاب.

وأشار يوسف بك إلى أنه قرب هذا الشاب من مجلسه وسهراته، ودعاه كثيرًا إلى منزله، ووصفه بأنه كان حلو الحديث وحاز احترام وإعجاب أصدقاء الفنان الكبير وتقديرهم لمكانته عند يوسف بك، وأصبح هذا الشاب عضوًا هامًا فى شلة الفيشاوى التى يلتقى بها يوسف وهبى دائمًا.

وتابع الفنان الراحل أنه لأول مرة يفع فى فخ محتال خطير، حيث زاره الشاب الذى كان يعتقد بأنه أمير دارفور فى منزله ذات يوم وطلب منه سلفة كبيرة حتى يصله مندوب والده الملك ومعه مبلغ ضخم من المال.

وأكد وهبي أنه لم يدور بخلده أن يكون الشاب الذى عرفه على أنه أمير دارفور ولم يفارقه منذ أكثر من أسبوع سينصب عليه، لذلك أعطاه كل ما طلبه من أموال، وتواعدا أن يلتقيا فى قهوة الفيشاوى كالمعتاد لقضاء السهرة.

وأختتم حديثه بأن الشاب لم يحضر ولكنه وجد بدلًا منه ضابط بوليس يسأل عن الشاب ويريد القبض عليه لأنه محتال محترف، وهكذا شرب يوسف بك وهبى مقلب النصاب على قهوة الفيشاوى.

ولد عملاق المسرح يوسف بك وهبى فى ١٨ يوليو عام ١٨٩٨ بمدينة الفيومؤ فوالده كان يعمل مفتش رى بالفيوم، وينتمي يوسف لعائلة من أعيان الفيوم ولا زالت آثارها بالمحافظة حتى الأن، تلقي تعليمه فى كتاب العسيلى ثم التحق بالمدرسة السعيدية، ثم بالمدرسة الزراعية.

بدأت علاقته بالتمثيل عندما شاهد فرقة الفنان اللبنانى سليم القرداحى، وبدأ هوايته بإلقاء المونولوجات وأداء التمثيليات بالنادى الأهلى والمدرسة، لكن والده وعائلته أرادت إبعاده عن هذا المجال الذى رأت فيه عارًا على العائلة، حيث كان ينظر إلى الممثل على أنه شخص لا يعتد به ولا بشهادته أمام المحاكم وقتها، لكن الشاب أصر على موقفه وألتحق بالعمل فى السيرك، حيث عمل مصارعًا فى سيرك الحاج سليمان وتدرب على يد بطل الشرق فى المصارعة آنذاك المصارع عبد الحليم المصرى.

ومع إصرار يوسف وهبى على موقفه فى العمل بالفن، طرده والده، فهرب الشاب إلى إيطاليا بإغراء من صديقه القديم محمد كريم، وغير اسمه إلى رمسيس، وتتلمذ على يد الممثل الإيطالى كيانتونى، وعاد إلى مصر عام ١٠٢١، بعد أن وصله خبر وفاة والده الباشا، والذى ترك له ولأخوته ثروة كبيرة.

وبدأ حياته المسرحية بالتمثيل فى فرقتى حسن فايق وعزيز عيد، ثم استخدم الأموال التى ورثها عن والده فى تأسيس فرقة رمسيس، التى قدمت ما يقرب من ٣٠٠ مسرحية، ومنها: "كرسى الاعتراف، راسبوتين، المائدة الخضراء، بنات الشوارع، أولاد الفقراء، وبيومى أفندى، وخليفة الصياد، وهارون الرشيد، وصلاح الدين الأيوبى".

وتعاون يوسف وهبي مع محمد كريم في إنشاء شركة سينمائية بإسم "رمسيس فيلم"، وبدأت أعمالها بفيلم "زينب"، وفى عام ١٩٣٢ أنتج "أولاد الذوات" وقام بكتابة النص وببطولة الفيلم، ثم كتب فيلمه "الدفاع"، وكون ثنائى ناجحًا مع ليلى مراد، ومن هنا توالت بطولاته وأفلامه، كما شارك فى عدد من المسلسلات وأكتشف العديد من عمالقة الفن ومنهم أمينة رزق ومحمود المليجى وأنور وجدى وفاتن حمامة وفريد شوقى.

ومع بداية السبعينيات بدأت مرحلة إنحسار الأضواء عن يوسف وهبى، حيث كان قد تقدم فى السن وتجاوز عامه السبعين، فلم يعد يقوم بأدوار البطولة، لكنه استمر فى المشاركة فى الأعمال الفنية مع نجوم شارك معهم من قبل مثل هند رستم وسعاد حسنى وشكرى سرحان وفريد شوقى، أو مجموعة من نجوم الجيل مثل نجلاء فتحى وميرفت أمين وعزت العلايلى وعادل إمام وغيرهم.

ورحل عن عالمنا الفنان يوسف وهبي في ١٧ أكتوبر عام ١٩٨٢ بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب أثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجه سقوطه في الحمام، حيث توفي أثناء العلاج إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وكان إلى جواره عند وفاته زوجته ونجلها.

تم نسخ الرابط